باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واحدية النضال الوطني لثورتي سبتمبر واكتوبر
نشر في الجمهورية يوم 14 - 10 - 2012

واحدية النضال الوطني لليمنيين، لم تكن مقتصرة على حقبة معينة بل كان لها امتداد وجذور تاريخية عريقة ربما تكاد منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وما تلاها من حركات وطنية ثورية، وحتى قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.. بالقدر الذي كان لأبناء تعز دور كبير في الإسهام والبذل والمشاركة في مختلف مراحل النضال الوطني، سواءً على مستوى أبنائه في المهجر، أو داخل الوطن ويعود ذلك لتلك العوامل والمعانات التي تعرض لها شعبنا اليمني إبان تلك الفترة الماضية، الأمر الذي كان لذلك من انتشار الوعي وتكوين المنظمات السياسية الوطنية والثورية الواعية منذ نشأتها الأولى إلى التحرر من حكم الإمامة في الشمال والاحتلال البريطاني في جنوب اليمن وإحداث التغيير الإيجابي للأوضاع والنظم السياسية والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية، السائدة حينها في الشطرين وبالتالي ما أدى ذلك في عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، إلى ظهور ونشاط منظمات وأحزاب سياسية في كل من عدن وتعز، وهي ذات توجهات وأفكار وطنية، قومية، ويسارية وهذا ما ساعد في إيقاظ الحس الوطني لدى أبناء الشعب اليمني، شمالاً وجنوباً فضلاً عن ما قامت به المؤسسات الوطنية الأخرى في دعم وتمويل الحركات الوطنية بقدر ما شكل ذلك ترابطاً بين أبناء اليمن الواحد في مختلف نضالاته الوطنية والذي توج حينذاك بقيام الثورة السبتمبرية، والدفاع عنها، وهذا ما مهد عندئذ بانطلاقة الثورة الأكتوبرية في 63م وتحقيق الاستقلال الوطني في ال30 من نوفمبر 67م.. وإذا كنا اليوم نحتفي بذكرى 14أكتوبر المجيدة.. فلنا أن نقف أو نستحضر تلك المواقف النضالية منذ الوهلة الأولى لواحدية النضال الوطني في شطري اليمن.
حيث حاولنا من خلال ذلك أن نستقرئ آراء بعض الأشخاص لنعرف منهم عن واحدية الثورة اليمنية.. فإلى ما جاء في أحاديثهم:
إسهامات أبناء تعز في صنع ثورات التحرر والتغيير باليمن.. وفي واحدية النضال الوطني
يتحدث د/ سلطان عبدالعزيز المعمري.. استاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة تعز حول واحدية النضال الوطني في شطري الوطن بالقول:
كثيرة هي العوامل والأسباب التي أدت إلى واحدية النضالات الوطنية في شطري اليمن خلال فترات حقبتي التاريخ الحديث والمعاصر من جهة، وفي قيام أبناء تعز بأدوار فاعلة وإيجابية في صنع ثورات التحرر والتغيير باليمن 26سبتمبر 1962م، و14أكتوبر 1963م، و11فبراير 2011م، من تلك العوامل تشابه المعانات وسبق عدن وتعز في انتشار الوعي والثقافة المدنية وتكوين ونشاط المنظمات السياسية الوطنية والثورية الداعية منذ نشأتها الأولى إلى التحرر من حكم الإمامة وسلطات الاحتلال البريطاني وإحداث التغيير الإيجابي للأوضاع والنظم السياسية والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية السائدة حينها في “الشطرين”، ففي سنوات عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين الميلادي شهدت عدن وتعز ظهور ونشاط منظمتي “الجبهة الوطنية المتحدة” بعدن عام 1955م و”الجمعية