«كاك بنك» يدشن خدمة التحصيل والسداد الإلكتروني للإيرادات الضريبية عبر تطبيق "كاك بنكي"    عدن: تحت وقع الظلام والظلم    ريال مدريد يتغلب على سيلتا فيغو في الدوري الاسباني    زرعتها المليشيا.. "مسام" ينزع أكثر من 1839 لغماً وعبوة ناسفة خلال أسبوع    بن بريك اعتمد رواتب لكل النازحين اليمنيين في عدن    حزب الله يبارك استهداف مطار (بن غوريون)    المجلس الانتقالي يحتفي بالذكرى الثامنة لإعلان عدن التاريخي    أعضاء من مجلس الشورى يتفقدون أنشطة الدورات الصيفية في مديرية معين    هيئة رئاسة مجلس الشورى تشيد بوقفات قبائل اليمن واستعدادها مواجهة العدوان الأمريكي    وفاة طفلتين غرقا بعد أن جرفتهما سيول الأمطار في صنعاء    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الأحد 4 مايو/آيار2025    شركات طيران أوروبية تعلق رحلاتها إلى إسرائيل بعد استهداف مطار بن غوريون بصاروخ يمني    الدكتور أحمد المغربي .. من غزة إلى بلجيكا.. طبيب تشكّل وعيه في الانتفاضة، يروي قصة الحرب والمنفى    الوزير البكري يهنئ سالم بن بريك بمناسبة تعيينه رئيسًا للحكومة    أبو عبيدة:التصعيد اليمني على الكيان يتجاوز المنظومات الأكثر تطوراً بالعالم    وجّه ضربة إنتقامية: بن مبارك وضع الرئاسي أمام "أزمة دستورية"    محطات الوقود بإب تغلق أبوابها أمام المواطنين تمهيدا لافتعال أزمة جديدة    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    92 ألف طالب وطالبة يتقدمون لاختبارات الثانوية العامة في المحافظات المحررة    بن بريك والملفات العاجلة    هدف قاتل من لايبزيغ يؤجل احتفالات البايرن بلقب "البوندسليغا"    يفتقد لكل المرافق الخدمية ..السعودية تتعمد اذلال اليمنيين في الوديعة    ترحيل 1343 مهاجرا أفريقيا من صعدة    الجوع يفتك بغزة وجيش الاحتلال يستدعي الاحتياط    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    لاعب في الدوري الإنجليزي يوقف المباراة بسبب إصابة الحكم    السعودية تستضيف كأس آسيا تحت 17 عاماً للنسخ الثلاث المقبلة 2026، 2027 و2028.    التركيبة الخاطئة للرئاسي    وادي حضرموت على نار هادئة.. قريبا انفجاره    أين أنت يا أردوغان..؟؟    مع المعبقي وبن بريك.. عظم الله اجرك يا وطن    العدوان الأمريكي يشن 18 غارة على محافظات مأرب وصعدة والحديدة    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    اعتبرني مرتزق    رسائل حملتها استقالة ابن مبارك من رئاسة الحكومة    نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    الحقيقة لا غير    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    صنعاء تصدر قرار بحظر تصدير وإعادة تصدير النفط الخام الأمريكي    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    من يصلح فساد الملح!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محافظ مأرب: عندما يحتدم الصراع في صنعاء تتعرض أبراج الكهرباء وأنابيب النفط للتفجير
نشر في المصدر يوم 03 - 03 - 2013

منذ اندلاع المواجهات العنيفة في مارب بين القوات الحكومية وعناصر تخريبية وأخرى محسوبة على القاعدة قبل حوالي ثلاثة أشهر ونحن نحاول الإلتقاء بمحافظ مأرب المعين حديثا الشيخ سلطان العرادة، إلا أننا استغرقنا وقتا طويلاً لنتمكن من مقابلته نتيجة انشغالات الرجل بمتابعة أعماله بين مارب والعاصمة صنعاء.

