مرت بالأمس القريب ذكرى السبعين يوماً لحصار صنعاء، الصمود والبطولة، هذه الذكرى التي ستظل محفورة في ذاكرة الإنسان اليمني، مهما تغيرت أو تبدلت الأوضاع داخل هذا الوطن بل إنها ستبقى علامة فارقة في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر باعتبارها مثلت ملحمة بطولية لأولئك المناضلين الذين حملوا أرواحهم على أكفّهم من أجل الدفاع عن صنعاء، والنظام الجمهوري الوليد، والذي كان على مرمى هدف لنيران القوى الملكية الغاشمة والتي حاولت آنذاك وبشتى السبل والإمكانات التي كانت تمتلكها من إطباق الحصار عليها، من كل الاتجاهات، لما من شأنه القضاء عليها وإسقاطها.. ولكن هيهات، لقد هبّ أبناء اليمن من كل حدب وصوب للذود عن صنعاء.. والنظام الجمهوري السبتمبري، وفي مقدمتهم أولئك الأبطال في الوحدات العسكرية.. والأمن البواسل، بما فيهم تلك الطلائع الوطنية والثورية في الصف الجمهوري، والتي آلت على نفسها إلا أن تحمل مسؤولياتها الوطنية والتاريخية، والقيام بدورها الفاعل والعظيم في مواجهة وكسر ذلك الحصار المفروض على العاصمة صنعاء من قبل القوى الملكية والرجعية، والمرتزقة الأجانب، إبان تلك الفترة العصيبة من تاريخ الثورة السبتمبرية المجيدة.. والتي صادفت ذكراها الاحتفاء بالذكرى الثالثة للثورة الشبابية الشعبية السلمية، هذه الثورة الأخيرة.. هي أيضاً كانت قد شكّلت منعطفاً جديداً في مسار التحول المأمول في اليمن لكونها عملت على تحريك المياه الراكدة.. واشعلت جذوة الحياة في الناس، للانطلاق نحو آفاق رحبة.. وأكثر عدلاً وحرية، وبناء الدولة اليمنية الحديثة.. القائمة على النظام والقانون والمواطنة المتساوية، والذي نأمل أن يتحقق ذلك.. خاصة بعد إقرار عملية التقسيم للأقاليم...والموافقة عليها من قبل رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي. وبالتالي أعود فأقول: إن حرب السبعين يوماً لم تكن أمراً عادياً بقدر ما كانت حرباً ضارية وشرسة.. بين قوى الخير وقوى الشر، بين قوى الحداثة والتجديد، في الصف الوطني للثورة.. والقوى التقليدية، وجحافلها من الملكيين والرجعيين والمرتزقة، في الصف الملكي، ورغم تلك الظروف التي عاشتها الثورة السبتمبرية، والهجمة الشرسة على النظام الجمهوري أثناء حرب السبعين يوماً، والذي يعرف بحصار صنعاء، فقد كان لأولئك المناضلين في مختلف وحداتهم العسكرية والأمنية وإلى جانبهم تلك الشخصيات الاجتماعية.. والوطنية من المشائخ والقبائل فضلاً عن دور المقاومة الشعبية، والشباب، والطلاب، والمرأة.. وكذا عمال الغزل والنسيج.. والذين كان لهؤلاء جميعاً أن يسطّروا أروع الملاحم البطولية.. في سبيل الذود عن صنعاء ويقدمون أرواحهم فداءً للثورة والجمهورية، ودحر ذلك الحصار الغاشم على العاصمة صنعاء، والذي بدأ في أواخر شهر نوفمبر 67م وانتهى في 8 فبراير68م. ولعل هناك الكثير من الأحداث التي شهدتها تلك الفترة القاسية.. التي مرت بها الثورة اليمنية والتي تبرز مدى الإرادة القوية والصلبة لأولئك المناضلين الأبطال الذين كان لهم شرف الاستبسال والتضحية في كل جيل وواد وسهل من أجل الانتصار لحرية وكرامة الشعب اليمني، في الثورة والجمهورية ودحر أوكار القوى الملكية و الرجعية.. ومن لفّ لفم... في حين لا ننسى أن نشير بأنه كان إلى جانب الشعب اليمني في تلك المرحلة المعقدة والعصيبة قوى الخيرة والمحبة ومن ذلك مصر عبدالناصر.. وكذا سوريا، والجزائر، على مستوى المنطقة العربية، والاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا، وغيرها على مستوى المعسكر الشرقي آنذاك. هل هناك من لفتة لأبطال السبعين؟ وفي الوقت الذي قدم أولئك المناضلون أرواحهم في سبيل الانتصار للثورة والجمهورية،وتحقيق الإرادة الوطنية للشعب اليمني من أجل أن تبقى اليمن حرة مستقلة نجد أن هؤلاء اصبحوا لا يُذكرون أبداً إلا في النادر.. ومنهم، عبدالرقيب عبدالوهاب والوحش ,وأحمد الحربي، وأحمد الصغير سعيد، ومحمد عبده ناشر وحمود ناجي سعيد، ومحمد صالح فرحان، وغيرهم.. فهل هناك من لفتة كريمة لأبطال السبعين أو على الأقل تسمية بعض الشوارع بأسمائهم سواءً في صنعاء أو تعز أو الحديدة ..أوغيرها.