الوطنية الثورية الديمقراطية” بتعز سنة 1957م، وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي باليمن عام 1957م، وفرع حركة القوميين العرب أيضاً باليمن عام 1959م، والتيار الناصري/ جماعة الأستاذ عبدالغني مطهر بتعز 1959م، وقبلها تيار الاشتراكية العلمية الذي تشكلت أولى خلاياه بحسب بعض المراجع عام 1941م ، ثم ازداد عددها وارتباطها بمركز واحد مع وصول الأستاذ الفقيد/ عبدالله عبدالرزاق باذيب إلى تعز عام 1958م عقب تزفيره/ ترحيله من قبل سلطات الاحتلال البريطانية في المستعمرة عدن إثر محاكمته بسبب مقاله الشهير “المسيح الجديد الذي يتكلم الانجليزية”، أيضاً من السمات التي تميزت بها تعز منذ نهاية أربعينيات القرن العشرين أنها صارت منطقة اللقاءات الأوسع لمواطنين من مختلف مناطق مملكة الإمامة الحميدية، فتواصل اللقاء بين المجتمع الزراعي والمجتمع التجاري الذي كانت تعز حينذاك تعيش مفاعيله اقتصادياً، اجتماعياً وثقافياً، ما جعلها شديدة الاختلاف عن “صنعاء” بنزوعها التجاري وكثرة خيوط اتصالها بعدن المحتلة يومذاك وبسائر الأقطار المنتجة للبضائع والمصدرة لها لهذا كانت “تعز” وفقاً للبردوني “أصح من غيرها مناخاً لتتبع جديد الأخبار وجديد المعامل” لهذا ولطلب المنفعة، والمنافع توافدت إلى تعز مجاميع كبيرة من أبناء مناطق شمال الشمال بحيث كانت تلك المجاميع الوافدة إلى تعز من المناطق الأكثر تخلفاً حينذاك وبالتالي كانت “أكثر قبولاً إلى ما في “تعز” من حداثة مهما كان نوعها، لأن الأكثر قروية أعنف استجابة لمغريات المدينة التجارية” هذه المتغيرات التي شهدتها تعز نهاية الأربعينيات وبداية خمسينيات القرن الماضي كانت المفاعيل المباشرة لتلك الهجرات المستمرة منذ عشرينيات القرن ذاته لأبناء مناطق تعز إلى عدن المستعمرة البريطانية وقتذاك، وإلى مستعمرات بلدان القرن الأفريقي الحبشة، جيبوتي، الصومال... الخ، حيث اشتغل بعض المهاجرين في أعمال تجارية فكونوا رساميل مكنتهم لاحقاً من فتح محلات ومكاتب تجارية خاصة بهم في مهاجرهم ثم فتحوا مكاتب استيراد وتصدير في عدن وتعز، ومؤسسات وطنية أخرى خاصة ومساهمة في أكثر من مجال، إلى جانب تصدير بعض السلع ذات المنشأ الشمالي إلى عدن وجلب أخرى من عدن إلى تعز، أيضاً صارت تصل إلى تعز إنتاج المطابع ودور النشر اللبنانية والسورية والمصرية وبالتزامن مع ذلك شهدت تعز افتتاح المكتبات الخاصة، وانتشار المذياع ووصوله إلى أقاصي قرى تعز دون سماح أو إذن رسمي، كل هذه التطورات والمتغيرات الإيجابية جعلت من تعز ليس منطقة جذب اقتصادي واجتماعي فحسب بل ومركز جذب سياسي وثقافي ومنطقة حاضنة لحراك وطني متعدد الأطياف السياسية وبيئة قابلة أنبتت عدداً من الخلايا والمنظمات الحزبية وطنية قومية وأممية اشتراكية/ يسارية، بعد أن كانت حجرية تعز قد عرفت نشاطاً لخلايا تنظيمية قبل ذلك كما شهدت أول انتفاضة شعبية فلاحية هي انتفاضة المقاطرة عام 1922م والتي تعتبر من حيث قواها المحركة “الفلاحين” والتوجه الفكري لقيادتها وشعارها الرئيس حركة برجوازية صغيرة، ومن حيث أيضاً توزيعها أراضي كبار الإقطاعيين على فقراء وصغار الفلاحين ومن حيث مشاركة المرأة في مقاومة الجيوش الإمامية الحميدية بقيادة أمير تعز آنذاك السيد علي عبدالله الوزير.
