في نطاق ركضك اليومي المتوالي، وتفجر طاقاتك التي تحاول من خلالها التعايش اليومي دون معرفة ما هو دورك الرئيسي في هذه الحياة الصاخبة ، دون معرفة جدوى هذا الركض السريع بامتياز، هل ستكتشف في الطريق ماذا تريد؟ أم ستمضي راكضاً دون الوصول إلى تفاصيل هذه المعرفة المهمة؟ تساؤلات عديدة قد لا تعني أحداً من هؤلاء الراكضين كل يوم, وقد لا تلزمهم بالتوقف للبحث عن إجاباتها, وقد.. وقد.. وقد... لكن الكارثة الأكبر أنها قد لا تلامسهم, وقد لا تأتي إليهم, وقد لا تخطر على بال الكثير منهم... لم تحاصرهم على اعتبار أن تحركهم، وركضهم يجريان في معزل عنها... لم يتواصلوا معها من خلال التوقف في تلك الاستراحات المفتوحة، والتي اعتادت على فتح أبوابها لهم وتلقّي أسئلتهم والإجابة عنها... تساؤلات عديدة تطرحها الحياة ذاتها، حتى وإن تلونت لحظات أبطالها وعابريها، لكنها تظل متفردة بأسئلتها، التي على كل منا أن يكتشف بحسب تفكيره، وذلك النمط اليومي الذي اعتاده، أجوبتها، وإن لم يصل إلى ذلك فعليه أن يعرف أن للأيام نفسها ثمناً، وللركض لحظات توقف عليه أن يلامسها، ويتحاور معها... عليه أن يواصل طرح تساؤلاته على أيامه وهو داخلها... عليه أن يفتح كل الأبواب للأسئلة، ولا يتعبه القلق إن عجز عن قراءة الأجوبة في حينها...عليه أن تكون أيامه دائماً مثار تساؤلات، ليس من الآخر، ولكن من نفسه هو، منه وإليه... عليه أن لا يترك الآخر هو من يفتح الأبواب للأسئلة، ويتسلل إلى الأماكن المحظورة لديه، حتى لا يصطدم مع عجزه عن المواجهة... في الحياة اليومية نحن ملزمون بأن نتحرك داخلها كما نشاء' لكن تظل هناك حسابات علينا أن نتلامس معها، حتى وإن لم تكن ترتبط بحساباتنا نحن... هي الأيام لم تتغير, وهي اللحظات التي يتغير العابرون داخلها، لكن تظل هي في مكانها، واضحة، ثابتة المسارات لا يمكن بأي حال من الأحوال تفكيكها... يحتمي الناس بها، ويتخيلونها بأعين جديدة، ويختلفون في طرح الأحكام النمطية حولها, لكن من منا حاول أن يتعامل معها من خلال تفكيكها بالأسئلة, من خلال معرفة موقعه داخلها؟ أسئلة قد تبدو تقليدية لكنها تظل لمن يستبيح تفتيش ذاكرته كل يوم مضيئة وفي دائرة المواجهة... من أنت؟ لماذا تركض؟ لم لا تتوقف؟ هل حققت ما تريد من هذا الركض المتواصل؟ هل تلمح المستقبل كما تحلم به؟ هل أنت جزء مؤثر في هذا العالم من حولك؟ أم مازلت تقف على الهامش؟ هل دورك صناعة أيامك كما تشاء؟ أم إنها هي من تصنع تاريخك؟ هل لك أن تقاوم مرارة الأيام، أم إنك عاجز حتى عن التوقف؟ أسئلة عليك أن تجيد صناعتها مهما ازداد ركضك، وإن لم تمتلك القدرة على طرحها، فعليك أن تتعلم كيفية الطرح المتواصل، حتى لا تسأم من طعم الأيام الاعتيادي. رابط المقال على الفيس بوك