شهد ميناء المنطقة الحرة بعدن، بداية الأسبوع الجاري توتراً أمنياً على اثر خلاف بين جهات أمنية حول التحقيق في شحنة يُشتبه باحتوائها على معدات لطائرات مسيّرة. وبحسب ما اورده الصحفي عبد الرحمن أنيس على حسابه في الفيسبوك نقلا عن مصادر مطّلعة في الحزام الأمني والمنطقة الحرة، فإن الشحنة التي وصلت إلى ميناء المنطقة الحرة قبل أيام، كانت تحتوي على مكونات ومعدات مخازن لطائرات مسيّرة متكاملة، إلى جانب أجهزة نفاثة، تم إخفاؤها داخل صناديق حاويات. شلال وجهازه وأبلغت إدارة أمن المنطقة الحرة النيابة العامة التي سارعت إلى النزول للموقع برفقة قوة من جهاز مكافحة الإرهاب بقيادة اللواء شلال علي شايع. المحرمي وقواته وفي وقت مبكر من صباح الأحد 2 اغسطس/آب 2025 أوفد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عبدالرحمن أبوزرعة المحرمي، لجنة من مكتبه برفقة قوة صغيرة إلى الميناء للتحقيق في الشحنة المضبوطة، إلا أن إدارة أمن المنطقة الحرة منعت دخولهم، معللة ذلك بأن النيابة وجهاز مكافحة الإرهاب ما يزالان يباشران التحقيق داخل الموقع. وعلى إثر ذلك، وجّه المحرمي قوات الحزام الأمني بتمكين اللجنة التابعة له من دخول الميناء، لتصل لاحقاً قوة كبيرة من الحزام الأمني وتطوّق المكان، ما أدى إلى حالة من التوتر، قبل أن يتم الاتفاق على السماح للجنة المحرمي بالدخول مقابل انسحاب قوات الحزام من الموقع. خلاف ودخلت اللجنة إلى جمارك المنطقة الحرة، فيما غادرت قوة الحزام الأمني إلى معسكرها. لكن خلافاً جديداً نشب داخل مكتب الجمارك بين اللجنة وأفراد من جهاز مكافحة الإرهاب بشأن قانونية وجود الجهاز ومشاركته في التحقيق. وتدخّل ممثلو النيابة العامة لحسم الخلاف، مؤكدين استمرار التحقيق، وعدم ممانعتهم من حضور الطرفين، مع الإشارة إلى أنه سيتم رفع مذكرة إلى النائب العام ضد أي جهة تعرقل سير التحقيق. وعقب ذلك، هدأت الأوضاع في الموقع واستؤنف التحقيق بشكل طبيعي، وفقا لما اورده عبد الرحمن أنيس. صراع خفي ما حدث لا يقتصر على مجرد حادثة ضبط شحنة مشتبه بها، بل يعكس صراعاً خفياً على النفوذ والسلطة بين مراكز القوى الأمنية والعسكرية داخل العاصمة المؤقتة عدن. ارتباطات وبالتالي فإن العثور على معدات طائرات مسيّرة وأجهزة نفاثة يشير إلى وجود تهريب عسكري منظم قد يكون مرتبطاً بأطراف داخلية أو جهات خارجية، ما يرفع من خطورة الملف وحساسيته أمنياً وسياسياً. تداخل صلاحيات ويؤشر تعدد الجهات المتداخلة إلى تداخل صلاحيات الأمن في المنطقة الحرة، جهاز مكافحة الإرهاب، والنيابة العامة، مع دخول مفاجئ لقوة تابعة لأبوزرعة المحرمي، يُظهر غياب التنسيق الموحد ووجود ازدواجية في السلطة الأمنية. صراع على القرار ويوحي تحرك المحرمي رغم وجود تحقيق قائم بأنه أراد فرض نفوذ مباشر على القضية، ما يشير إلى صراع بين مراكز القرار داخل المنظومة الأمنية. خلل وهشاشة ويكشف هذا التداخل وجود خلل مؤسسي، وهشاشة البنية الأمنية والإدارية، ويطرح تساؤلات خطيرة حول من يدير الموانئ والمنافذ الحيوية، ومن يضبط عمليات التفتيش والشحن. تم نسخ الرابط