وضع الشعب اليمني وتقريبا بكل طوائفه آمالاً عريضة تبلغ حد السحاب في أن مستقبله ونجاته وكرامته ستخرج من خيمة الحوار سواء الحوار المركزي أو الحوار الجانبي في المحافظات ولا نبالغ أن البعض من أبناء الحوار وأيضاً بعض الطوائف من المواطنين كانوا ينظرون إلى (الحِوَاريين) بأنهم من صنف العظام الذين يصنعون التاريخ ،غافلين أن التاريخ لم يعد يكتب ولا يصنع إلا بأيدي دهاة فسقة من خارج الخيمة بل من خارج الحدود. رغم قناعتي التامة بأننا لو نتحاور لعامين كاملين خير من مليون مرة من أن نتحارب ليومين حتي وإن كان الشاعر قد قال: وللحرية الحمراء باب * بكل يد مضرجة يدق. المستجدات على الساحة شقلبت المفاهيم ولخبطت الأوراق ومسحت بفظاعة كل مفاهيم “الديمقراطية” والوطنية بل والإنسانية...المشهد المصري سلب ذوي العقول عقولهم وأصبحت نظرات الشباب إلينا عندما نتكلم عن الديمقراطية والمستقبل الزاهر والساسة العصاميين والمشائخ المعصومين نظرات فيها كم هائل من الاستخفاف وعدم التصديق، ناهيك عن الشك المطلق في سلامة النوايا والعقول ... بعيداً عن كل ما نرى ونشاهد ونسمع عن ما يحدث في مصر لم أسمع واحداً لا من الانقلابيين أو دهاقنة الاحتيال السياسي الموالين لهم من ادعى أن الانتخابات للرئيس مرسي لم تكن ديمقراطية أو لم تكن نزيهة... والتبريرات البلهاء والروايات التي تنهال علينا وما فيها من خبال فكري ويريدون منا أن نصدقها إنما سبق أن أشار إليها القرآن عن فرعون وقومه «فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماُ فاسقين» وحاشانا أن نكون فاسقين مثلهم وعلى فرعون أن يفهم ذلك سواء كان الفرعون مصرياً أو يمنياً أو تونسياً أو أمريكياً. نعود لخيمة الحوار..كل المؤشرات تشير إلي الاتجاه في وأد الثورات العربية واستنساخ أنظمة جديدة أكثر سوءاً من الأنظمة التي ثار عليها الشباب و الشعوب العربية . أنظمة استبدلت أسنانها بأنياب وأظافرها بمخالب وقادمة لتصفية حسابات عبر أنهار من الدماء، والمخيف أنها ضمت إلي صفوفها مجاميع جديدة من المتلهفين إلى الثراء السريع و المتطلعين إلي كراسي أمامية ولو داسوا على جماجم وجثث .. اليمن نقولها وبكل ذعر وخوف لن تنجو مالم يتنبه سكان خيمة الحوار إلى ما يجري حولهم وعلى من تبقى منهم نزيهاً ونظيفاً أن يسترجع المشاهد ويصف الأوراق بعضها جنب بعض ليعلم إحداثيات المشهد الحالي. ولعلَّ السبب الرئيسي لهذه النكسات أننا قبلنا أن يبقى مسئولو البلدان الثائرة بأيدي العجائز من السياسيين وتقبل الشباب أن يساوم على حصته من التمثيل بدلاً من أن يساومه العجائز عن حصتهم إن كانت لهم حصة أساساً..انظر إلى جميع منصات الحوار وسدة الحكم ودهاليز العسكرية واحتفالات المؤتمرات سترى وجوهاً خارج نطاق التغطية الحديثة.. وجوه منتظرة الموت ولقاء الرحمن أكثر من نظرتها إلى المستقبل وبنائه .. أفيقوا أيها الشباب وأدركوا الأمور قبل أن تتداعى أعمدة الخيمة ونغرق في ظلام وتخبط . ولعلَّ من ضرورات الموقف الراهن مطالبة رعاة الشؤون القانونية وقيادات الأحزاب وساكني خيمة الحوار أن يبادروا إلى وضع التوصيف القانوني السليم لبعض المصطلحات التي قد تصبح سيفاً مسلطاً على الرقاب وذريعة للقتل وإراقة الدماء مثل كلمة «الإرهاب» و« التظاهر السلمي»والفوضى والاعتصامات ،فما يدرينا ماذا يخبئ لنا الغد ..هذا الكلام موجه بالدرجة الأولى للمشترك وحلفائه، لأنهم سيكونون المستهدفين الأوائل. رابط المقال على الفيس بوك