لستُ أدري ما الذي يدفع بعض الزملاء من إعلاميين ومثقفين لتنصيب أنفسهم وكلاء ومدافعين عن الحكومة ، وإظهارها بمظهر الضحية مما يجري في الساحة اليمنية وأن الحكومة هي المتضررة من الانفلات الأمني وليس المواطنين الأبرياء والتعامل مع منتقدي الحكومة والمتضررين منها كأنهم أعداء للوطن والأمة وباستهدافهم للحكومة يستهدفون التسوية السياسية.. منطق غريب وعجيب عند هؤلاء الزملاء الذين يحاولون جاهدين تجميل وجه الحكومة بالإساءة إلى منتقديها رغم أنهم يعلمون قبل غيرهم أن حالة العجز التي رافقت حكومة الوفاق منذ توليها إدارة البلاد وحتى اللحظة هو ما أوصل البلاد إلى هذا الوضع المتدهور. هذا المنطق لا يختلف عن المنطق الذي يتحدث به بعض قادة الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة وهو أيضاً منطق وزراء الحكومة عندما ينفون عن أنفسهم أي تقصير أو فساد ويسوقون الكثير من المبررات التي تجعل الحكومة بكل أجهزتها خارج دائرة المسؤولية تماماً وكأنها وجدت فقط للتفرج عما يجري في الوطن من مآس وويلات يدفع الوطن والمواطن ثمنها باهظاً.. وإذا ما اعتبرنا أن الحكومة غير مسئولة عن الانفلات الأمني وتدهور الاقتصاد وانتشار عصابات الخطف والتقطع والتخريب وتنامي الإرهاب الذي وصل إلى وزارة الدفاع رمز الدولة وهيبتها.. فمن هو المسؤول من وجهة نظر المدافعين عن الحكومة؟ هل هو المواطن الذي فقد أبسط مقاومات الحياة وهو الشعور بالأمن والأمان فوق تراب وطنه؟ وطنه الذي أصبح مسرحاً مفتوحاً لقطعان المخربين والإرهابيين أعداء الحياة والإنسانية.. إن غضبنا على الحكومة وأحزابها نتاج طبيعي للأداء المخيب للآمال الذي ظهرت عليه الحكومة وعجزها عن تقديم نفسها بشكل أفضل وليس هناك أي عداء شخصي بيننا وبين الوزراء حتى نستهدفهم ونطالب بإقالتهم وهم يقومون بواجباتهم ومهامهمتجاه الوطن والشعب على أكمل وجه ولو كانوا كذلك لدعينا لهم بطول العمر وطول البقاء فوق كراسي الوزارة. نعم نحن بأمس الحاجة لحكومة تراعي مصالح الشعب قبل مراعاتها لمصالح أحزابها... حكومة ترى أنها وجدت لخدمة الشعب والوطن وليس شيء آخر ولا نريد أكثر من ذلك.. نعم إن من حق كل مواطن أن يطالب بتغيير الحكومة إذا قصرت في أداء مهامها وأصبح وجودها مجرد تحصيل حاصل.. فالشعب هو المرجعية ومصدر كل السلطات فلماذا يبخس حقه في التغيير للأفضل ولماذا يلام حين يحلم بوطن آمن مستقر وحياة كريمة مطمئنة دون أي منغصات.. وما نفهمه أن الحكومة بكل وزرائها وجدت لخدمة الشعب والوطن وحين تفقد هذه الميزة فإن بقاءها يعد عبثاً و استغفالاً للمواطنين. فيا أيها الزملاء إن مهنتكم هي نقل الحقيقة وليس قلبها لخدمة أهداف حزبية أو شخصية.. ويحق اليوم أمام حقيقة واحدة هي أن الحكومة عجزت في تحقيق طموحات وآمال اليمنيين خصوصاً في الجانب الأمني الذي يتجه من سيىء إلى أسوأ ومن لا يرى الشمس من الغربال فهو أعمى. رابط المقال على الفيس بوك