ربما أنه يوجد في تعز كل شيء إلاّ الثقافة، هذه التهمة التي يحاول المعنيون في محافظة تعز دحضها بكل وسائل الإهمال واللامبالاة؛ ولكن رغم هذه الظلمة الثقافية وحالة الموت السريري ثقافياً الذي تعيشه تعز؛ ثمة شعاعٌ وخيط من الضوء وحيد يربط أبناء المحافظة بهذا المسمّى «ثقافة» ويبقيهم على قيد الحياة الثقافية، هذا الخيط الذي يمثّل جذوة الأمل في طريق أحلامنا، إنه «منتدى تنمية الثقافة في تعز» الذي تُقام جلساته كل خميس في استراحة «مستشفى الجبلي للعيون» والذي يُمثّل برئاسة الدكتور فضل الجبلي، الراعي الرسمي لهذا المنتدى. صحيح أنه توجد منتديات متفرّقة هنا وهناك؛ لكن ما يميّز هذا المنتدى عن غيره من المنتديات هو.. أولاً استمراريته وانتظامه، فهو يحتفل هذا العام بعيد ميلاده العاشر؛ عشر سنوات من الضوء في سماء أحلامنا. الأمر الآخر الذي يميّزه «صيته» فهو معروف عند الكثيرين من الشباب والمثقفين، ويحضره – تقريباً - من كل الفئات العمرية، أيضاً أمرٌ آخر ومهم وهو التنوّع فيما يقدّم فيه، فعلى مستوى الجلسة الواحدة تقدّم للحاضرين مائدة متنوّعة من الفن والأدب والثقافة، فنحن نستمع إلى الأغنية الوطنية والعاطفية والأنشودة الإسلامية، ومن ثمّ ينثر الشعراء الشباب المبدعون على مسامعنا نتاجاتهم وإبداعاتهم الشعرية، ومن ثمّ نستمع إلى المحاضرة والتي هي عمود الجلسة؛ تعقبها أسئلة ومداخلات حول موضوع المحاضرة. وأما التنوّع بالنسبة للمحاضرة؛ فمرّة يكون موضوعها وطنياً، ومرّة أدبياً، وأخرى تكون علمية وأيضاً سياحية وطبية، وقبل أشهر أخذ الحاضرون دورة لأكثر من 6 أشهر في التنمية البشرية. ميزة أخرى جميلة ورائعة وهي تنوّع الحاضرين والمحاضرين، فليس الحضور مقتصراً على جهة أو حزب أو جماعة معينين، فأنت تلاحظ وتستمع إلى كل الأطياف من كل الأحزاب والجماعات، فهو – بحق – فضاء واسع لكل أنواع الطيور، وأنت هناك تشعر أن تعز الحلم عاصمة الثقافة، وتعز الحلم الجميل تُختزل في ذلك المكان. وأعلم جيداً أن القائمين عليه طموحهم أبعد وحلمهم أكبر في أن يكون لهذا المنتدى حضور أكبر في المشهد الثقافي والسياسي من خلال بلورة ما يُطرح من آراء وأفكار ومقترحات وتقديمه بشكل رسمي إلى الجهات المختصة؛ وغير ذلك من الطموحات والأحلام التي تراود القائمين على هذا المنتدى. ما أتمنّاه هو أن يوقظ هذا الضوء المنبثق من منتدى تنمية الثقافة في تعز الجهات الرسمية في المحافظة من سباتها الثقافي، ويسجّلون حضوراً للدولة - ممثلة بوزارة الثقافة - إلى جانب هذا المنتدى وغيره من المنتديات؛ من أجل أن تصبح تعز عاصمة للثقافة لا للفوضى، وتكون اسماً على مسمّى كما يُقال. وأخيراً لا يسعني في هذه اللفتة السريعة من هنا وعلى صفحات صحيفتنا «الجمهورية» ونيابة عن كل مثقّفي وشباب تعز؛ إلاّ أن أتقدّم بالشكر والتقدير للقائمين على هذا المنتدى. شُرفة: سلامٌ من القلب للمنتدى سلامٌ نديٌ كقطر الندى سلام يسطّره الظامئون لنهر يطيب لهم موردا ويكتب في حبّه العاشقون على شاطئ الحبّ عذب الندا رابط المقال على الفيس بوك