نائب وزير النقل والأشغال: العمل جار لإعادة جاهزية مطار صنعاء في أقرب وقت    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الأمطار الرعدية المتفاوتة ويحذّر من تدني الرؤية بسبب الضباب والرياح الشديدة    صنعاء .. هيئة التأمينات والمعاشات تعلن صرف النصف الأول من معاش فبراير 2021 للمتقاعدين المدنيين    كهرباء تجارية في عدن سعر العداد ألف سعودي والكيلو بألف ريال يمني    الصاروخ PL-15 كل ما تريد معرفته عن هدية التنين الصيني لباكستان    إصلاح المهرة يدعو لاتخاذ إجراءات فورية لمعالجة أزمة الكهرباء بالمحافظة    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    الزمالك المصري يفسخ عقد مدربه البرتغالي بيسيرو    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    وزير النقل: حركة السفن والبواخر بميناء الحديدة تجري بانسيابية    الجنوب.. معاناة إنسانية في ظل ازمة اقتصادية وهروب المسئولين    قيادي في "أنصار الله" يوضح حقيقة تصريحات ترامب حول وقف إطلاق النار في اليمن    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    هي الثانية خلال أسبوع ..فقدان مقاتلة أمريكية "F-18" في البحر الأحمر    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الاربعاء 7 مايو/آيار2025    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    عشرات القتلى والجرحى بقصف متبادل وباكستان تعلن إسقاط 5 مقاتلات هندية    الكشف عن الخسائر في مطار صنعاء الدولي    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    الإرياني: استسلام المليشيا فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها والمضي نحو الحسم الشامل    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    إقالة بن مبارك تستوجب دستوريا تشكيل حكومة جديدة    الحوثيين فرضوا أنفسهم كلاعب رئيسي يفاوض قوى كبرى    مكون التغيير والتحرير يعمل على تفعيل لجانه في حضرموت    لماذا ارتكب نتنياهو خطيئة العُمر بإرسالِ طائراته لقصف اليمن؟ وكيف سيكون الرّد اليمنيّ الوشيك؟    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    الإمارات تكتب سطر الحقيقة الأخير    تتويج فريق الأهلي ببطولة الدوري السعودي للمحترفين الإلكتروني eSPL    في الدوري السعودي:"كلاسيكو" مفترق طرق يجمع النصر والاتحاد .. والرائد "يتربص" بالهلال    بذكريات سيميوني.. رونالدو يضع بنزيما في دائرة الانتقام    طالبات هندسة بجامعة صنعاء يبتكرن آلة انتاج مذهلة ..(صورة)    بين البصر والبصيرة… مأساة وطن..!!    الرئيس المشاط: هذا ما ابلغنا به الامريكي؟ ما سيحدث ب «زيارة ترامب»!    بامحيمود: نؤيد المطالب المشروعة لأبناء حضرموت ونرفض أي مشاريع خارجة عن الثوابت    تواصل فعاليات أسبوع المرور العربي في المحافظات المحررة لليوم الثالث    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    أكاديميي جامعات جنوب يطالبون التحالف بالضغط لصرف رواتبهم وتحسين معيشتهم    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ مفرِّح بحيبح: مداراة الدولة لمخربي الكهرباء تُكرر الاعتداءات والقبائل ليسوا «همج»
نشر في المصدر يوم 30 - 06 - 2013

تحدث الشيخ مفرح بحيبح، أحد كبار مشايخ قبيلة مراد بمارب ومن أوائل من انضم للثورة الشبابية الشعبية، عن الاختلالات الأمنية والتُّهم التي توجه للقبيلة، وما يحدث من أعمال تخريب تطال خطوط الكهرباء وأنابيب النفط بالمحافظة.

