شدني عنوان خبر قرأته قبل أيام «عنوانه النفايات مقابل الغذاء» مفاده أن حكومة ولاية مكسيكو التي كانت قبل 20 عاماً تعد من المدن الأكثر تلوثاً في العالم قامت بخطة تهدف إلى الحد من التلوث عبر مقايضة الناس الذين يجمعون النفايات بمنحهم عدداً من النقاط الخضراء التي تعطيهم الحق في شراء مواد غذائية مقابل عدد النقاط التي يحصدونها. الفكرة في حد ذاتها رائعة جداً جعلتني أحلم ماذا لو تم تطبيقها ولو بشكل جزئي في عدد من مدننا الرئيسية كالعاصمة صنعاء وعدن وتعز والمكلا والحديدة وإب، من خلال تخصيص مراكز معينة لن نقول على مستوى كل حارة إنما بشكل مبدئي على مستوى كل مديرية بشرط أن تقسم النفايات مثلاً إلى مواد بلاستيكية ومعدنية ومواد قرطاسية مما يتم رميها على أرصفة الطرق وأزقة الحواري والبيوت والبقالات مقابل مبالغ رمزية تحسب لكل كيلو من هذه النفايات، ثم يتم غربلتها ونقلها مباشرة إلى مكب النفايات المخصص. في اعتقادي أن أزمة تكدس القمائم ستنتهي تدريجياً ومعها سيتمكن قطاع واسع من العاطلين عن العمل في إيجاد مصدر دخل ولو بسيط، وسنشاهد مدننا على قدر كبير من النظافة والأناقة والجمال وبذلك نكون حققنا أكثر من هدف بضربة واحدة، نظافة، تخفيف بطالة، بيئة نظيفة. هي فكرة أعتقد لو تم إيصالها إلى أمين العاصمة عبدالقادر هلال ومحافظ تعز شوقي هائل على سبيل التجربة فإنهما لن يألوا جهداً في تطبيقها وعمل الدراسات اللازمة لها لتحقيق الهدف منها خاصة أن المدينتين تعدان من أكثر المدن كثافة سكانية وعرضة للتلوث السريع. ومع حلول شهر رمضان المبارك الذي يشهد بالطبع تكدساً غير طبيعي للقمائم ومخلفات الأطعمة والمواد الاستهلاكية تكون الفكرة أمراً قابلاً للتنفيذ، ومسألة توفير الدعم لها أمر سهل أيضاً ولو من باب دعمه من خلال أموال الصدقات التي غالباً ما تشهد ازدهاراً كبيراً في هذا الشهر الكريم. المسألة بحاجة فقط إلى عرض الفكرة على مجموعة من التجار ورجال المال وثقتي كبيرة بأنها ستنال الدعم والتجاوب الكبير وستكون بداية طيبة لخلق بيئة نظيفة وتوفير مناخ جيد للعمل التكافلي في أوساط المجتمع. رابط المقال على الفيس بوك