كثيراً ما تجتاحنا تساؤلات عديدة تحملها لنا الوقائع اليومية التي نمر بها ، وهذه التساؤلات منها الحقيقي ومنا المزيف ، لكن كيف نكتشف الاسئلة المزيفة من الحقيقية ؟ يقول الدكتور محمد عابد الجابري “إن الاسئلة المزيفة هي في الغالب أسئلة لا تستمد اشكاليتها من الواقع ، بل هي تعبّر عن إشكالية فكر حالم أو فكر مجرد ميتافيزيقي أو تطرح في مجال معين مشكلة تستقي مضمونها وتحديداتها من مجال آخر”. ومثال ذلك التساؤلات الفقهية التي كانت تفترض حالة لم تكن موجودة ثم بدأت تؤصل لها من ناحية الشرع تحليلا أو تحريما ، ثم تسربت هذه التساؤلات إلى وعي المتلقي على أنها واقع راح يتعامل معه ويتأثر ويتفاعل وكأنه أمام مشكلة واقعة فوق رأسه دون أن ينتبه أنه يعيش مع هذه التساؤلات في عالم افتراضي فتصبح تلك التساؤلات أشبه بتساؤلات الاطفال . لكن أين تكمن خطورة الاسئلة المزيفة ؟ يجيب الدكتور الجابري «تكمن خطورة الاسئلة المزيفة أنها تستدعي جوابا مزيفا هو الآخر يثير مشكلة أو مشاكل مزيفة ذلك لأن كل سؤال يُطرح إلا ويحمل معه مشروع جواب». فيعيش المتلقي في مثل هذه الضلالات التي لا وجود لها ، لكننا نستطيع التخلص من السؤال المزيف بكشف زيفه أو تجريده منه وذلك بجعله هو الآخر موضع سؤال في الواقع الذي نعيش فيه .. فالتساؤلات التي ندور حولها هذه الايام هي من” الاسئلة المزيفة التي تطرح على التاريخ أسئلة لا تاريخية من نوع : هل يقبل الاسلام بالديمقراطية ؟ مثل هذه الاسئلة أسئلة مزيفة لأنها تسأل عما لم يحدث في التاريخ وتريد معرفة سبب عدم الحدوث “، وذلك لأن مثل هذا تساؤل يعتبر غير علمي لأن “ السؤال التاريخي العلمي هو الذي يستفسر عما حدث بالفعل عن كيفية الحدوث أولا ، ثم عن سبب الحدوث إن كان هناك طريق أو طرق لالتماس السبب أو الأسباب لحوادث الماضي». وهكذا لا نخوض في تساؤلات لا أصل لها ونحن نحاول أن نرجع للوعي مكانته من خلال تساؤلات صحيحة تؤسسه لا أسئلة مزيفة فإنه “ لا شيء يعتم الرؤية ويوقع في التيه الوجداني والضلال الفكري كالأسئلة المزيفة” فهل نستطيع ذلك ؟ أترك الجواب لكم …. رابط المقال على الفيس بوك