حينما نتحدث عن الصين فإننا نشير بذلك إلى تلك الدولة القابعة في أقصى الشرق والتي كانت قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949م دولة شبيهة بعملاق ضعيف وفقير للغاية.. ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم استطاعت الصين عبر سلسلة من الإصلاحات والانفتاح والتنمية أن تكون إحدى الدول الصناعية الكبرى. الصين اليوم هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم وقد سبقت اقتصاد اليابان في عام 2010 بناتج محلي يقدر ب «4.91» تريليون دولار أمريكي.. الاقتصاد الصيني يعتبر أسرع اقتصاد في الثلاثين سنة الماضية بمعدل نمو سنوي يتخطى 10 %.. واستطاع التحول من النظام المركزي المحلي ليصبح أكثر انفتاحاً على العالم. الصين اليوم عضو دائم في مجلس الأمن ومن بين الدول الخمس الذين لديهم الحق في استخدام الفيتو.. فالعالم يحترمك حينما تكون قوياً قادراً على التأثير ولامكان في هذا العالم للضعفاء والمترددين. هذه اللمحة البسيطة أحببتُ أن تكون مقدمة لمقالي اليوم حتى ندرك أهمية أن نتخذ قراراً قوياً وتاريخياً وننفتح على هذا البلد العظيم الذي نحن أحوج ما نكون في هذه الفترة الصعبة على إيجاد شراكة حقيقية قائمة على المصداقية والوضوح والانفتاح وكسر التابوهات القديمة التي كانت مصنوعة مع الآخرين، وذلك من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من الاستقرار الاقتصادي والسياسي لليمن. وهذا ما استطاعت زيارة فخامة الأخ الرئيس حسب تقديرنا أن توجده خلال الزيارة التي قام بها والتي حظيت بردود فعل قوية من الجانبين تمثل ذلك بالحفاوة البالغة والاهتمام الكبير بالزيارة التي نتج عنها العديد من الاتفاقيات الحقيقية بين البلدين. ما أجمل تلك الروح المفعمة بالصدق والشفافية التي سادت وسيطرت على مجمل اللقاءات بين الطرفين وحالة المكاشفة في طرح قضايا وهموم ومشاكل اليمن على شريك عرفت مواقفه ودوره مسبقاً والتي ترجمت إلى واقع فعلي تمثل بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات وعقود الشراكة. لقد كانت هذه الزيارة خطوة جبارة وحكيمة من قبل القيادة السياسية وخاصةً مع دولة بحجم الصين التي تربطنا بها علاقات تاريخية قديمة ولأن هذا البلد يبادلنا أيضاً نفس الشعور ومتفهم لقضايانا ومشاكلنا ولديه الرغبة في توسيع مجالات التعاون والشراكة. هذه العلاقة يجب أن تكبر وتلقى اهتماماً ورعاية ومتابعة من قبلنا، فنحن أحوج بنجاحها من غيرنا.. يجب أن تتشكل لجان متابعة وتواصل لتحقيق ما تم الاتفاق عليه وتذليل كل الصعاب التي من شأنها عرقلة أي تحرك في هذا الجانب.. الصينيون يحترمون اتفاقاتهم وتعهداتهم وحريصون على الإنجاز والتعاون ويحترمون كل من يفي بتعهداته واتفاقياته. نحن نتطلع إلى مستقبل أكثر جدية مع الصين وهذا يتطلب منا معرفة أكثر بهذا الشعب وثقافته ولغته وتاريخه ولن يتأتى ذلك إلا من خلال العمل على تأسيس مركز ثقافي صيني في إحدى الجامعات اليمنية لينفتح اليمنيون على الثقافة واللغة الصينية وحتى يمثل جسر اتصال بين الشعبين، وهذا الأمر يلقى احتراماً وتشجيعاً من قبل الصينيين لأنهم يعتبرون ذلك جزءًا من التسويق لهويتهم وثقافتهم الوطنية. الجميع يتطلع إلى مزيد من الزيارات الهادفة والناجحة لفخامة الأخ الرئيس وخاصة للبلدان الرائدة في مجال الإنتاج والاستثمار مثل الهند وماليزيا وتركيا، فهذه الدول أيضاً أصبحت رائدة في وسط أكثر الدول انتاجاً وفي خلال فترة وجيزة.. نحن أحوج ما نكون إلى الاستفادة من تجارب الآخرين. رابط المقال على الفيس بوك