مرة أخرى أعود لتعز, هذه المحافظة الحافظة لأمر الوطن من التآكل والانتماء...أثق كثيرا بقدرتها على ذلك رغم المحاولات المسعورة لتحويلها إلى ثكنات بائسة لقابيل ورهطه. مهبط وحي الحداثة كم شنفتنا مآذن مدنيتها بسيمفونيات الحب والإخاء والتسامح, وكم أدهشتنا في تداعيها الصادق للذود عن الوطن كلما اشتكى من نازلة أو خطب,, تعز وليت كل الوطن ببهائها الآخذ- سَحقا-بالنفاد. في حبيلها السلمان حيث تشرق شمس جامعتها ؛كانت الأحلام تختال باذخة لتمنحك صكوك الزهو والاعتزاز ربما لأنك تقف بين يدي مدينة ولادة للعظماء وقد تنضم يوما إلى قوائمهم المرصعة بالألق والعنفوان... شوارعها, أزقتها, ميادينها, شجرها, حجرها, مدرها، وكل ما فيها ينبض بالإنسان القادر على قيادة واقعك نحو مرافئ النبل والنباهة والسمو. لا شيء فيها يدعو للتقادم فمدينة تحمل في ذاتها جينات التقدم تضل عصية على الترهل والأفول, قد تنزلق بك محاولة الكتابة عن مدينة بحجم عظمتها نحو التورط بالعجز والقصور نعم؛ لكن ذلك لن يثني الحرف عن مواصلة التجديف في يمها الهادر الأخاذ كرد لبعض صنائعها التي لا ولن تحصى..... ولأنها اليوم تمضي وحدها في مواجهة غير متكافئة مع قوى الشر والشيطان فإننا مدعوون أكثر من أي وقت مضى لتشخيص هذا الوجع وتشريحه بمشارط الإخلاص والانتماء الوطني الصادق حتى يتكلل الجهد بالنجاح والتوفيق. أياد آثمة وأرواح شريرة أثارت وتثير الرعب في تعز, نتفق في كونهم من أبناء جلدتنا ويذهب بنا الاختلاف بعيداً حول الدوافع والأسباب, ومهما يكن فإننا سنظل في حلقة مفرغة من التجاذبات ما لم نتجرد في تشخيصنا للمشكلة بل الظاهرة, من ولاءاتنا لزعطان “الحزب” أو لفلتان “القبيلة والشيخ”. هناك وطن مغدور به وغادر يمعن في أذيته وإيلامه ولا بد أن نشمر عن سواعدنا لإلقاء القبض على هذا الغادر اللعين, لا نريد لهذا النزف أن يستمر فقد بلغ السيل الزبى واصبح القتل وجبة دسمة للشيطان وأهله, أرواح بريئة تزهق في رابعة النهار لا ولن تكون آخرها روح عبد الجبار القبلاني الذي اغتاله السفاحون بدم بارد ولاذوا بالفرار بعد نهب سيارته على مرأى ومسمع نهار يضج بالبشر... ينبغي للأجهزة الأمنية ولجميع الشرفاء من أبناء هذه المحافظة أن يتداعوا لإنعاشها من هذه الأزمات الأمنية الحادة التي تتعرض لها وذلك من خلال مصفوفة قويمة من الإجراءات الكابحة لانتشار وباء المسلحين ليس فقط عبر النقاط التفتيشية في مداخل المحافظة فتلك لعمري أكذوبة ما لم تتعزز بانتشار أمني مكثف ومخطط له يشمل كافة أرجاء المدينة وضواحيها....فضلا عن ظهور السلطة على نحو من الحزم والحسم في كل معالجاتها لما يعترض سيرها من تحديات وأعراض...«فالله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن»,, هذه المهمة غير المستحيلة لو تمت دون وازع إلا من ضمير حي يندفع من روح المسؤولية الملقاة على عاتق السلطة المحلية وبتكاتف خلاق من قبل المواطنين فقل على روح الانفلات والفوضى السلام..........لا مستحيل, وهذا الهبوط الاضطراري على مدارج الغياب سيعيدك حضورا بحجم المعجزات...لا مستحيل وستشرق شمسك رغم أنف الحاقدين. رابط المقال على الفيس بوك