هكذا وبكل بساطة يفاجئنا تنظيم القاعدة الإرهابي بالإعلان عن أسفه الشديد للجريمة البشعة التي أرتكبها في مستشفى مجمع الدفاع في العرضي وسط العاصمة صنعاء وزاد على ذلك أن قدم اعتذاره لأسر الضحايا وأعلن استعداده بدفع تعويضات مالية أو بالأصح ديات للقتلى واروش للجرحى وفقاً للشريعة الإسلامية التي يزعم تنظيم القاعدة أنه يتمسك بها وكأن ماحصل داخل مجمع مستشفى الدفاع حادث غير مقصود وقع عن طريق الخطأ مثله مثل أي حادث مروري ولم يكن عملية إرهابية وقتل ممنهج خطط لها من قبل كبار قادة تنظيم القاعدة واختاروا لتنفيذها أكثر عناصرهم إجراماً وبطشاً ووحشية ليظهروا بتلك الصورة التي لايمكن تخيل رؤيتها حتى في أكثر أفلام الأكشن إثارة أو أفلام الرعب في استيديوهات هوليود. هذا الاعتذار من قبل القتلة على جريمتهم وبهذا الأسلوب الذي لايقل وحشية من وجهة نظرنا عن الجريمة نفسها.. لأن من قدم الاعتذار لأسر الضحايا الابرياء الذين ازهقت أرواحهم داخل اروقة المستشفى أو أولئك الجرحى من مدنيين وعسكريين هو شريك أساسي في تلك الجريمة الإرهابية ويداه ملطخة بالدماء وبالتالي فإن جرمه لايقل عن جرم من أرسلهم لتنفيذ الجريمة ويتحمل نفس المسئولية الجنائية شرعاً وقانوناً. ماحصل في مستشفى مجمع الدفاع قتل عمد وجريمة إرهابية لاتغتفر مهما حاول مرتكبوها تبريرها أو التقليل من وحشيتها ومهما حاولوا ايها منا بانهم يمتلكون ضمائر حية واخلاقاً ولديهم إنسانية أو أنهم لم يكونوا قاصدين هذا المكان الذي وقعت فيه المجزرة لكن الحقيقة تبقى أن هؤلاء قتله وإرهابين وأن ما ازعجهم ليس عدد القتلى من أطباء وممرضين ومواطنين وجنود وإنما فشل مهمتهم الرئيسية التي خططوا لها باتقان كبير واعدوا لها كل سبل النجاح لولا أن الله تعالى أحبط عملهم وأعمى بصيرتهم قبل بصائرهم. نعم لم يعتذر تنظيم القاعدة الإرهابي لوحشية الجريمة التي ارتكبها وغزارة الدم اليمني وغير اليمني الذي سفكه لأنه شعر بالذنب وتأنيب الضمير لأن مثل هذه الجرائم هي سمة من سمات التنظيم وكثيراً ما يرتكبها بكل برود ودون أن يرخى له جفن أو يشعر بالأسى وسجل تنظيم القاعدة الإرهابي متخم بمثل هذه الجرائم الدموية التي يفاخر تنظيم القاعدة بأنه ارتكبها.. فما السر وراء هذا الاعتذار؟ تنظيم القاعدة الإرهابي خسر الكثير بعد تلك الجريمة البشعة وأكبر خسارته ذلك الانطباع الذي تركته جريمته في نفوس وعقول اليمنيين خصوصاً المتعاطفين مع القاعدة الذين لم يكونوا ليصدقوا أن هؤلاء ليسوا أكثر من قتله وسفاحين لاعهد لهم ولاذمة وأنهم على استعداد لارتكاب أبشع الجرائم وأكثرها وحشية من أجل مصالحهم وإرضاء لأسيادهم ولايهمهم مصلحة الدين والمسلمين. سقط قناع الزيف عن وجوه تنظيم القاعدة وظهرت حقيقته الإرهابية أمام الجميع لدرجة أحرجت من يقفون وراءهم ويوفرون لهم الغطاء السياسي..ولهذا فإن اعتذار المجرم عن جريمته لايعني إسقاط العقوبة عنه بقدر مايوجب معاقبته عليها وكشف المتورطين معه.. وأخيراً.. أتمنى أن يكون العام الجديد عام خير وسلام لكل اليمنيين وأن يكون أفضل حالاً من العام الذي مضى.. وكل عام والوطن بألف خير.