الثورة قوة بمجملها قوة غامضة ليس من السهل دراستها وقياسها بالمسطرة والقلم او بالحسابة وهي تحتاج الى حس شفاف وعبقرية وطنية لكي توظف لصالح الوطن ومسار التغيير، مشكلتنا في من مازالوا يؤمنون أن باستطاعتهم توجيه السيل (مطلع) ومن يفتقدون الى فن إيجاد المسارات المتنوعة والسلسة والخالية من العقد ورهانات الماضي. هناك امور تحدث تدعو الى الحزن لأنها تعبر عن خلل قاتل في الإدارة وربما فساد في النوايا والتفكير وجهل بالواقع الثوري تحديداً اومحاولة غبية لتركيعه ,لقد ولى زمن الترويض والهرجلة ولا مفر من احترام الناس وتجنب جرح الشارع، فالشارع الثوري اليوم هو من يحدد المسار شئنا أم أبينا والثورة اليوم واقع يجب ان تعز وتحترم ودم الشهداء تاج على رؤوس الجميع وعندما نريد ان نداوي جراحنا ونرمم بيتنا وندخل حواراً من اجل اصلاح البيت اليمني علينا أن لا نقفز على واقع الثورة او نستفز أسد الثورة الجريح اذا صدقنا ....هناك ثوار تغلي الثورة في عروقهم وغير قابلة للانطفاء وهؤلاء يختلفون عن السياسيين في تفكيرهم وأدائهم مع وجود انتهازيين كعادة كل الثورات وهؤلاء معلومون .. الثوار لهم طابع خاص هم اصدق عاطفه.. واكثر صراحة ولهجة ولديهم الأمور اسود او ابيض وقد يفاجئوننا في أي لحظة بما لا نتوقعه والا ماقاموا ثورة اصلا، خاصة فيما يتعلق بدماء إخوانهم الذين يشعرون أنهم يفرطون في دمائهم لو جاملوا او سكتوا او تراجعوا عن تحقيق الأهداف و تحديداً حقوق الشهداء ومحاسبة او مقاطعة المتهمين بالمشاركة بسفك دماء الشهداء على اقل تقدير. وبعيداً عمن شارك في القتل ومن لم يشارك ومن البريء ومن المذنب , لان هناك من شارك وهناك من جرب سكينه وهناك من لا دخل له وذهب ضحية حرصه على البقاء (وكم اذل الحرص اعناق الرجال) وبعضهم ضحية صراع الاجنحة وقوى النفوذ التي لاتتورع ان تورط هذا اوذاك كل شيء وارد ولسنا هنا في مجال المحاكمة ...لكن في كل الأحوال مراعاة مشاعر الثوار هي العلامة الاولى والاهم لحسن نية أي سياسي يتحدث عن حوار مجتمعي وهي جزء من عبقرية الحوار والشعور بالمسؤولية الوطنية التي اصبحت ناضبة للأسف , ومحاولة استفزاز للثورة والثوار او تجاهلهم ينم عن جهل مدمرخاصة فيما يخص دماء الشهداء وهي نية سيئة قاتمة السواد وقد تكون علامة رغبة في افشال الحوار واسقاط أي تقارب بين اليمنيين وخاصة في محافظة تعز لان هذا يضر بمصالح تجار الازمات ويجعل المحافظة اقل عرضة للابتزاز والتوظيف ... هناك من يرتكب في حق نفسه اخطاء خسارتها لاتخطيها العين وهذا يأتي نتيجة (خذلان) او (ابتلاء) وفي كلا الحالتين يجب ان يراجع المرء الخالق وليس الخلق لانه في النهاية (وكل من فوق التراب تراب) انا اقول كل هذا كإنسان ومواطن تنتابه مشاعر متضاربة ...يفخر بثورته ولايحب الانتقام ويتمنى ومازال ان تفتح مسارات ثورة الشعب وتضحيات الشهداء دون قرصنة لنعيش احراراً كبقية الشعوب وننزل نشرب من نهر الحب ونسبح في نهر التسامح الذي يليق بنا كأخوة ... انا حزين لاني اشعر ان بعض الكبار يعبثون بالجميع وبمصائر الشعب كما يعبث الصبيان المخبولون ببراميل الباروت. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك