نسب إلى مسؤول في الحكومة لم يذكر اسمه مخاوف من تحريض لعمال النظافة القيام بإضراب شامل في أنحاء الجمهورية عن العمل واستنكاره لما نتج عن الإضراب هذا من تكدس للقمامة في المدن الرئيسية ومنها مدينة تعز التي زادتها الأمطار تعاسة جراء الروائح الكريهة جداً وانفجار بعض مجاري المياه في شارع 26 سبتمبر أسفل العقبة. والسؤال للعمال عمن حرضهم لايحمل تهمة لهم كالذي يوجهه محقق في الأمن السياسي أو البحث الجنائي لينتزع اعترافاً من المتهم الذي لم تثبت إدانته وإن كان بعضهم وبعد خروجهم من السجن يصرحون بأنهم تعرضوا للتعذيب أثناء التحقيق للاعتراف بجريمة لم يرتكبوها. وأتوقع ممن يقرأون هذه السطور من قيادات العمال أنهم سينفون الاتهام بتلقي أي تحريض وسيقولون ببساطة إن الاتفاقات السابقة مع الجهات المختصة ومنها وزارتا الخدمة المدنية والمالية لم تنفذ، وسيرد عليهم المسؤولون بأنه قد قطع شوط كبير في تحقيق مطالب عمال النظافة وتثبيت المتعاقدين والمستجدين الذين أكملت معاملاتهم وليس في الأمر مشكلة من الناحية القانونية بعد صدور الفتاوى من الخدمة المدنية وإنما المشكلة هي في الاعتمادات التي تقدر بعشرات الملايين كمرتبات شهرية. ويوجد عدد من الناس يحملون العمال مسؤولية تراكم القمامة في المدن الرئيسية إلى درجة لامثيل لها إلا في بداية الثورة الشبابية العام قبل الماضي وإن كانت الانتقادات بلون العقاب لثقتهم بأن هؤلاء العمال بريئون وصادقون ولا شأن لهم بالسياسة والتحزب بقدر مايهمهم ضمان دخلهم(المرتبات) فقط وأنهم يقدرون الانزعاج والخوف على صحة المجتمع من الميكروبات والأمراض التي تتولد بين الأكوام والبراميل الخاصة بجمع القمامة إلى أن تأتي الشاحنات الخاصة برفعها ونقلها إلى الأماكن المخصصة. المحرِّض والمحرَّض تحت المجهر إن كان هناك محرِّض أو أكثر لعمال النظافة لشن الإضراب غير المبرر لاسيما في تعز وسواءً كان تعزياً أو صنعانياً أو غيره فهو أو هم كأي مخرب لايفرق بين الأهداف ولايدرك أو يكترث لنتائج مايقصده وهي كارثية على المجتمع كأي سلاح جرثومي يستمر أثره على المديين القريب والبعيد. وإن كان المتلقي للتحريض لايدرك أنه قد خان الأمانة التي يحمل صفتها وهي النظافة التي تناقظها القذارة لمجرد وعود لن تتحقق مادية كانت أو معنوية, فليبق عمال النظافة عند مستوى المسؤولية الانسانية أولاً ولايسببوا لأنفسهم الخسارة بسحب الثقة فيهم كأناس بسطاء أبرياء وكما كانوا عبر الأجيال. أما الجهات المسؤولة فعليها كشف المحرضين للرأي العام ليتخذ موقفاً حازماً في مساعدة الحكومة في المستقبل في حل هذه المشكلة جذرياً حرصاً على صحة الانسان وسلامته وعلى إظهار مدننا كما ينبغي.