يضع سبابته في لوحة الكيبورد ليختار ما يناسب وجعه من أحرف.. جميعها تحتفي به، كان يبحث أيضاً عن أرقام تشاركه الوجع، على سبيل اللا مصادفة (325) كان يعرف جيداً ما الذي يعنيه هذا الرقم حتى أنه ضمن إهداء ديوانه الشعري الأول، ظل يتأمل إلى هذه الأسطر الذي ابتدأ بها.. كان ينقصها وجعه، إذاً لعله يحتاج لون يشاركه لون الوجع ربما الأصفر؛ ذلك اللون الذي يزين المحلات التجارية، كان يؤمن أن وجعه شاهرا حضوره مما ولد لديه قناعة بالتركيز على هذا اللون، لم يكن يؤمن بفلسفة الألوان المتداولة، طالما ركز إيمانه على أن اللون الأسود هو لون الحب، وأن اللون الأحمر هو لون التعثر، كلما يحتاجه المرء الإيمان برؤاه، هذه المرة سيضع كامل أصابعه على لوحة الكيبورد ناظراً الأحرف التي لم تغطيها أصابعه وجد في شمال اللوحة حرف (الذال) كان وحيداً ومكتئباً طالما أشار هذا الحرف (لك) طالما أشار إلى ضميرك، رفع سماعة الهاتف باحثاً عن (نحوي) يقف من خلاله على الضمائر المتصلة والمنفصلة.. لم يجبه أحد، كانت شبكة الهاتف منهكة لم تستطع إيصاله بآخر. اكتفى معها بالموافقة: لا داعي للاتصال؛ كلما يحتاجه المرء التأمل بنزاهة؛ حينها سيصل سريعاً. البياض لا زال السائد أسفل الصفحة وثمة فيروس بأسفل الشاشة بحاجة إلى تأجيل.. استمر طلبه بإعادة التشغيل كان يبدو حريصاً على إيصال رسالته: (قم بإعادة التشغيل). أكتفي بمخاتلته من حين لآخر.. وهو يترصده قرر أن يستجيب له ضغط إعادة التشغيل فانطفأت الشاشة وبقت لوحة الكيبورد لا تشاركه أحرف الوجع.. ظل يمرر أصابعه عليها بشكل أفقي وحلزوني كانت الشاشة لا زالت مطفأة.. استمر تساؤله: هناك معلومات سلبية كثيرة في حياتنا هل نستجيب لها كاستجابتي للفيروس.. عندها ربما تنطفئ أرواحنا كشاشة (اللاب توب) وتبقى لوحة الكيبورد بمعزل عن مشاركتك الوميض.. كن أنت. رابط المقال على الفيس بوك