انتفاضة المقاطرة الشعبية
حد كبير تلك الانتفاضات الفلاحية التي شهدتها أرياف بعض مقاطعات روسيا القيصرية عشية القيام بالثورة البرجوازية الديمقراطية الأولى عام 1905م، وفيما أسلفت قوله تكمن أهمية انتفاضة المقاطرة الشعبية الفلاحية عام 1922م التي شاركت فيها النساء المقطريات مشاركة قتالية فكانت بذلك مميزة وشجاعة لم نجد لها نظيراً وقتذاك في كل انتفاضات المناطق المتمردة في شمال المملكة المتوكلية اليمنية 1919 1962م، عن هذه الحادثة الوطنية القتالية كتب أديب وشاعر اليمن الكبير الأستاذ الفقيد عبدالله البردوني في كتابه “اليمن الجمهوري الصادر عام 1991م” قائلاً: “إن النساء المقطريات كن يرمين الجيش الإمامي بالحجارة ويضربن بالفؤوس” ويضيف مقيماً الانتفاضة “مهما تكن انتفاضة المقاطرة مبكرة ومهما صدر ضدها من اتهام ومهما خلعت عليها التفسيرات التاريخية من دعوى فإن أهميتها تكمن بأنها حركة شعبية قاومت الاحتلال وتوخت أن تقاوم امتداده في سواه، فهي عمل وطني يلحق بالحركات التي طمحت من إرادة غامضة وكانت دليلاً للحركات الهادفة للتطور التاريخي الذي تخلقه الأحداث وبعد نظرها إلى المستقبل”، إلى ذلك انتفاضة المقاطرة بالرغم من فشلها نتيجة قسوة قمعها من قبل القوة العسكرية الإمامية مثلت خميرة طيبة صنعت وعياً وطنياً وفهماً ثورياً لطبيعة الأوضاع بجوانبها المختلفة في المملكة الحميدية الظلامية، ومن ناحية أخرى انتجت “مداً عكسياً على تلك الظروف فتصاعد التخمر في شكل معارضة ثم شكل تنظيمات تتوخى الثورة ثم في صورة بطولية قتالية”، فبين عامي 1957م و1961م شهدت تعز تأسيس عدد من المنظمات والجماعات السياسية/ الحزبية وطنية، وقومية البعث وحركة القوميين العرب واشتراكية ماركسية جماعة الأستاذ الفقيد عبدالله باذيب، والجماعات الناصرية بقيادة عبدالغني مطهر “اللجنة التأسيسية” عام 1961م، ومنظمة الضباط الأحرار بتعز عام 1961م، والشيء الآخر الهام أن هذه الجماعات والتيارات السياسية والحزبية بتوجهاتها الفكرية المتعددة استطاعت عام 1957م أن تشكل أول تنظيم سياسي موحد في شمال اليمن والحزبية بتوجهاتها الفكرية المتعددة استطاعت عام 1957م أن تشكل أول تنظيم سياسي موحد في شمال اليمن الجمعية الثورية الوطنية الديمقراطية، التي حملت طابعاً جبهوياً تحالفياً عريضاً في مكانه وزمانه، وقبله تم في عدن حضور كبير وفاعل لأبناء تعز عام 1955م، كما اسلفت تشكيل الجبهة الوطنية المتحدة.. لها نفس الطابع التحالفي والتعدد التمثيلي.
وقال: إن قراءة دقيقة وفاحصة لمسيرة منظمات حركة الأحرار اليمنيين والمعارضة الوطنية التقليدية فترة 1936م 1955م تظهر حضوراً كبيراً وفاعلاً لأبناء تعز في مختلف تكويناتها وتشكيلاتها القيادية والقاعدية، والمشاركة الإيجابية في انشطتها السياسية والثقافية والإعلامية والقتالية بما فيها حركة 1948م وانقلاب مارس 1955م، وكذا سبق أبناء تعز ممارسة النشاط الوطني المعارض لنظام حكم الإمامة من الداخل “بتعز” أولاً، ثم في أماكن اغترابهم بالحبشة وجيبوتي، والصومال منذ بداية ثلاثينيات القرن العشرين وكان من أبرز قادة تلك الفترة أولئك التجار الوطنيون من أبناء تعز أمثال: شائف محمد سعيد صالح العريقي، عبدالرحمن ناشر العريقي، أحمد عبده ناشر العريقي الذي سبق أن كان عضواً في “جمعية التعاون اليمنية” التي أسسها الشيخ ناشر عبدالرحمن العريقي في عدن ثم اشترك في “نادي الإصلاح العربي” تلا ذلك الانتقال إلى أديس أبابا حيث قام بتأسيس هيئة تجمع شمل أبناء اليمن بالحبشة وأطلق عليها تسمية جمعية “الاتحاد والترقي العريقي” ونرى فيه دلالة تؤكد مدى متابعة هذا العريقي للأوضاع فيما حوله من البلدان وبضمنها ذلك الحراك السياسي وتطوراته في مركز السلطنة التركية العثمانية، الذي كان من إفرازاتها.