مطلع فبراير الفائت كنا زميلي محمد الشبيري وأنا ضيوفا على الشيخ سلطان في منزله بصنعاء وهي المرة الأولى التي أتعرف فيها على الشيخ الشاب الذي يتقد حيوية وحماساً. وبعد أن انتهينا من تناول الغداء كضيوف فوجئت بأن الرجل لا يتعاطى القات مطلقا ويتحمس كثيرا لمحاربته، بدأنا بإجراء حوار مع رجل لا يحب الكاميرات ولا الحضور على الشاشات إلا أنه قد كان صريحا وتلقائيا في الحديث عن مشاكل محافظته التي حضرت في الإعلام طوال العامين الماضيين أكثر من غيرها لكن كساحة للاعتداء على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط فقط.

المحافظة حرمت كثيراً ويحس أبناؤها بالغبن وتحتاج إلى تعويض من السلطة وإنصاف من قبل الإعلام للتعاطي مع محافظة تسهم في تمويل خزينة الدولة بنسبة 30%.. هكذا يمكن تلخيص حديث المحافظ.

نفى أن تكون محافظة مأرب محضناً للإرهابيين وأكد على أن الصراعات السياسية هي السبب وراء غالبية أعمال التخريب التي تطال المنشآت العامة، كما تحدث عن معركة التنمية التي يخوضها مستندا الى تفهم القيادة السياسية في صنعاء.. وحاول أن يبث الأمل والتفاؤل لأبناء محافظته.
مواضيع كثيرة ناقشناها معه .. إلى التفاصيل

حاوره : علي الفقيه - محمد الشبيري

أهلاً بك يا شيخ سلطان، نريد أن نعرف من خلالك كيف تبدو مارب في هذه اللحظة ؟
في البداية نرحب بكم، ونشكر موقع «المصدر أونلاين» على اهتمامه بمحافظة مارب، بالإضافة إلى اهتمامهابقضايا اليمن عموماً، فمحافظة مارب كغيرها من محافظات الجمهورية، فالوضع لا يختلف كثيراً عن بعضه البعض، إلا أن مارب تعرضت في الفترات السابقة إلى التخلف في كثير من الأشياءعن ركب المحافظات الأخرى، إلا أنها تأخرت خصوصاً في الجانب التنموي والجانب التعليمي الذي تأخر كثيراً أيضاً، وصدرت إلى المحافظة مشاكل كثيرة كانت في غنى عنها، وقد كانت هذه المشاكل سبباً في إيذاء المحافظة أو في حرمانها من كثير من الاحتياجات وفي مقدمتها التنمية.

ماذا عن الجانب الأمني خصوصاً وقد شهدت مارب مواجهات عنيفة سواءً مع من يُنسبون إلى القاعدة أو المجموعات التخريبية التي تعتدي على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط ، لا سيما ومارب تشهد هدوءاً هذه الأيام هل هي بداية لمرحلة هدوء جديدة أم أنها استراحة وستعود المواجهات والاضطرابات؟
أنا كنت أود أن تسترسل في قضية التنمية ...

- سنأتي إليها لاحقاً ....
لكنك قفزت مباشرة إلى موضوع الأمن، وهو فعلاً هاجس مهم والأمن أيضاً ملازم للتنمية.إذْ لا تنمية بدون أمن ولا أمن بدون تنمية وهذان أمران متلازمان . فالوضع الأمني في مارب لا يختلف كثيراً عن الحاصل في مناطق اليمن، اللهم إلا أن مارب والمناطق المشابهة لها قد تكون أكثر حدة في جانب المشاكل القبلية والثارات لأسباب تاريخية لكن بالنسبة للجانب الأمني عموماً، فالحمد لله وقد كان لنا لقاءات مع العديد من وجهاء المحافظة وتداولنا الحديث باسهاب في قضية الحفاظ على أمن المحافظة وأن الأمن هو الطريقة الوحيدة التي نستطيع من خلالها توفير الاستقرار ومن ثمّ نستطيع أن نبني تنمية، وهناك تجاوب كبير من قبل أبناء المحافظة وهم يدركون ما حصل لهم بسبب ضعف الجانب الأمني.

