اتهم رئيس إصلاح مأرب الشيخ مبخوت الشريف النظام السابق، وبعض أطراف الحراك الجنوبي والحوثيين بعرقلة الحوار الوطني كون بقاء الوضع الحالي من مصلحتهم. وأكد الشيخ مبخوت في حوار مع صحيفة «الناس» أن المستفيد من تخريب النفط والكهرباء هو علي صالح وأصحابه، لأنهم يريدون أن يشعروا الناس بعدم الأمان، وانقطاع الخدمات الضرورية للشعب اليمني، بوجود انفلات أمني، وبإظهار حكومة الوفاق أنها عاجزة عن تلبية ما يتطلبه المواطن من أمن واستقرار ومن خدمات ، مشيرا إلى أن أبناء مأرب ليس من مسؤوليتهم حماية الكهرباء، بل من مسؤولية الدولة. وأشار إلى أن هناك غرفة عمليات تدار من صنعاء لغرض التخريب والانفلات الأمني ولإظهار عجز حكومة الوفاق. وأوضح أن الحكومة تدفع للمخربين مقابل أن يتوقفوا ، معتبرا ذلك مكافأة لقطع الكهرباء والنفط. وقال إن الحكومة تلبي للمخربين مطالبهم حتى ولو لم تكن مطالب حقيقية ، مضيفا بقوله : «حتى إن كانت مطالب حقيقية وعادلة، فيجب أن لا يعطى بهذه الطريقة، إذا كان له حق يذهب للقضاء ورئاسة الوزراء ورئيس الجمهورية أو محافظ المحافظة، ويقول لي مطلب وحقوق، أما أن يفرض نفسه على الدولة بالقوة فهذا خطأ». ولفت إلى أن الدولة كلها متخاذلة، من رئاسة الوزراء إلى أصغر مسؤول، ليس تجاه مأرب فقط، لكن تجاه اليمن كلها. * إلى أين تسير الأمور في مؤتمر الحوار الوطني في الأيام الأخيرة؟ - كلما اقتربنا من نهاية مؤتمر الحوار، كلما واجهنا صعوبات، وخاصة في القضايا الساخنة وذات الأهمية مثل القضية الجنوبية وقضية بناء الدولة، وقضية صعدة. - ما هي أسباب الصعوبات؟ - الذين يعرقلون يأتون بمبررات حتى لا يتهموا أنهم يعرقلون اختتام الحوار، وخروجه بمخرجات توافقيه لمصلحة الوطن، فكل واحد يتكلم عن ما يريد وهو يشعر في داخل نفسه أنه قد يكون معرقلاً. * هل هناك أطراف معينة تحاول عرقلة الحوار؟ - نستطيع أن نقول إن المتضررين من مخرجات الحوار، لأنه بدون شك سترسخ قضية الوحدة بالرغم أن هناك اتجاه للفيدرالية والاتحادية، لكن في مجمل الأمور أنها تحت سقف الوحدة. هناك أناس يرون في مخرجات الحوار انتقال من مرحلة، الشعب اليمني يريد أن يخرج منها إلى مرحلة تؤسس للاستقرار، فهناك أطراف لا تريد أن يكون، وتحب لو أن البلد يبقى على ما هو عليه من مشاكل وانفلات أمني، فهذا يخدمها ويخدم توجهها، حتى تعطي رسالة للشعب على أنكم عندما اخترتم طريق التغيير، انظروا النتيجة، في حين كان العهد الأول أفضل لكم. * تحديدا ما هي هذه الأطراف، بالأسماء؟ - النظام السابق وفيه أطراف بالحراك والحوثيين، لأن الحوثيين لا يريدون أن يسلموا صعدة، فهم يعتبرون أنها غنيمة وفيد، ومخرجات الحوار ستلزمهم بإنهاء الوضع غير الطبيعي للمحافظة، فهذه الأطراف الثلاث، بعض الحراك والنظام السابق والحوثيين. * الحوثيون أين تكمن عرقلتهم للحوار الوطني؟ - مصلحتهم أن بقاء البلد على ما هو عليه، حتى يبنوا أنفسهم، حتى يستقطعوا ويلتهموا بعض المناطق، وحتى يفرضوا أمراً واقعاً (نحن موجودين ولا يمكن أن نتزحزح)، مثل هذه الأوضاع في صالح النظام السابق وفي صالح الحوثيين وفي صالح من ينادي بالانفصال. * كيف تقرأ المعارك التي يشنها الحوثي في كل مكان في ظل مشاركتهم في الحوار الوطني؟ - من خلال قراءتي الشخصية، حوار وممثلين للحوثي في مؤتمر الحوار، ومعارك تجري في كثير من المناطق، أشعر أن هناك نوع من الاختلاف داخل الحوثيين، بعضهم مل من هذا الوضع لأنه دائما يأخذ سلاحه ويزرع الألغام ويقطع الطرق، فأصبحت ثقافة وتعايش معه، وهناك أشخاص معنا في الحوار والذين هم في صنعاء وبعيدون عن صعدة، هؤلاء يريدون الخروج من هذا الوضع، وضع أحدث عندهم نوعا من الانفصام، حيث ينادي بالحوار وممثلوه في جميع الفرق، وهو في نفس الوقت يأخذ سلاحه ويتمترس ويزرع الألغام، فأرى أن هناك نوع من الخلاف. * لكن ألا يدار ممثلو الحوثي في الحوار من صعدة من قبل السيد ويرجعون إليه في كل صغيرة وكبيرة؟ - صحيح مرجعيتهم في صعدة عبدالملك الحوثي، ومهما وصلوا إليه من تفاهمات مع القوى السياسية ومع الدولة، فقرارهم ما يزال مرهونا بيد شخص موجود في صعدة ولم يدخل في الحياة السياسية، وهذا خطر على مستقبل الحركة في المستقبل، لأنه لن يعطيها شرعية وهي في هذه الصورة. * اختصار القرار في شخص عبدالملك الحوثي وللأسرة السلالية؟ - حتى اسمها "الحوثية"، باسم شخص، صحيح أنهم سموا أنفسهم (أنصار الله) لكن هذا الاسم ينطلق على المتحاورين وليس على الكل. * أعضاء الحوار من الحوثيين في الحوار، كيف وجدتم حجم تعاملهم مع الأحداث والمواقف؟ - يختلفون في بعض رؤاهم وفي بعض أطروحاتهم، مثلهم مثل بقية أعضاء المكونات الأخرى، هم ليسوا حاجة نادرة. * في فريق صعدة، هل صحيح أن القرارات التي توصلتم إليها تصب في مصلحة جماعة الحوثي؟ - لا يوجد أحد يستطيع القول إن هذه القرارات تصب في مصلحة الحوثي، أو أي مكون من المكونات، لكن يمكن أن نقول أغلبها يصب في مصلحة أبناء صعدة. * الحوثي طالب بدمج القوات التابعة له في الأجهزة الأمنية وقوات الجيش؟ - الحوثي كان يطرح أن يتم استيعاب جميع عناصرهم من أجل الانتقال إلى الحياة السياسية، وكانوا مصرين على استيعابهم في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية، لكنا رفضنا هذا وقلنا إن الجيش مؤسسة وطنية لا يمكن عودتها إلى كيانات عائلية ولا إلى أن تكون تابعة لأحزاب، هي مؤسسة وطنية يجرم ويحرم فيها الحزبية، وأكدنا على ذلك واتخذنا قرارا أن الحوثي يسحب نقاطه من الطرقات، وأن لا يعمل أي عمل يتنافى مع واجبات الدولة، مقابل أن يتم استيعاب عناصره في مؤسسات الدولة، لكن في مؤسسات الدولة غير الجيش والأمن، في المؤسسات المدنية. * موضوع مأرب والكهرباء موضوع شائك، وأصبح ضرب الكهرباء والنفط حدث يومي للأسف.. ما موقف مشايخ وأعيان محافظة مأرب مما يجري؟ - طبعا، موقف القوى السياسية والأحزاب والشخصيات الاجتماعية وأغلب أبناء مأرب، موقفهم أنهم يستنكرون هذا العمل لأنه عمل مشين وعمل تخريبي ولا يعود بالفائدة على مأرب ولا على مصلحة الوطن ككل. * من يقوم بهذه الأعمال؟ - الذي يقومون به هم أشخاص منا ومن أبناء جلدتنا ويتكلمون بلهجتنا، لكن من الدافع لهم. *من الذي يدفع لهم مقابل التخريب؟ - هناك مقولة، عندما يحدث حدث لا بد أن تبحث عن المستفيد، فالمستفيد من كل ما يحدث هو النظام السابق علي صالح وأصحابه، لأنهم يريدون أن يشعروا الناس بعدم الأمان، وانقطاع الخدمات الضرورية للشعب اليمني، بوجود انفلات أمني، بإظهار حكومة الوفاق أنها عاجزة عن تلبية ما يتطلبه المواطن من أمن واستقرار ومن خدمات. * هل عجزت الدولة عن الحفاظ أو توفير إحدى الخدمات البسيطة ألا وهي الكهرباء؟ - طبعا عاجزة، أعتبر أنها عجزت في هذا الباب، رغم أن المواطنين يطالبون الدولة بضرب المخربين بيد من حديد، حتى ولو كان ابن شيخ، ولو كان أقرب الأقرباء للقبيلة. لكن للأسف الشديد أنه بعض الأحيان يتم مكافأته. * لكن أين دور المشايخ والأعيان في الوقوف وليس الاستنكار كون هذا يشوه مأرب؟ - لا نحن دورنا، المشايخ والقبائل والقوى السياسية الاستنكار والشجب في هذا الباب، أما أن نقوم مقام الدولة والقوات المسلحة فهذه ليست مهمة المواطن، تعرفون عندنا حساسية الثارات، لو أردت أن أقوم بقتل هذا المخرب، ستأتي قبيلته وتقتل ابني أو ابن عمي، لكن الدولة لو جاءت وضربته، لن يتكلم أحد لأنها الدولة، فهذه مسؤولية الدولة، نحن مسؤوليتا إذا تحركت الدولة في ضبط هؤلاء المخربين وفي إيجاد أمن واستقرار وحفاظ على المنشآت العامة للمواطنين، نحن مهمتنا التشجيع والوقوف إلى جانبها. * لكن المخربين هم من أبناء القبائل، هل تجاوزوا الشيخ والقبيلة، ومعروف أن الأفراد لا يتجاوزون الشيخ والقبيلة؟ - قد يكون الشيخ أو المؤثرين في القبيلة موافقين على هذا العمل، لأنهم مرتبطون بالنظام السابق. * هل صحيح أن المشايخ يتقاسمون الأعطيات التي تعطيها الحكومة لهؤلاء المخربين؟ - كل واحد يأخذ نصيبه ويأتي إلى عنده، وهناك أخبار وحقائق أن هناك غرفة عمليات تدار من صنعاء لهذا الغرض للتخريب والانفلات الأمني ولإظهار عجز حكومة الوفاق. * أقصد أن الحكومة أحيانا تدفع للمخربين مقابل أن يتوقفوا؟ - نعم، أنا أعتبرها مكافأة لأنه يقطع الكهرباء والنفط، ويقطع الطريق، يقولون له لماذا، يقول أنا لي مطالب، فالحكومة تلبي مطالبه حتى ولو لم تكن مطالب حقيقية. حتى إن كانت مطالب حقيقية وعادلة، وأنا من رأيي أن لا يعطى بهذه الطريقة، إذا كان له حق يذهب للقضاء ورئاسة الوزراء ورئيس الجمهورية أو محافظ المحافظة، ويقول لي مطلب وحقوق، أما أن يفرض نفسه على الدولة بالقوة فهذا خطأ. * ما الذي قدمه محافظ مأرب الذي ينتمي لأبناء مأرب؟ - إلى الآن لم يترك المخربون للمحافظ أن يعمل شيئا. لأنهم يريدون أن لا يعمل. * هل هناك تخاذل من الدولة في نصرته؟ - الدولة كلها متخاذلة، من رئاسة الوزراء إلى أصغر مسؤول، ليس تجاه مأرب فقط، لكن تجاه اليمن كلها. * هل وجود الدولة منعدم في مأرب؟ - لا.. الدولة موجودة في مأرب، لكن هيبتها منعدمة، بكل هيكلها وقواتها وفروع وزاراتها وبألويتها العسكرية وأجهزتها الأمنية، أصبح كلفوت الذي ترددوه أنتم الإعلاميين يهدد الدولة وهو لا شيء. * البعض يستغرب لماذا لا تقوم القبائل هناك، وتجتمع وتعمل لقاء ووثيقة شرف لإيقاف هؤلاء؟ - ليس هذا من مهمتهم. * أين ذهبت الأعراف القبلية؟ - أبدا، لأنهم لا يريدون أن يأخذوا مهمات الدولة، فإذا عجزت الدولة يكون أمراً آخر. * أنت تقول إن الدولة عاجزة ما الذي بقي؟ - إذا عجزت الدولة، فعليها أن تسحب ألويتها وأجهزتها الأمنية وموظفيها ونحن على استعداد أن نحمي هذه المنشآت. * طالما والدولة عجزت عن توفير الحماية لهذه المنشآت، على الأقل اعملوا خيرا في اليمن واحموا خطوط الكهرباء؟ - نحن في آخر أيام علي عبدالله صالح، قبل سقوطه، حسمنا الأمور كثوار في مأرب ووفرنا للشعب اليمني الإضاءة والوقود وتأمين الطرقات وكنا منتشرين على كل هذه المنشآت، لكن الدولة جاءت وقالت خلاص هذه من مهمتنا. * هناك من يقول إن تعيين محافظ من مأرب ضرر على مأرب، كون المحافظ يحافظ على قبيلته وينحاز إليها أكثر؟ - هذه وجهة نظر نحترمها، لكننا لسنا معها بهذه الصيغة، لأنها تعني أن لا يكون لأبناء مأرب أي حق في محافظة مأرب. * ما هو دور التجمع اليمني للإصلاح في مأرب، كون المحافظ (إصلاحي) في ظل الاتهامات التي تنشر ضد الإصلاح؟ - المحافظ ليس عضوا في التجمع اليمني للإصلاح، هو عضو في المؤتمر الشعبي العام، لكنه التحق بالثورة وهو من أعمدة الثورة الشعبية السلمية، الإصلاح لا يريد أن يتميز عن بقية المجتمع المأربي، فهو منبثق من داخل المجتمع، سواء بصفته القبلية أو السياسية، فنحن مثلنا مثل بقية أبناء المحافظة، ولا نفرض أنفسنا على أننا حزب حاكم، وإنما نحن جزء من الحكومة التي يتشارك فيها كل الأحزاب، والمؤتمر الشعبي العام معه نصف الحكومة، والنصف الآخر مما هو لنا كمشترك، لكن هو يشعر أنه خرج من الحكومة لأنه يعتبر نفسه ليس الحزب الحاكم وإنما حزب الحاكم، المؤتمر يرى أن علي صالح خرج من الدولة فهو يعتبر نفسه خرج من الدولة كذلك رغم أنه مشارك معنا في جميع الجوانب. * الإصلاح يتهم المؤتمر بتخريب الكهرباء والنفط، والمؤتمر يتهم الإصلاح بالتخريب، من نصدق؟ - أنا لم أسمع اتهامات للإصلاح بهذا، لأنهم يعلمون، يمكن من بعض الكتاب النزقين من داخل المؤتمر الشعبي العام، لكن العقال من المؤتمر في مأرب يعرفون من وراء هذا التخريب. * ما الحل الذي تراه مناسبا لقضية تخريب الكهرباء وأنابيب النفط؟ - الحل أن تضرب الدولة بيد من حديد، والمخرب لا يوجد أحد معه أبداً. * وأنتم هل ستساعدون الدولة في ضربها؟ - نحن لسنا دولة. * على الأقل المساعدة، من أجل مصلحة الجميع، وأنتم أعرف بمنطقتكم؟ - ساعدنا أو لم نساعد الدولة لا بد أن تفرض هيبتها ولا بد أن تأخذ واجبها، الإصلاح سيرضى بفرض الأمن والاستقرار، لكن بعض القوى السياسية الأخرى قد لا ترضى، لكن الدولة لابد أن تتواجد، وأنا أعتقد أن القبائل والمشايخ إذا رأوا أن الدولة فرضت هيبتها بقوة وحاسبت المسيء وكافأت المحسن سيكونون إلى جانبها على طول الخط. * هل أنت مع استخدام الدولة للقوة حتى ولو أضرت بأبناء القبائل؟ - لن تضر، بل الضرر لو أن الدولة بقيت على حالها الآن، الضرر على القبيلة وعلى القوى السياسية وعلى اليمن كله أن تبقى على هذا الحال، لكن لو ضربت واستخدمت حقها حتى لو ألحقت أضرارا فإنها ستكون إذا قسناها بما يحدث الآن لن تكون إلى جانبها شيئاً.