أكثر من مرة نسمع عن قيام الجيش في المخا وذباب بالقبض على مهربات ومخازن وقوارب فيها ما خف حمله وغلا ثمنه من مهربات أسلحة ومواد مضرة بالصحة والأمن و البيئة والاقتصاد.. يبقى التهريب علامة فساد في أي دولة كما هو علامة على غياب الدولة .. عندنا لم تكن الدولة في الماضي غائبة بل حاضرة بقوة كمهربين وحماة للمهربيبن منطبقاً عليهم مقولة «حاميها حراميها» ومع معرفة الناس في الفترة السابقة أن المهربات من سموم ومخدرات وأدوية فاسدة تدخل كل يوم وبشكل منظم لكننا لم نسمع أن صفقة تهريب قد قبض عليها والسبب أن الدولة وأجهزتها ومعسكراتها كانت ضالعة في التهريب وقسمت المنافذ البحرية بين نافذين كما قسمت حقول النفط لمتنفذين ومشائخ ، كلام مؤسف ومخزٍ ويدعو للحزن والأسى ولا يمكن أبداً أن تقوم به دولة وحاكم مهما بلغ حد الفساد وغياب الذمة والضمير , لكن عندنا كان يجري وزيادة ثم نقول إن الحكم السابق لم يكن ابن فساد وله منجزات كبيرة من هذا النوع الذي هدم الدولة وأصبحنا اليوم نعاني فساد الفترة السابقة وتحطيم الدولة طوبة طوبة..ولم يعد خافياً أن المعسكرات التي كانت تقوم بحماية السواحل كان دخلها يصل إلى مئات الملايين من التهريب النشط خاصة في سواحل تعز وكان أي مسؤول يحاول الاقتراب من أداء الواجب يغير على طول.. السؤال: لماذا نسمع هذه الأيام عن القبض عن شحنات مهربة من السموم والأسلحة والأدوية الفاسدة مع أن التهريب هو التهريب؟ ، الجواب بسبب حدوث تغيير في هذه المنافذ والمعسكرات وهذا يوضح أهمية التغيير لإحداث نقلة ايجابية في كل الجهات، وعلى كل حال فالجنود الذين يقومون اليوم بكشف المهربات إنما يقومون بخدمة وطنهم وإنقاذ شعبهم وهؤلاء يحتاجون إلى الشكر والرعاية كما يحتاجون الى مراقبة حتى لا يتم إفساد الآخرين بما أفسد به الأولون خاصة ونحن نعلم أن كبار المهربين ومسؤولي التهريب مازالوا نافذين وأصحاب كلمة ولن يستسلموا بسهولة .. الأمر يحتاج إلى شفافية وتسليط الضوء إعلامياً وتسهيل وسائل الإعلام للوصول إلى مواقع التهريب وإشراف دائم..يبقى أن اكتشاف كل هذه المهربات يخفي وراءه أموراً قد تكون أكثر فداحة ، الأمر مترابط بين التهريب كأسلوب إثراء غير شرعي والمؤامرات التي تستهدف الوطن واستقراره ووحدته فالفساد يجر بعضه بعضا. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك