كثرت الإشاعات والتكهنات حول تغيير محافظ تعز وتعيين محافظ جديد بديلاً له، وتعز حقيقة ليست بحاجة إلى تغييرات عشوائية وتغيير من أجل التغيير وباعتقادي إن خروج الأخ شوقي أحمد هايل من المحافظة بهذه الطريقة لا يليق بالبيت العريق الذي ينتمي له، لا أقول ذلك تزلفاً، فكلكم يعلم أني أول من انتقد الأخ المحافظ بمحافظة تعز كلها ولم أتردد لحظة واحدة في قول ما أعتقده واثقاً به أمامه وليس طعناً في ظهره، ليس كرهاً فيه أو حقداً عليه ولكن انطلاقاً من قاعدة «الدين النصيحة» وفي أول لقاء لنخبة من قيادات التكتل الوطني لأعيان تعز مع الأخ المحافظ قلت له وبالحرف الواحد: لستَ بحاجة لأن يوصل لك المنافقون أخبارنا وما نقوله عنك، ففينا من الرجولة ما يجعلنا نصارحك في وجهك اذا رأينا منك أخطاءً وبخطاب بناء خالٍ من الأغراضيات أو الأحقاد، وفي هذا اللقاء في الأيام الأولى من الشهر الأول من تعيينه قدم له التكتل مصفوفة تحمل مجمل رؤية التكتل للمحافظة في مختلف المجالات الأمنية والتنموية وغيرهما، وبالفعل هذا مانهجناه مع الأخ المحافظ منذ توليه قيادة المحافظة حتى الآن.. وبإمكانكم العودة إلى رسالتي التي وجهتها إلى الأخ المحافظ قبل حوالي عام تحت عنوان: «آلام تعز وخطاب أخوي مباشر للأخ المحافظ» وهذه الرسالة نشرت في صحيفة الجمهورية وفي عدة صحف ومواقع وكذلك بإمكانكم العودة إلى ما دار من حوار مع الأخ المحافظ في الأمسية الرمضانية التي جمعته مع التكتل الوطني لأعيان تعز في رمضان قبل الماضي، وبسبب أسلوبنا الواضح والصريح استطاع المتعيشون والمنافقون في بعض الأوقات أن يؤثروا بنفسية المحافظ ليجدوا لهم سوقاً لأمراضهم. كانت هذه مقدمة لابد منها حتى لا يفسر كلامنا بأنه تزلف أو نفاق لأننا قطعنا على أنفسنا عهوداً أن لا ننافق أو نجامل مجاملة مضرة بالمحافظة بعد هذه التضحيات الجسيمة التي قدمها أحرار وحرائر تعز وقادوا الثورة الشبابية على مستوى الوطن كله. أعود إلى صلب الموضوع فأقول: إن تعز يجب أن لا تبقى مزرعة تجارب للأشخاص بالتعيينات العشوائية ولكنها بحاجة إلى اصطفاف صادق من قِبَلْ كل أبنائها بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم متجاوزين كل الخلافات الشخصية والحزبية والنظرات الضيقة، وهذا يتطلب بالدرجة الأولى من الأخ شوقي أحمد هائل، محافظ المحافظة أن يعيد حساباته في أمورٍ كثيرة ابتداءً ممن حوله ومن التمييز الحزبي وأن يعمل على استيعاب آراء الجميع وأن لا ينحاز لفئة دون أخرى وأن يكون همه أولاً وأخيراً تعز وإخراجها من الحالة المزرية التي تعيشها وأن يفتح صفحة جديدة مع الجميع ويقف منهم جميعاً على مسافة واحدة، وبالمقابل على هذه الأطراف جميعاً أن تفتح أيضاً صفحة جديدة مع الأخ المحافظ متناسين كل الصغائر والخلافات، فلازال الأخ شوقي هو الأقدر على قيادة المحافظة إن أدرك بحسه النقي المكامن التي تثير الخلافات وتجاوزها بحكمة وسلك هذا الطريق الذي لا يفرق بين الأطراف إلا بما يخدم تعز التي هي اليوم بأمس الحاجة للأمن والاستقرار وتوفير شربة الماء النقية عبر مشروع التحلية وتذليل العقبات لإنشاء مدينة حمد الطبية التي يؤمل أن تساهم برفع المستوى الصحي على مستوى المحافظة والمحافظات المجاورة، والإسراع بالبدء بإنشاء مطار تعز وفقاً للمعايير العالمية للمطارات خاصة أنه يخدم أكثر من70 % من المغتربين اليمنيين الذين معظمهم ينحدرون من محافظات تعز وإب والضالع.. بالإضافة إلى المدينة الرياضية والاهتمام بالجامعة والمعاهد الفنية كون ثروة تعز الحقيقية تكمن في عقول أبنائها ونشاطهم الخلاق، وكل هذا لن يتحقق إلا بتلاحم الجميع وتكاتفهم والوقوف صفاً واحداً من اجل المصلحة العامة.. لا شك أن تعز بحاجة إلى إجراء تغييرات جذرية في كثير من مكاتبها على مستوى المحافظة والمديريات نظراً لتجذر الفساد منذ سنين طوال ولم يتم أي تغيير حقيقي حتى الآن، على أن تكون التعيينات وفقاً للكفاءة وليس بمعيار المحاصصة والثقة، مع تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، نداء صادق ومخلص للجميع وفي مقدمتهم الأخ المحافظ وقيادات الأحزاب أن يستشعروا المسئولية ويستدركوا الأمر ويصلحوا الاعوجاج، وإذا صدق منهم العزم سيتضح السبيل.