والجانب الأمني في مارب ينقسم إلى قسمين: الجانب الأول قضايا تاريخية مرتبطة بالثارات والمشاكل القبلية، أما الشق الثاني فهو جانب سياسي، ونحن نحاول أن نحد من الجانب السياسي كثيراً لأنه يستهدف التنمية واستقرار المحافظة. فمثلاً المنظمات الإرهابية لها دور في إقلاق السكينة العامة في المحافظة، بالإضافة إلى الأغراض السياسية وتصفية الحسابات لأن مارب لم تكن يوماً محافظة لذاتها فهي محافظة للوطن ككل لأسباب كثيرة منها وجود الغاز والنفط والكهرباء وغيرها ما يجعلها محافظة بحجم الوطن، وبالتالي يكون من السهولة على من يريد تصفية الحسابات مع خصمه نتيجة المساحة الجغرافية والانفلات الأمني الذي شهدته مارب في السابق، إلا أن أبناءها بدأوا يدركون هذه الحقيقة وبدأوا يجمعون على اختلاف أطيافهم ومشاربهم وتوجهاتهم، أن من يدفعهم لمثل تلك الأعمال إنما يدفع باتجاه تخريب محافظتهم وعلى حساب أمنها واستقرارها وتنميتها ومستقبلها.

كلامك هذا فيه تمليح إلى أن من يثيرون المشاكل والتخريب في مارب هم من خارج مارب أو أن من يدفع بهم هو من خارج مارب ؟
نعم، في معظم الأحيان الدافع خارجي...

يعني لم تكن القضايا والمطالب لأبناء المحافظة وراء ذلك ...؟
هنالك بعض القضايا مرتبطة ببعض المطالب لكنها تعد بالأصابع..

مارب ليست حاضنة للإرهاب وإنما تستخدم كممر لهذه العناصر .. ونحن نعمل مع القبائل ومع الأجهزة الأمنية لتقليص تحركات هذه العناصر
دائماً نسمع عن تخريب ويعقبه حملات عسكرية ويسقط مدنيون .. هل هذا هو الحل من وجهة نظركم ؟
أخي العزيز، هذه ثقافة كرست خلال العقود الماضية، ثقافة أن من أراد أن يحقق مطالبه سواء حقوقي أو سياسي أن يلجأ إلى هذه الأعمال فترسخت هذه الثقافة عند البعض ووجدت بيئة مناسبة، ونحن نحاول جاهدين أن نحد من استمرار مثل هذه الثقافة وأن تزول إلى غير رجعة عن محافظة مارب، بإذن الله، لكي تتفرغ المحافظة لبناء نفسها وأجيالها وتنميتها.

طيب، ما هي الحلول التي قدمتموها لعدم تكرار مثل هذه الأعمال مستقبلاً؟ نحن نسمع دائماً عن إصلاح أنبوب النفط، مثلاً، ثم سرعان ما يُضرب؟
هناك عدة حلول مطروحة أحدها التفاهم مع الناس المعنيين وبالذات العقلاء من كل قبيلة لتجاوز هذه الثقافة المقيتة هذا جانب. الجانب الثاني نعمل على إيجاد تنمية حتى ينصرف الناس عن هذه الأعمال وعن إقلاق الأمن والسكينة إلى التوجه للتنمية، والتنمية إنْ وجدت، فهي كفيلة بأن تصرف الناس عن هذه الأشياء .. ما الذي تنتظره من شباب يعيشون في بطالة لا يجدون وظيفة ولا عمل ولا يجدون تعليماً من شأنه استيعاب طاقات الشباب، إذْ أنهم سيكونون عرضة للتخطف من قبل أصحاب الأفكار المنحرفة أو من أصحاب الأهواء والأغراض السياسية.

كما أننا فتحنا حواراً وعقدنا لقاءات للتفاهم مع عقلاء القبائل، بالإضافة إلى وجود عمل أمني يرافق كل ذلك من جانب الدولة وأجهزتها الأمنية في ملاحقة ومحاسبة ومحاكمة أي عنصر يقوم بالتخريب، فالناس يوم أن تجد العدل والحزم الصادق، فالناس مع الدولة ويتمنون وجود الدولة التي تقيم النظام والقانون.