«المصدر أونلاين» قابل الشيخ بحيبح، الذي يشغل منصب الأمين العام المساعد لتحالف قبائل اليمن، وأجرى معه الحوار التالي:

حاوره: أحمد أبوسالم

* نبدأ معك ممّا يحدث في محافظتك، وفي مسقط رأسك، مارب، ما دورك كأحد المشايخ تجاه مخرِّبي النفط والكهرباء؟
- أولاً أحييك إلى منزلي في صنعاء، الحقيقة ما يحدث في مارب نحن نستنكره ونرفضه، وهو مقتصر على مديريتين من المحافظة فقط، مديرية وادي عبيدة ومديرية صرواح جهم، وقبائل هذه المديريات ليست متوافقة على عمليات التخريب إطلاقاً، ما يحدث هو إرث من بعد النظام السابق، الذي عمل على شل سلطة المشايخ وتبنّى مجاميع من ضعاف النفوس يخربون ويقطعون الطرق، وهو الذي يدعمهم، وأصبح مستحيلاً على المشايخ ضبط هؤلاء الأفراد؛ لأنهم موصون بالرفض، وكان يرغب النظام بتوجيه رسالة للمشايخ بأنه ليس لكم تأثير.

*إذن، هل لدى مشايخ عبيدة وصرواح دلائل عن وقوف النظام السابق وراء دعم هؤلاء المخربين؟
- من يقوموا بهذه الأعمال في الأساس هم موظفون في الأمن، ويقومون بهذه الأدوار سابقاً، النظام السابق يقبض على خيوط يحرِّكها متى ما يشاء.

أعتذر عن انطفاءات الكهرباء التي يتسبب فيها قلة قلية من مديريتين في مارب، وتُسبب لنا حرجاً كبيراً
الدولة تجاهلت دور المشايخ والقبائل ولم تستعن بهم في حفظ الأمن والاستقرار ونبذ المخرّبين، الدولة نتيجة الخراب السابق في القبيلة لن تستطيع أن تحل محل القبيلة في حفظ الأمن والاستقرار، فهذه المسألة تحتاج جهد مثلاً لو تعاونت القبيلة والدولة أو المحليين والدولة في حفظ الأمن والاستقرار، وفي الشراكة في تنمية البشر والأرض با تسير الأمور في خير.

*في مقابلة أجريت معك في العام 2009 قلت فيها إن أعداد الجيش في مارب تفوق عدد السكان، فما هو تفسير عدم قيام الجيش بإيقاف أعمال التخريب؟
- الحقيقة هذا السؤال يجب أن يوجّه للدولة وللجهات الرسمية. نحن فعلاً قولنا ها المرة الماضية ونقولها هذه المرّة، وكما قلت لك النظام السابق كان يشتغل وكل الخيوط في يده، والموجودون ما استطاعوا التنسيق مع الحاضن المحلي سواء كانوا المشايخ أو العقال أو الوجهاء، ويتفقون على حفظ الأمن والاستقرار، وكل واحد يتحمل مسؤوليته، الدولة لم تفعل هذا والقبيلي أو الشيخ يقول وأنا ليش أسير أتحمّل المسؤولية وادخل في ثأر أو مشكلة والدولة تتفرّج، فهذي هي مسؤولية الدولة، لكن في كل الحالات ما لم تتعاون الدولة والمجتمع المحلي فكل شيء سيظل عُرضة للخراب.

*هل هناك حلول تراها مناسبة لإنهاء معاناة الملايين من أبناء الشعب؟
- وجب من الجهات الرسمية التنسيق، مثلاً في مارب نحن يُؤسفنا هذا الكلام، وأحياناً والله أن الواحد يستحي أن يقول إنه من مارب، بسبب ما يحدث، رغم إن الخراب من أشخاص في مديريتين يُعدّوا بعدد الأصابع، لكن القضاء على ذلك بالتعاون مع الحاضن المحلي وتفرض هيبتها، وجب عليها أن تكون دولة بمعنى الكلمة، أقول لك -على سبيل المثال- الدولة بتصرفاتها تشجِّع الخراب، فأحياناً يقطع الكهرباء واحد فيأتون للتفاوض معه، عند الله وعندك، جاه الله وجاهك، فيوافق المخرّب على ذلك بمهلة يعطيها لهم لتحقيق شرط معيّن. بدلاً من هذا كله، الأصل أن تقول الدولة على من قطع الكهرباء أن يسلّم نفسه، مهما كلف الدولة ومهما كلف المحليين أنه من مد يده على مصلحة عامة أن يسلّم نفسه تحت أي ظرف، وهذه ستكون مرّة واحدة وستكون عبرة، لكن المداراة دفعت الآخرين إلى أنه من يريد أن يحصل على شيء يسير يعمل مثل صاحبه الأول.

