الدول الراعية للمبادرة الخليجية؛ ما الذي تريده من اليمن..؟!. لا نراهن كثيراً على هذه الدول ومواقفها من اليمن ووحدته ومصالحه..!!. كل دولة من هذه الدول لها حساباتها التي تحقّق بها مصالحها، وكل دولة مستعدّة للتحالف مع الشيطان من أجل مصالحها بعيداً عن القيم التي تدّعيها، ولسان حالها يقول: «السياسة لا أخلاق لها ولا قيم»..!!. يجب أن يكون رهاننا أولاً على الداخل وعلى شرفاء الوطن إن أردنا وطناً يحفظ كرامة أبنائه ويتعامل مع الآخرين بندّية وتسود فيه المواطنة المتساوية. لماذا البعض يريدنا أن نكون رعيّة للشيخ أو عبيداً للسيد، ألسنا أحراراً وأبناء أحرار، فلماذا البعض عقدة النقص في نفسه تسيطر عليه..؟!. ويجب أن يكون موقفنا من الشيخ والسيد بقدر موقفهما من المواطنة المتساوية، ونبذ العنف، وتسليم السلاح إلى الدولة، والخضوع للقانون ولهيبة الدولة التي يجب أن نعمل جميعاً على إعادتها. وأنا أقلّب هذه الأسئلة وأستعرض آلام الوطن وجراحاته، قال لي ابني الأكبر “عمر” الذي يرافقني في رحلتي العلاجية: أرجو يا أبي أن تنسى السياسة أثناء رحلتك العلاجية حتى لا تتضاعف عليك الآلام. فقلت له: بالإمكان أن ينسى المرء السياسة؛ ولكن من الصعب عليه نسيان وطنه وآلامه والمخاطر التي تحدق به؛ لأن جراحات الوطن ومعاناته أشد إيلاماً على الحُر من جراحات جسده، فإصابة الوطن آثارها ستكون غائرة على الحاضر والمستقبل إن لم نسرع بعلاجها ومنعها من الاستفحال في جسم الوطن. ولمن يرفع شعارات الحق ويريد بها باطلاً نقول له: ألا ترضى أن يكون الحكم بيننا كتاب الله فنتباهل وندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم، ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على خائني الوطن المتربّصين به وبشعبه سواء من منطلق مشاريع ضيّقة أم عمالة حقيرة أو مصالح شخصية..؟!. أيها الأحباب.. علينا أن نصحو من غفلتنا قبل أن يقع الفأس على الرأس، ولايزال في الوقت بقية لاستدراك الأمور وإنقاذ وطننا من كيد الكائدين ومكر الماكرين وتربُّص المتربصين. اللهم احفظ بلادنا، ووحّد كلمتنا لما فيه الخير للوطن والمواطن.. اللهم آمين.