هل تعتقد أن ما تقوم به الدولة في هذا الجانب سيؤدي إلى تقليص هذه المشكلات سواءً عبر الحلول الأمنية بشكل أو بآخر؟
هو لا يكفي ولا يلبي الطموح، لكنه خطوة على الطريق الصحيح. وأنت تعرف أن البلد الآن يحاول لملمة نفسه ويبحث عن وسائل كيف يخرج من مشاكل عصفت به، وأنت تدرك هذا تماماً، سواء ما رافق الثورة أو حتى ما قبل الثورة. فالبلد عموماً بحاجة إلى أن يستعيد حياته ونشاطه في جميع المجالات والاتجاهات، وهناك خطوات ملموسة على الطريق ونحس أنها أدت دورها.

الشكوى من تعرض المحافظة للحرمان هي شكوى قديمة ونسمعها دوماً فلو رجعنا لمقابلة مع أحد محافظي مأرب قبل 10 أو 15 سنة ربما أسمع كلاماً مشابهاً. أود أن أسألك ما هي الخطوات العملية الملموسة التي نفذتموها في هذا الجانب ؟
نحن نتحرك الآن في اتجاه التعليم بشكل عام على مختلف مراحله، ونحاول أن نطور من التعليم والمؤسسات التعليمية عندنا، وأن نفعل الإدارات وأن نغيرّ هذا جانب.
فكلية مارب التي تحوي ثلاث كليات (التربية والعلوم والآداب) وقد تفاهمنا مع القيادة السياسية بشأن ذلك، والأخ الرئيس لم يقصّر – مشكوراً- ووجه بإضافة كليتين (كلية الزراعة وكلية للمجتمع) وستكون نواة لإنشاء جامعة، إن شاء الله، تستوعب العدد الكبير الذي بلغ إلى الآن في هذه الكليات نحو 2000 طالب وطالبة وهو عدد لا بأس به في 3 كليات فقط ومشجّع لفكرة إنشاء جامعة في مارب.

أيضاً هناك توجه نحو المعاهد الفنية والتقنية وتفعيل نشاطها لتستوعب الشباب في جميع التخصصات. فليس هناك مجال إلا السعي الحثيث لإيجاد الحلول لأن الشكوى لا تنفع لوحدها.

ماذا بشأن المشاريع الخدمية كالصحة والمياه والكهرباء التي ترتبط بحياة الناس بشكل مباشر؟
نحن ركزنا بعد تولينا للمحافظة على الكهرباء باعتبارها وسيلة حياة ولا غنى للناس عنها ووسيلة استقرار أيضاً، ولله الحمد استجابت لنا القيادة السياسية ووزارة الكهرباء في قضية الطاقة المشتراة كمرحلة مؤقتة حتى نتمكن من انجاز «المحطة التحويلية» من محطة مارب الغازية وهي ستغطي مديريات المحافظة بأكملها. فالطاقة المشتراة غطت لنا إلى حد الآن 7 مديريات وأوصلنا الكهرباء إلى ثلاث مديريات لم تكن قد عرفت الكهرباء من قبل وهي(مجزر ومدغل ورغوان) والعمل على قدم وساق في إيصال الكهرباء إلى مديرية حباب من خلال إضافتها إلى صرواح وجزء من الطاقة لمديريات مراد وحريب والعبدية.

أبناء مارب يحسون بمدى الحرمان الذي عانوا منه طويلاً وعدم الاستفادة من ثروات محافظتهم وهناك توجيهات رئاسية جادة لتنمية المحافظة
والآن يجري العمل في المحطة التحويلية منذ شهرين وستحل مشكلة حاجة الناس إلى الكهرباء إضافة إلى توفير قيمة الطاقة المشتراة.

في الجانب الصحي أيضاً لدينا مستشفى عام وكبير، في مارب لكنه لم يؤدي دوره على الوجه المطلوب، وحصلنا مؤخراً على استجابة من القيادة السياسية في ترفيع المستشفى العام إلى هيئة لأنه مؤهل أن يكون هيئة؛ فهو يحتوي على أكثر من 200 سرير وتوجد فيه معدات لكافة التخصصات لكنه ما يزال يعاني ضعف الكادر الطبي والموازنة أيضاً.