* توسّع الجماعات المسلّحة القاعدة والحوثيين مثلاً، في المحافظات الشمالية الجوف وصعدة وحجة ومارب والبيضاء، ماذا يعني ذلك؟
-ما يحدث من توسّع سببه الانفلات الأمني بشكل عام ومارب، بالنسبة للحوثيين توسعهم خفيف، القاعدة أيضاً بنفس الطريقة ليست بما يروّج وما يُقال، لأن الحاضن المحلي أصبح يستنكر وجود القاعدة، وقد تقاتلوا (القاعدة) بينهم بين في قرية واحدة.

قضية الشابين أمان والخطيب وظّفت ضد العواضي والدولة تعرف من هو القاتل؟ وأين هو؟
فالحاضن المحلي دائماً عندما يكون متفاعلاً مع الدولة، أنا كفيل بحسم هذه الأشياء كلها، لكن عندما لم يكن مع الدولة فصعب عليها، حتى أمريكا لا تستطيع أن تهزم القاعدة ما لم يكن الحاضن المحلي ضد القاعدة.

*القبائل والمشايخ أساس مشكلة البلد، هذه النظرة التي يتصورها غالبية المجتمع عن القبيلة والمشيخ، هم من يعتدون على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط ويقطعون الطريق، متى ستغيّرون هذه النظرة عنكم بسلوك مناقض؟
- شكراً للسؤال هذا، أنا كنت أتمنّى أن يطرح وقد طُرح، دائماً الدولة إذا عجزت عن أداء واجبها ترمي مسؤوليتها على القبيلة، حتى الأحزاب إذا فشلت في إدارة أمورها فترمي عجزها على القبيلة.

أقول لك إن القبيلة هي أكثر تضرراً من الانفلات الأمني. وأقول لك إن القبيلة هي متحملة الجزء الأكبر من مسؤولية الدولة لحل الخلافات داخلها، وفي المحافظات، ويدفعون ثمن هذا الشيء. ما يأتي شيء بلاش، يدفعون من وقتهم، من مالهم. فالقبيلة ليست سبب ما يحدث أو سبب الانفلات الأمني أو سبب الخراب. القبيلة تتمنّى الأمن والاستقرار؛ لأن الانفلات دفع القبيلة أن تقتتل بينها البين، حرمت أبناءها من الدراسة، أدوا قوت عيالهم في شراء السلاح. أكلمك وأنا عانيت من هذه القضية. مثلاً نحن "مُراد" و"عبيدة" حصلت بيننا مشاكل ومازالت حتى الآن، وطرقنا باب الدولة بأن تحل القضية وأبدينا استعدادنا تسليم أنفسنا، يأتون بقُضاة لحل المشكلة، لكن الدولة لم تبالِ بدعواتنا، وإذا لم تكن تغذِّي الخلاف كانت تتجاهلنا.

أسس المدنية موجودة في القبيلة.. ففي حين أنها تنبذ القتلة والمجرمين تعمل الدولة على احتضانهم ودعمهم
فالقبيلة -للأسف الشديد- تجد نظرة المثقفين غير اليمنيين لها أكثر معرفة من أبنائها، القبيلة يحكمها نظام، قاطع الطريق القبيلة تنبذه، المخرّب تنبذه، كل من يمارس أي سلوك سيئ تنبذه، لكن الدولة تحضنه. أنا –مثلاً- شيخ قبيلة أعرف قُطاع طرق، اطلب من الدولة ضبطهم بقوتها وعسكرها، وأقول لها إنّي معها، لكن الدولة ترجع تتفاوض معهم بطرق ملتوية، وما تدري إلا وقد المخرّب الصعلوك أكبر من الشيخ. فهذا الذي تعاني منه القبيلة؛ لأنها استهدفت للقضاء عليها لكن الذي استهدفها ما استطاع يحل محلها، ومستهدفة حتى في قيمها، أنا لا أقول إن كل شيء في القبيلة طيّب، في خراب في المجتمع بشكل عام، اختلت قيم هذه القيم موجودة عند المثقف عن القبيلة عند الدكاترة، اخترقت قيماً كثيرة، وأقول اخترقت من عام 1979 إلى 2011. فالقبيلة ليست سبباً في كل شيء. فستجد أنت -وعفواً إن كنت صحفياً- فمثلاً القبيلة منهم قاطع الطريق والمخرب، والصحفيون فيهم من يسير يكتب هنا ويكتب هنا، وكله كذب، يثيرون الفتن، سواء ضد القبيلة أو قوة ضد قوة. وكل هذا من القيم التي اختلت في المجتمع.

