أسمع في هذه الأيام كثيراً أخباراً تؤكد أن إيران تحاول حالياً وبشتى الطرق والوسائل المختلفة بأن تجعل من إخواننا وأهلنا « الحوثيين» أداة تبعية وعميلة لها بغرض تنفيذ أجندتها السياسية الإقليمية الخشنة وذات الاتجاه العقائدي والعمل على دعم وتأهيل الأداة الحوثية من أجل تمكينها من السيطرة على زمام الحكم في اليمن وبأي ثمن كان حتى لو كان الثمن زعزعة الأمن والاستقرار وإراقة أنهر من دماء اليمنيين الزكية.. وإن إيران في الوقت الراهن زادت من سقف سعيها الحثيث والدؤوب لتحقيق ما رمت إليه خاصة وأنها أصبحت متيقنة تماماً بأن حليفها وتؤامها المشترك “النظام السوري” قد بدأت أركانه تتهالك ومعرضة في أي لحظة للسقوط.. والالتحاق بأنظمة كانت هنا في الأمس القريب. وإن كان ما ورد في مضامين هذه التقارير الإخبارية صحيحاً .. فإن مساعي « إيران »سيكون مصيرها في نهاية المطاف هو « الفشل الذريع».. ولسبب واحد وهو أن إخواننا “الحوثيين” لن ولن ولن يقبلوا أبداً بأن يكونوا سيوفاً إيرانياً« دموية » ومسلطة على رقاب إخوانهم ومهما اختلفت مذاهبهم ومللهم، كذلك أيضاً « لن ولن ولن » يقبلوا بأن يكونوا أعواد « ثقاب» لإشعال صراع طائفي ومذهبي فهم يعلمون بأن هذا النوع من الصراع هو أخطر من مرض الطاعون وأنه أكثر فتكاً للحرث والنسل وسمومه لا تبقي ولا تذر.. كما أن إيران قد تناست نقطة مهمة جداً وهي أن الجماعة الحوثية هي في الأصل يمنية الحسب والنسب وليست خليطاً من الأعاجم وبما أنها جماعة يمنية فقد شملها قول رسولنا الأعظم « صلى الله عليه وسلم » « جاءكم أهل اليمن .. هم أرق قلوباً وآلين أفئدة » وشملها أيضاً قوله “ صلى الله عليه وسلم” “الإيمان يمان والحكمة يمانية” وعلى مضمون هذه الأقوال الشريفة يعتمد عليها اليمنيون في كل تعاملاتهم وعلاقاتهم.. الخاصة والعامة، وكذلك هي على المستوى الدولي الخارجي.. وباختصار شديد فإني أنصح إيران بالتخلي نهائياً عن تنفيذ مشروعها الطائفي في اليمن ولسببين .. هما: الأول: أن جميع اليمنيين لا يؤمنون بمثل هذه المشاريع الدموية وإنما يؤمنون ويباركون المشاريع السلمية والهادفة إلى غرس وتثبيت مداميك الأمن والاستقرار والساعية إلى المساعدة في تحقيق مبدأ العيش بسلام واطمئنان.. الثاني: كافة أطياف الشعب اليمني تشكل نسيجاً مجتمعياً قوياً ومتماسكاً وتم حياكته من نورانية تعاليم ومبادئ الدين الإسلامي ومن ضمنها مبدأ التكافل والترابط الأخوي الاجتماعي ولهذا لا يمكن لأية قوى اختراقه وتفكيكيه وتمزيقه وصولاً إلى إضعافه وإشعال نيران الفتنة في محيطه الاجتماعي الواحد .. فهذه هي حقيقة حال اليمنيين والذين يعتبرون من أولى الشعوب التي سالمت وبدأت بالمصافحة، وعليه فأني أتمنى من إيران وغيرها من الدول الشقيقة بأن تخرج اليمن من لعبة « طاعون الصراع الطائفي » لأن شعبها الطيب لا يستحق ذلك أبداً ويكفيه ما يعانيه من بؤس الحياة وعنائها.. رابط المقال على الفيس بوك