والآن الحمد لله صدر القرار من مجلس الوزراء وننتظر صدوره من رئاسة الجمهورية بخصوص ترفيع المستشفى إلى هيئة وارتفعت ميزانية المستشفى من 400 مليون ريال سنوياً إلى 1مليار و207 مليون ريال، وحصلنا على توجيهات من فخامة الرئيس بتوفير كادر طبي متخصص مكون من 20-30 طبيباً من روسيا وكوبا ومصر و50 فنياً وممرضاً بتمويل من وزارتي النفط والصحة .. وهذا بحمد الله تم انجازه وهو في طريقه للتنفيذ.

ونذكر هنا أن وزير الصحة زارنا وتم الاتفاق على بناء مركز للقلب ضمن المستشفى، ونحن نعمل على تفعيل المستشفيات والوحدات الصحية في المديريات ونحاول نطوّر منها وأخذنا توجيهات من الحكومة في هذا الجانب ونحن حالياً نتابعها مع جهات الاختصاص.

هل نستطيع أن نبشر المواطنين في مارب أنهم خلال ستة أشهر، مثلاً، سيكونون في غنى عن السفر الى صنعاء للعلاج ؟
بحول الله تعالى، ونتمنى ذلك .

دعنا نعود لموضوع تواجد القاعدة لأنه موضوع مهم جداً .. هل نستطيع أن نقول أن مارب بيئة حاضنة لعناصر القاعدة؟
لا .. مارب لم ولن تكون حاضنة للإرهاب ولا التخريب وهي، حقيقة، تنبذ بطبيعتها وبطبيعة أهلها التخريب، حتى العناصر التي تُقدم على تخريب أنبوب النفط تجدها منبوذة بين أصحابها، وهذه حقيقة وأمانة ننقلها من خلالكم وعبر موقعكم الأغر إلى أبناء الشعب اليمني والعالم أجمع: أن أبناء مارب يستهجنون ويستنكرون ومستاءون بكل ما تعنيه الكلمة من معنى من تلك العناصر التخريبية في داخل مارب، سواء بتفجير الأنبوب أو بقطع الكهرباء بالإضافة إلى المنظمات الإرهابية وهم عناصر قليلة بعضهم متأثرون.

مارب لم تكن حاضنة، ولكنني استطيع القول إنها ممر أو معبر لهؤلاء نتيجة المساحة الجغرافية والانفلات الأمني الموجود مما يسهل تنقلهم وعبورهم من منطقة إلى أخرى عبر مارب.

لكن مارب تتضرر من ضربات دون طيار وأبناؤها هم من يسقطون ضحايا لهذه الضربات؟
لا شك أن الناس متضررون كثيراً وهم مستاؤون من ضرب الطيران بشكل عام، سواءً دون طيار أو الطيران الحربي اليمني، وهذا ربما هو موقف كل اليمنيين وليس الناس في مارب فقط، فلا أحد يريد أن يقتل يمني بطائرة دون محاكمة، نحن نريد أن يقبض على كل «مخرب» سواء كان ينتمي إلى منظمة إرهابية أو قام بعمل تخريبي معين، ويودع السجن ومن ثمّ يحاكم عبر محكمة وعبر القضاء وينال جزاءه، لكن أن يقتل أبناء اليمن بهذا الشكل فحقيقةً أمر غير مقبول، وهو أمر لا يعني مارب فقط.

هو لا يعني مارب لوحدها، لكن لأنها شهدت خلال الفترة الأخيرة الكثير من الضربات .. السؤال الآن :هل تحدثتم مع القيادة السياسية حول هذا الموضوع وأبديتم، مثلاً، استعدادكم للتعاون في عملية القبض على هؤلاء الأشخاص، مقابل وقف الغارات الجوية؟
القيادة السياسية وجهت كافة الجهات الأمنية بتوجيهات صريحة بالقبض على كل إنسان متهم في أي تخريب أو جريمة وهي تميل إلى هذا كثيراً، ولكن في حالات تتعذر ونتيجة للاتفاقات الأمنية؛ وطبعاً الموضوع مركزي أكثر من أي شيء آخر.