* برز دور تحالف قبائل اليمن خلال الثورة الشعبية، لكن نجمه سرعان ما أفل، ولم يُظهر أي موقف تجاه المشاكل التي تسبب فيها منتمون للقبيلة؟
- تحالف قبائل اليمن هو تجمّع مع الثورة الشعبية، ولم يأفل نجمه، هو ما زال موجوداً، ومازالت جهود تبذل هنا وهناك في كثير من القضايا، لكن هذه الجهود لم تنشر إعلامياً. أنا واحد ممن يتحرّك في هذه القضايا، حليت قضايا كثيرة. ما نحاول أن نظهرها إعلامياً، فتحالف قبائل اليمن هو خليط من قبائل مختلفة، ومن أحزاب مختلفة أيضاً، تجد فيه الإصلاح والمؤتمر والناصري وكل الشرائح.

* قتل الشابان أمان والخطيب بدم بارد في العاصمة صنعاء، وعلى امتداد طرق محافظات مختلفة تمتلئ التقطّعات، كل هذه يحدث من قبل مشايخ ينتمون للتحالف، وربّما يتربعون مناصب قيادية فيه، يقول البعض إن الأحرى بالتحالف تصحيح داخله قبل التوجّه لإصلاح الخارج؟
- الحقيقة قضية أمان والخطيب وُظِّفت ضد العواضي. المسألة -كما أعلمها أنا- لا أبرر قتل الشابين، وهو منكر، لكن مشكلة حدثت، والذي أعلمه أن الدولة حاصرت منزل مُتهم وليس القاتل وسلّم نفسه، وأنا أقولها: الدولة تعلم القاتل أين هو؟ ومن هو؟ ولكنهم حاولوا أن تظل القضية محسوبة على الشيخ عبد ربه العواضي، ما حدث منكر لا نقبل به، وقد حدث مثله كثير، كل يوم والقتل في صنعاء، فما لم تكن هناك دولة تحمي الناس من بعضها البعض ستظل مثل هذه القضايا تظهر.
علي صالح وعقبته انتهوا، حتى وإن نافسوا في الانتخابات لن يحققوا شيئاً

* كشيخ قبلي ما مدى توقّعك بالتزام القبائل بمخرجات الحوار الوطني، وكنتم في التحالف احتجيتم على تهميش القبيلة في المشاركة بمؤتمر الحوار الوطني؟
- القبائل هُمِّشت فعلاً بشكل عام، والتمثيل -للأسف الشديد- كان بين أحزاب، وكان أيضاً حسب المعرفة والعلاقات. مثلاً أنت في اللجنة الفنية ترشح حسب علاقاتك ومعرفتك، ثم إنه كانت أسر كاملة مشاركة، لكن بغضِّ النظر عن هذا الكلام كله وهو خطأ وُجد، وما كان يجب أن يحدث لأن اليمن لم تمثل حقيقة، في كل الحالات ستجد القبيلة أكثر ترحاباً بقرارات الحوار، ولن يكون هذا الخطأ مبرراً لرفضها.

