أساليب الترهيب والتعذيب ليست جديدة على البلاطجة في اليمن، فالاختطاف والتعذيب الجسدي والنفسي هي بعض وسائل الجبناء للتغلب على الخصوم بطريقة غير عادلة؛ وذلك لأنه ليست لديهم الشجاعة أو النبالة لمواجهة خصومهم في العلن وعلى نفس المستوى. ما حدث للناشط حمزة الكمالي، عضو مؤتمر الحوار ذكّرني بما حدث لوالدي في التسعينيات عندما كان حمزة يشرح كيف تم عصب عينيه وتكبيله وزجه في زنزانة صغيرة؛ عادت إليّ ذكريات والدي الشهيد الدكتور عبدالعزيز السقاف رحمه الله عندما تم اختطافه وتكبيله وتعذيبه ورميه للكلاب في ضواحي العاصمة. لكن يبدو أن طرق الإرهاب قد تطوّرت؛ لأن حمزة صرّح أن خاطفيه حقنوه بمادة غامضة أربع مرات أثناء استجوابه، قد تكون المادة من المخدّرات التي تستخدم في إدخال مستخدميها بحال من الهلوسة ليسهل استجوابهم واستخراج المعلومات منهم..!!. إذا أردنا أن نعرف ما هي القواسم المشتركة بين من يتم تهديدهم وترعيبهم سواء بالخطف أم برسائل التهديد وما أكثرها سنجد أنهم مرتبطون بعملية التغيير بالذات من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل. الكثيرون كانوا يسألون: لماذا الكمالي بالذات..؟! والإجابة سهلة، فالكمالي عضو مؤتمر الحوار في فريق العدالة الانتقالية، ورئيس مكوّن الشباب الذي طرح مشروع «العزل السياسي»، أيضاً الكمالي من شباب الثورة ومن الناشطين الذين اتخذوا موقفاً واضحاً مع المعتقلين من الشباب على ذمة الثورة والذين تم الإفراج عن مجموعة منهم قبل شهور، كذلك الكمالي تربطه علاقة مصاهرة مع وزير الداخلية الحالي؛ وبالتالي الرسالة المركّبة التي أراد البلاطجة الخاطفون إرسالها هي أن شباب الثورة مستهدفون مهما كانت علاقاتهم قوية مع مراكز اتخاذ القرار الحالية، ومهما كان وضعهم في مؤتمر الحوار. كان خاطفو حمزة يحاولون إحباط معنوياته قائلين له: إن التغيير الذي كلنا نريده لن يأتي، وإن ما نقوم به الآن مجرد حبر على ورق، وإن مؤتمر الحوار قد فشل وسوف تتم محاسبة كل من دعا إلى التغيير..!!. عجيب أمر هؤلاء، ألا يرون أن التغيير قادم لا محالة..؟! عجلة الزمن لن تدور إلى الوراء، ولن يسمح اليمنيون أن تتم إعادتهم إلى المربع الأول، مربع الدكتاتورية، الفساد والمحسوبية، مربع القلق والإرهاب، بعد أن قطعنا هذا الشوط الكبير نحو اليمن الجديد. اللعبة قديمة، ونحن قد تعلّمنا الدرس، وبإذن الله لن نسمح بالمزيد من الفتن حتى لو اضطررنا أن نقدم المزيد من التضحيات؛ كذلك لا ننسى أن مجلس الأمن سوف يجتمع بشأن اليمن في منتصف الشهر القادم من أجل البت في مصير مؤتمر الحوار الوطني، هل نجحنا أم فشلنا، وسيتم البحث في مسألة المعرقلين للانتقال السلمي للسلطة، سوف ننجح بإذن الله، وسوف نتخطّى كل المصاعب التي يمر بها الشرفاء الساعون إلى مستقبل أفضل لكل أبناء اليمن، أما البلاطجة الإرهابيون فنقول لهم: «موتوا بغيظكم، فلا نامت أعين الجبناء». رابط المقال على الفيس بوك