مؤخراً بدأ الكثير من الشباب يتحدثون عن «القضية الماربية» وهناك اعتصامات واحتجاجات ، وشهدنا خمس وقفات أمام رئاسة الوزراء ..هل هناك فعلاً قضية ماربية ؟
إذا طُرح الموضوع من ناحية تجاهل الدولة لمارب وإساءة الدولة لها خلال الفترات الماضية، فقد حُرمت مارب كثيراً من التنمية وأبناؤها يحسون بهذا رغم أنها أنتجت الشيء الكثير وساعدت البلد، بل لا أخفيك القول بأن مارب تدعم الموازنة العامة للدولة بحوالى 28-30% . وأبناؤها يحسون أنهم حرموا وأن منطقتهم حرمت أيضاً من هذه الثروة ولم يجدوا منها سوى زكام الرائحة والتلوث البيئي، فهم يألمون لهذه القضية؛ مع أنني أقول، وبكل صراحة ومن خلالكم، أن القيادة السياسية ممثلة في فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي متفهم لما تعانيه مارب لأنه كان يحس في الماضي ويدرك ماذا كان يوجه لمارب، وهو يتكلم بصريح العبارة أنه مع مارب وأمثالها من المحافظات التي حُرمت، والدليل تلك التوجيهات التي برزت إلى حيز الوجود، فكل ما شرحته لك مسبقاً هو بتوجيهات من فخامة الرئيس شخصياً وبخط يده.

فأبناء مارب يحسون بالضيم والحرمان من الوظائف والارتباط بالدولة، في جانب المصالح العامة، في جانب التنمية، ويحسون أن هناك حرمان عانوا منه ما كان يجب أن يحدث لولا التجاهل المتعمّد لهم.

فيما يخص القضية الماربية ألاحظ أنك تحفظت كثيراً ولم تخض في هذه القضية الإنسانية والحقوقية في المقام الأول، فيما يبدو لي أن هناك شبه عدم قناعة بمثل هكذا طرح .. هل هذا صحيح ؟
نحن بدأنا في هذا الموضوع في عام 2007م بتشكيل «ملتقى مارب» واجتمع خلاله كل أبناء المحافظة على مختلف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية ومناطقهم ومديرياتهم، وكان هذا الملتقى يطالب بحقوق أبناء المحافظة سواء حقوقية أو سياسية أو ما شابه ولم نترك شيئاً، وركزنا على جانب التنمية وطرحنا تقريباً نفس المطالب التي يطرحها الشباب اليوم في «القضية الماربية»، فالمطلب يظل واحداً صغر أم كبر ونترك التفاصيل لوقتها، لكن كمطلب لا نختلف عليه ونحن مع الشباب وهم معنا وما يهمني كثيراً هو ألا يكون وراء هذه المطالب أغراض سياسية محصورة في إطار معين، أو الشخصنة أو المناطقية أو القبلية .. فهذه يجب أن تزول تماماً وأن نضع نصب أعيننا النهوض بالمحافظة بقدر ما نستطيع وبقدر ما تتاح لنا من فرصة.

نركز اهتمامنا على النهوض بوضع التعليم وحصلنا على توجيهات باضافة كليتي «زراعة ومجتمع» الى 3 كليات موجودة كمقدمة لإنشاء جامعة مارب
على ذكر ملتقى مارب .. الشباب الذين يطرحون «القضية الماربية» لا يضعون أنفسهم بدلاء لأحد، وهم يتساءلون عن الملتقى وأين انتهى به الحال؟
الملتقى استمر منذ أن أنشئ وواجه في الماضي ضغوطاً كثيرة وعقبات وعراقيل وضعت أمامه لكنه ظل مستمراً وقائماً، فجاءت مرحلة الثورة فانشغل الناس بقضية أكبر وأعظم. والآن ينبغي أن توحد الجهود وتتضافر وألا نبعثر جهودنا هنا وهناك، فكلما اجتمع الناس في إطار واحد كلما استطاعوا إيجاد حلول نافعة، وكلنا مع بعض. فأنا لا يمكن أن أتخلى عن أبناء مارب بأي حال من الأحوال لأنني محافظ مثلاً. فأنا معهم في المظاهرة وفي المسيرة وفي المطالبة وفي الملتقى وفي كل ما من شأنه أن يجمع أبناء مارب للمطالبة بحقوقهم بالطرق المشروعة وبالوسائل التي تمكّنا بإذن الله من أن ننال حقوقنا دون الإساءة إلى الآخرين .

هل تعتقد أنه من الضروري أن تطرح قضية مارب ضمن المواضيع المطروحة في الحوار الوطني؟
قضايا الوطن كلها ستطرح بلا استثناء سواء كبرت أم صغرت، فأحياناً قد تكون المشكلة صغيرة في منطقة ما فمع التجاهل تصبح مشكلة كبيرة .. ففي صعدة كانت المشكلة صغيرة جداً وفي جزء من مديرية واحدة فأصبحت قضية، ومشاكل الجنوب أيضاً بدأت بمطالب بسيطة لكنها أصبحت قضية، فينبغي أن نهتم بالوطن عموماً وألا نترك منطقة أو مكاناً أو فئة إلا ونحل مشاكلها، والبلد يتسع للجميع والحوار الوطني بإذن الله قادر على أن يحل مشاكل الجميع، وأهم من هذا وذاك إيجاد دولة تحكم بنظام وقانون ونشعر في ظلها بمواطنة متساوية وستنتهي كل المشاكل التي تراها برمتها.

تبدو متفائلاً يا شيخ بالمستقبل الذي ينتظر مارب بينما لا نلمس هذا التفاؤل لدى الناس العاديين في مارب أو الشباب الطامحين لتغيير وضع محافظتهم؟
ينعكس عليهم الماضي فقط، وإلا فالتفاؤل موجود ...

يعني أنكم لمستم مؤشرات إيجابية عن مرحلة جديدة ستقدم عليها مارب ؟
لا شك، فأن تدخل الكهرباء إلى مناطق لم تعرفها من قبل وبتوجيهات عليا ومتابعة حثيثة من قبل قيادة المحافظة. أن يتم الاهتمام بمستشفى بُني على حساب تنمية مارب وترتفع مخصصاته من 400 مليون إلى مليار ومائتين وسبعة مليون فهذه مؤشرات تدل على تقدم نسبي، ولا تعني بحال من الأحوال أننا حققنا طموحنا كله لكنها تدل على أن هناك خطوات على الطريق الصحيح للعمل.

أيضاً الاهتمام بالتنمية البشرية سواء في مجال التعليم أو المعاهد المتخصصة يدل على الاهتمام بالمحافظة وأبنائها. لكنني أقول، ومن خلالكم، ما تزال المسئولية الكبرى على عاتق أبناء المحافظة أنفسهم في أن يعوا مسئوليتهم وأن يقفوا في وجه كل عنصر من شأنه تشويه صورة المحافظة وأن يقفوا صفاً واحداً للمطالبة بتنمية محافظتهم فكما قيل : لا يرتقي وطنٌ إلى أوج العلى ما لم يكن بانوه من أبنائه

فحتى الحكومة، ومهما احتجينا، لن تستطيع أن تقدم كل ما نطمح إليه ما لم نكن نحن على استعداد لاستيعاب هذا الأمر.

بالنسبة للقضايا الاجتماعية والقبلية، فمارب تغرق في الثارات وفي الاقتتال القبلي البيني .. ماذا عملتم في هذا الجانب وما الذي حققتموه حتى الآن؟
هذا موضوع تاريخي وموروث اجتماعي و يصعب حله في إطار جهود محافظة أو بشخص محافظ أو شيخ قبيلة، وهو يحتاج إلى توجه من الدولة ومعالجة تحتوي على التوعية والإرشاد وتشكيل لجان تستوعب القضايا وتحلها واحدة تلو الأخرى وعلى إقناع أصحاب القضايا للخروج إلى حلول.