التمثيل في مؤتمر الحوار كان بين الأحزاب وبناء على العلاقات والمعرفة.. لكن القبيلة التي هُمِّشت ستلتزم بمخرجاته
* يؤمن البعض أن التغيير الذي حدث مجرد تدوير فقط، فالوجوه ذاتها، التي وجدت في النظام السابق، تتواجد بشكل آخر في النظام الحالي، هل تعتبر الثورة مجرد حدث عابر؟
- لا ليست كذلك، الثورة أسقطت أعتا نظام حكم اليمن 33 سنة، نظام دجلنا جميعاً، أسكتنا جميعاً، وجاهات وأحزاب وسياسيين. فالثورة جعلت الناس تتكلم، سابقاً كان التغيير يحدث من النخب، لكنها أُسكتت وأصبحت عاجزة عن الكلام، فجاءوا شباب الثورة وأسقطوا النظام، بغضّ النظر هل سقط كله أم بعضه، لكن رأس النظام سقط والقوّة سُحبت من يده. صحيح أن الثورة لم تحقق جميع أهدافها، لكنها أحدثت تغييراً في اليمن، تغييراً في القيم. الساحات مثلاً اختلط فيها القبيلي بالمثقف بالحزبي بجميع شرائح اليمن، حتى القبائل التي بينها ثأر التقت في الساحات وأكلت من خبز واحد، وجلست في خيمة واحدة. الحزبيون نسوا أحزابهم وتوافقوا على كلمة إسقاط النظام. إذنً الشاب الذي يخرج وهو يعلم أنه سيموت أسكت البنادق وأعجز حتى العالم الذي كان مع النظام سواء الإقليمي أو العربي، لكن صبر الشباب وعزيمتهم وإرادتهم أجبر العالم كله على أن يقبل بإسقاط النظام. فأقول إن الثورة ستحقق أهدافها -إن شاء الله- أنا معك أن في القسمة بين المؤتمر والمشترك أتوا بوجوه من السابقين كُلهم، لا نصيب المؤتمر ولا نصيب المشترك، كلهم قد اشتغلوا مع النظام السابق. وهذا خطأ مُوجع وفادح؛ لأنه لا يتيح فرصة للشباب للعمل ولبناء الوطن الذي يحمل همه الشباب أكثر من غيره. لكن نأمل من مؤتمر الحوار أن يخرج بدستور يدعم الشباب للوصول بطرق سلمية إلى مناصب في الدولة.

* لا يزال الرئيس السابق يُمارس العمل السياسي بحصانة أعطيت له، وبعض أقاربه قال إن انتخابات 2014 ستعيدهم إلى سابق عهدهم.. هل تتخوفون من ذلك؟
- أنا لا أتخوّف من هذا إطلاقاً، صحيح أن أغلب اليمنيين بحكم طيلة حكم صالح لم يصدقوا أنه انتهى، وهو أيضا ما صدق انه انتهى. فعلي عبد الله صالح وعقبته انتهت انتهت، هي مسألة وقت فقط، وحتى وإن نافسوا في الانتخابات لن يحققوا شيئاً، هذه وجهة نظري طبعاً.

* ما حقيقة التوغل السعودي في الحدود اليمنية؟
- أعتبر أن هذا الموضوع سياسي في حد ذاته.

* يعني أن هناك توغلاً حقيقياً؟
- لا، لا أقصد الحديث حول هذه القضية، الهدف منه توتر موقف بين السعودية واليمن، لا أعلم عن توغل في اتجاه الجوف إطلاقاً، أنا قرأت مقابلة لمحافظ الجوف، وقرأت مقابلة لحسن أبكر، نفوا أي توسّع للجيش السعودي في الحدود اليمنية، وهؤلاء هم جهات مسؤولة في الجوف.

«تحالف قبائل اليمن» يسعى لإيضاح مدنية القبيلة اليمنية التي يجهلها أبناؤها أكثر من غيرهم
* هل بالإمكان أن يتخذ التحالف موقفاً ضد الجماعات المسلّحة المتهمة بإقلاق السكينة وبسط نفوذها على حساب سلطة الدولة؟
- نحن في هذا الاتجاه ساعين لأجل أن يكون هناك تنسيق ما بين الدولة والتحالف لحفظ الأمن والاستقرار ولرفض الجماعات المسلّحة من أين ما كانت، لكن أن يكون للتحالف موقف منفرد عن الدولة فهذا لن يكون.

* عيّن الرئيس هادي قبل أيام شيخاً متهماً بانتهاك حقوق الإنسان في منصب قيادي، وأثار ذلك ردوداً كبيرة رافضة للقرار، من وجهة نظرك تعيين مشايخ في مناصب كهذه ومتهمين بانتهاك حقوق الإنسان؟
- أنا لا أستطيع أن أجيب عمّا يُقال عنه؛ لأني لا أعرف عنه شيئاً، لا سلباً ولا إيجاباً. أما قضية مسألة التعيينات فالمشايخ هم جُزء من اليمن من حقهم أن يُشاركوا في حكم البلد.

