وأنا أشاهد الشريط الإخباري أقرأ باستمرار عن مطالبات شبابية وحقوقية من عدة محافظات وحين أتصفح الفيس بوك لا تنفك تظهر الصفحات التي تحمل قضايا ونداءات على غرار القضية الجنوبية فصار لدينا قضية تهامة والقضية الوصابية والقضية المأربية وسأتوقف هنا عند القضية المأربية باعتبار أن منطقة مأرب عرفت على مر العصور بأنها منشأ الدول القديمة ومنبع الحضارات العريقة وهي أيضا حاضنة الثروات الطبيعية فالنفط فيها والمعادن والغاز وعليه يجب أن نصغي باهتمام لمطالب أصحاب القضية خاصة وأن مطالبهم مشروعة ومكفولة وليست مستعصية فهم يريدون التميز في المجال الوظيفي بقطاع النفط ولا بأس في ذلك يريدون المشاريع الخدمية والتنموية وهو واجب شرعا وقانونا يريدون توظيف حراس أنابيب النفط وهو شيء طبيعي لأشخاص يقضون أغلب أوقاتهم في الحراسة يجب أن يكون لديهم راتب وحقوق تكفلها لهم الدولة أو تفرضها على شركات النفط . أحترم وبشدة كل المأربيين الذين حملوا قضيتهم بالأسلوب السلمي وساروا السير الراقي نحو توصيل رؤاهم ومطالبهم، فما فتئوا يعملون المسيرات ويعقدون المؤتمرات والوقفات الاحتجاجية السلمية ولمزيد من النشر والتواصل قاموا بعمل صفحات الكترونية بقضيتهم ويدعون عبرها جميع الشرفاء والمسئولين والإعلاميين ليتبنوا قضيتهم ليتم إنصافهم من تهميش طال أمده وإقصاء جرعهم كؤوس المرارة . لكن كأني أحصي فائدة وأجد ميزة لتلك الحركات الشبابية هنا وهناك والتي جرأت العديد ممن يعاني الظلم على التحرك وثوبا نحو تحقيق المقاصد ودفعت بكثير من الصامتين إلى التحدث وأصبح كل من له قضية له صوت أيضاً يجب أن يصغي له الجميع لكني اخشى كثيرا أن تكثر القضايا فيزداد التجاهل لها من الحكومة وهذا ما لا أتمناه فالبلد لا يحتمل مزيدا من الاحتقانات ولا يحتمل أي انفجارات أخرى فعلى القيادة الاستماع لكل هؤلاء خاصة من نعتبر مطالبهم شرعية جدا وأن يتم تلبية حاجاتهم في ظل الدستور والقانون وأن يشرك الجميع في الحوار حتى لا يكون هذا الحوار الذي نعول عليه كثيرا كالدابة العرجاء التي تسقط كثيرا مما تحمله ولأن كل المنادين بقضاياهم هم جزء من الشعب اليمني وجملة من الاستحقاقات المهملة والظلم المتراكم والسياسات الخاطئة هي ما جعلت للجميع قضايا شائكة وتحتاج حلاً وحلها ليس صعبا فقط يحتاج نية صادقة لحلها فتهامة الخير ومأرب العطاء وجنوب الوطن القوة والأمان يجب أن نقف معهم في توصيل رؤاهم ومطالبهم حبا في هذا الوطن ورفضا منا للظلم والإقصاء وإحقاقا منا للحق وصدق الشاعر حين قال : وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا