ما يحدث اليوم فى مصر الشقيقة من متغيرات متسارعة وما يمكن ان يحدث نتيجة لذلك في بقية دول الربيع العربي , يدل على ان هذا الربيع ربما يكون شأنه كشأن فصول السنة الأخرى , ينتهي ليبدأ فصل جديد يمكن ان نطلق عليه الخريف العربي . تعيش في ظله بعض الدول حالة من التخبط والفوضى والشد والجذب بين مختلف الاطراف والقوى السياسية ويمكن ان يتطور الوضع ليصل الى حرب أهليه تأكل الأخضر واليابس في بعض الدول وهو ما لا نتمنى جميعا حدوثه أو الوصول إليه بمشيئة الله في مختلف بلادنا العربية. ان استعادة الثورة كما يحلو للبعض تسميتها أو العودة الى بداية الربيع العربي لا يمكن ان يحدث بسهولة في ظل المتغيرات والظروف التي تعيشها بلدان الربيع العربي اليوم . فهنالك انقسامات حادة في الشارع بين مؤيد ومعارض للأنظمة الحالية التي جاءت كنتيجة لثورات الربيع العربي . وهنالك انفلات أمني وانتشار كبير للأسلحة بين العديد من الافراد والجماعات في معظم هذه الدول بالإضافة الى فقدان هيبة الدوله وفقدان السيطرة والتحكم في الشارع العربي وتردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية في الكثير من هذه الدول. ومن هذا المنطلق فإن العودة الى بدايات الربيع العربي اصبحت غير ممكنة بل ومستحيلة من وجهة نظري , وان ما ينتظرنا كشعوب عربية في قادم الأيام و في ظل هذه الأوضاع والمتغيرات هو خريف قارس البرودة تتساقط فيه كل الاوراق المتبقية على اشجار الحرية والكرامة والعدالة والأمن والاستقرار التي كنا نحلم ان تنمو وتترعرع بعد ان سقاها شبابنا الطاهر بدمائهم في ثورات الربيع العربي , لكنها للأسف الشديد بدأت تفقد أملها في الحياة والبقاء والاستمرار في ظل تجاهلها من قبل جميع من ساهم بالأمس في غرسها وسقياها ورعايتها والذين انقسموا اليوم وتفرقوا شيعا وأحزابا , كل يلهث بقوة وراء اطماعه ومصالحه السياسة والخاصة لتحقيقها بأي ثمن ولو كان الثمن قطع هذه الاشجار واستئصالها من الوجود لتعيش شعوب هذه الدول في خريف دائم لا يجدون فيه ما يظلل حياتهم بالعزة والحرية والكرامة والأمان والاستقرار . ختاما أقول ونحن ننتظر بعد ايام بل ساعات قليلة بداية شهر كريم وهو شهر رمضان المبارك الذي جعله الله مدرسه نتعلم فيه الكثير من الدروس التي تغيرنا في حياتنا كأفراد وجماعات نتعلم منه الصبر والتحمل والرحمة والتسامح والوحدة والوئام والجود والكرامة والتضحية والبذل والعطاء , علينا جميعا حكام ومحكومين افراد وأحزاب ان نستفيد جيدا من دروس رمضان ودلالات ومعاني هذا الشهر الكريم في الحفاظ على وحدتنا وتآلفنا وتعاوننا لخدمة أوطاننا ومجتمعاتنا لننعم بالعيش الكريم والحياة الهانئة والأمن والاستقرار . رابط المقال على الفيس بوك