* حتى وإن كان متهماً بانتهاك حقوق الإنسان؟
- لا.. لا. أي واحد أراق قطرة دم وجب أن يحاكم، وإذا لم يحاكم اليوم سيحاكم غداً، دماء الناس لا يمكن أن تسير هدراً، لا لشيخ ولا لضابط، ولا لأي واحد.

* هيكلة الجيش هل ترى أنها انتهت؟
- أكبر ثمار الثورة الشبابية هي توحيد الجيش، لا نقول إنه اكتمل كل شيء، مازال في مشاكل قابلة للزوال، وسيصبح الجيش والأمن -إن شاء الله- للوطن وليس لأشخاص كما كان.

المحاصصة بين المؤتمر والمشترك أتت بوجوه من النظام السابق وعلى مؤتمر الحوار الخروج بدستور يتيح للشباب تولِّي مناصب قيادية
*"تحالف قبائل اليمن" وعد بتمدين القبيلة، كم سيستمر هذا التمدين؟
- القبيلة هي مدنية في الأساس، ستجد القبائل من هم الدكاترة والجامعيون والمثقفون، هم في الأساس مدنيون، التحالف يسعى لإيضاح مدنية القبيلة فقط، هم مجتمع مدني من أصلهم. كنت أتمنى لو أحد يطلع على هيكل القبيلة وضوابطها، فمن وجهة نظري القبيلة هي أول مجتمع مدني في البلد. فالتكافل موجود في المجتمع القبلي. النائبة التي تحصل على أحد أبنائها يخففها تعاون الجميع، ومن قبائل مختلفة، القبيلة تتعاون وتلتقي في نصرة الضعيف، القبيلة تستنكر الظلم أياً كان مصدره، القبيلة تؤمن بالمجتمع المدني وهي مجتمع مدني، بل حتى في الجانب الديمقراطي وجانب الشورى. مثلاً أنا شيخ قبيلة لا يحق لي أن أقطع في أي موضوع دون التشاور معها. وأي شيخ يصله كتاب من قبيلة معيّنة فأول ما يقوم به جمع أفراده والاستماع لرأيهم حول كيفية الرد ومضمونه، ولا يستطيع أن ينفرد بقراره، وهناك مثال ما يُسمّى في العرف القبلي ب«البرزة»، التي تعني التشاور في موضوع معين بين فريقين.

فالقبائل ليسوا كما يتصوّر البعض بأنهم همج لا يفهمون لا يعقلون إلا الشر، هذا غلط، بل تجد أنهم أكثر مُرونة، حيث يتقاتلون اليوم ويلتقون غداً وكأن شيئاً لم يكن، الخصومات لها حدود.

* متى سيتخلى المشايخ عن مرافقيهم المسلّحين ويعيشون كمواطنين عاديين؟
- عندما تجد دولة النظام والقانون ويوجد العدل يوجد لديّ بنادق، وأتمنّى في يوم من الأيام وأمشي في أي مكان أعزل، لكن بحيث أكون آمناً على حياتي، كنت أتمنّى من الدولة والمجتمع والمثقفين بدل حملات منع السلاح أن يناقشوا أسباب حمل السلاح؛ لأنه عند القضاء على السبب سينتهي السلاح، فحملي له ليس استعراضاً وإنما خوفاً على نفسي، ففي ظل الانفلات الأمني قد يكون السلاح عامل أمن واستقرار؛ لأنه يحدث توازناً، فعندما يشوفني خصم مسلّح وأشوفه مسلحاً كل واحد لن يفعل شيئاً، لكن في حال وجود طرف مسلّح وطرف مدني سيسطو المسلّح على المدني، فالنظام والقانون والعدل هو الكفيل بمنع حمل السلاح.

*كلمة أخيرة؟!
أدعو كل أبناء الشعب اليمني والقبائل إلى التعاون لفرض الأمن والاستقرار، فبانعدامه لا تصلح تنمية ولا دولة. أتمنّى من الجميع وخاصة من القبائل أن يثبتوا لأبناء الشعب بأننا سندافع عن اليمن ونضحِّي من أجله وسنكون شُركاء في فرض النظام والقانون في اليمن.

وأعتذر لكل يمني من انطفاء الكهرباء (يضحك)، هذه القضية الحقيقة شوّهتنا، رغم أن مارب بمديرياتها لا تعرف الكهرباء، لكن هذا لا يعني أن يتم الاعتداء على خطوط الكهرباء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.