لكنني أقول قبل هذا وذاك، إن وجود تنمية وأمن كفيل بأن يصرف الناس عن المشاكل إلى العمل .

الناس هنا في صنعاء وغيرها من مناطق اليمن يطالبون «قبائل مارب» بالوقوف في وجه من يفجر الأنبوب أو يضرب أبراج الكهرباء .. هل تعتقد أن مثل هذه المطالبات تتعارض مع الهدف الذي تسعون من أجله، وهو تفعيل مؤسسات الدولة ومكاتبها التنفيذية ودور أجهزة الأمن في المحافظة؟
أنا لا أقول إن القبيلة هي التي تحمي المنشآت بل مشاعر القبيلة ومواقفها مع الدولة. يعني القبيلة متحضرة في اليمن وأن المساس بأنبوب النفط هو مساس بشرف القبيلة ومساس بالقانون والأمن والاستقرار، فهذه مشاعر يجب أن تبرز وألا نخفيها وهي رديف لجهد الدولة، ومن خلاله نضيف مجتمعاً إلى دولة إلى حكومة إلى أجهزة أمنية؛ ولا نقول بحال من الأحوال إن القبيلة تحل محل الدولة ولن تحل محلها مهما بلغت قوتها، وبروز دور القبيلة يتعاظم في حال غاب القانون، ويتلاشى هذا الدور في حال تم تفعيل القانون.

عندما نلتقي بأصدقاء من مارب يحدثوننا عن فساد ينخر المكاتب الحكومية في مارب .. ما الذي عملتموه في إطار تصحيح هذه الاختلالات ؟

هذا حصل في الماضي فعلاً وصرفت مئات الدرجات الوظيفية لمارب ومع الأسف كانت بمثابة «ترانزيت» فيأتي شاب ويمتحن في مارب ليأخذ درجة وظيفية . ولكن الحمد لله، ففي هذا العام تم التغلب على هذه المسألة ولم تصرف الدرجات الوظيفية في مارب إلا وفق معايير الخدمة المدنية المعمول بها، إضافة إلى أنها لا تعطى إلا لشخص ينتمي إلى المحافظة سواء من أبناء مارب الأصليين أو ممن يسكنون مارب وأصبحوا جزءاً منها، فنحن أخوة وليس لدينا مناطقية أو عصبية فشخص أتانا من إب أو تعز أو عدن أو من حجة وأصبح يملك منزلاً بمارب ولديه مزرعة فهذا جزء منّا.

كلمة أخيرة تود أن توجهها عبر موقع المصدر أونلاين ؟
شكراً لكم في البداية والنهاية وكلمتي التي أوجهها من خلالكم أولاً رسالة إلى الإعلام: أرجو من الإعلاميين وأنا أعي ماذا يعني الإعلام وما الذي يستطيع أن يفعله، فصناعة القرارات عادة ما تبنى على الرأي العام وعلى الإعلام وما يثيره لأصحاب القرار، فعلى وسائل الإعلام أن يغيروا وجهة نظرهم تجاه مارب وأن ينقلوا ايجابيات هذه المحافظة وأن يدخلوا في أوساط أبناء هذه المحافظة ليعرفوا الحقيقة عن قرب وليس من خلال بعض الصحف المغرضة وأدعوهم إلى النزول إلى المحافظة ونحن نرحب بهم جميعاً.

الرسالة الثانية إلى القيادة السياسية وإلى الحكومة أن تهتم بهذه المحافظة وأن توليها اهتماماً بالغاً في جانب التنمية وأن تعوضها عمّا فات.

الرسالة الثالثة إلى أبناء محافظة مارب أن يتعاونوا وأن يقفوا صفاً واحداً وأن يكون حزبهم هو مارب، ولا ضير أن يتحزبوا لكن ليس على حساب مصالح مارب وعلى حساب تنمية وأمن واستقرار مارب، كما أدعوهم إلى التعاون فيما بينهم لبناء محافظتهم وإيجاد جيل يعيش في ظل أمن واستقرار واطمئنان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.