ظهور منظمة سياسية جديدة “جمعية الاتحاد والترقي التركي” ضمت في صفوفها الشباب المثقف من الأتراك والعرب في الجيش التركي وخارجه مشكلين بذلك قوة معارضة لحكم السلطان عبدالحميد الثاني الاستبدادي “1876 1908م”.
استطاعت عام 1908م إسقاط هذا الحكم والاستيلاء على السلطة وإعادة العمل بدستور “المشروطية” الذي كان الحكم الحميدي الاستبدادي القمعي قد علق العمل به خلال فترة ما قبل الانتخابات العامة والتي فاز فيها لأول مرة 60 نائباً عربياً من أصل 275 عضواً إلى جانب 150 نائباً تركياً من أعضاء “جمعية الاتحاد والترقي” إلى ما سبق الثابت لدينا أن جميع أبناء الجالية اليمنية في بلدان القرن الأفريقي شكلوا قاعدة بشرية للمعارضة الوطنية ومصدراً مالياً رئيساً لتمويل مختلف أنشطة المنظمات السياسية المعارضة لحكم الأئمة باليمن وتقديم المساعدة لأبناء الجالية اليمنية في مهاجرهم وأسرهم في الداخل، ويكفي لإثبات هذه الحقائق أن أشير إلى نماذج من تلك التضحيات المالية.
التجار الأحرار .. ودعمهم للنضال الوطني
مواصلاً حديثه بالقول:
للتجار الأحرار من أبناء تعز في دعم النضال الوطني النموذج الأول: الإيفاء بالاشتراكات والتبرعات، النموذج الثاني شراء مطبعة للجمعية اليمنية الكبرى تنفيذاً لمقترح قدمه المناضل أحمد عبده ناشر العريقي أوائل 1945م حيث تم فعلاً شراء المطبعة من مصر بتبرعات من كل اخوانه وزملائه المغتربين بالحبشة وارتيريا، تولى جمعها الشيخ جازم الحروي الذي توجه إلى جبيوتي وظل هناك وقتاً من الزمن بانتظار وصول المطبعة من مصر وفور وصولها قام شخصياً بشحنها إلى عدن فكان من أولى ثمار هذا التبرع الداعم للنضال الوطني صدور صحيفة “ صوت اليمن” لسان حال المعارضة، وطباعة كل منشوراتها وادبياتها ، المثل / النموذج الثالث هو المناضل التاجر الوطني عثمان قائد سلام الذي قدم شخصياً بحسب أكثر من مصدر “ قرضاً مالياً كبيراً لحكومة عبدالله الوزير وانتهى امره بإشهار إفلاسه أثر فشل حركة 1948م، إن روح التضحية هذه هي إحدى الصفات المميزة للتجار الوطنيين من أبناء تعز المناضلين منذ بداية ثلاثينيات القرن العشرين في سبيل تخليص الشعب اليمني من حكم أئمة آل حميد الدين وظلمهم وقهرهم وعبوديتهم، وفي هذا المقام وللتذكير لعل الذكرى تنفع المؤمنين، أورد هنا بعض أسماء أولئك المغتربين الأحرار من أبناء تعز هم: أحمد عبده ناشر، ناشر عبدالرحمن العريقي، جازم الحروي، شائف محمد سعيد صالح، عبدالقوي الخرباش، أحمد العبسي، محمد مهيوب ثابت، الحاج غالب سعيد صالح، عبدالله عبدالعزيز الشوافي، مطهر سعيد صالح، محمد مهيوب عباس، أحمد طاهر الأغبري، عبدالغني صالح الأغبري، عبدالغني مطهر العريقي، وعثمان قائد العريقي، الذي ضحى بكل أمواله في مساندة الأحرار المتواجدين حينها في عدن وفي دعم النضال الوطني منذ بداياته مروراً بالقيام بتلك المحاولات الجريئة والحركات العنيفة في الأعوام 1948، 1955، 1959، 1961م وصولاً إلى القيام بالثورة السبتمبرية والانتصار لها عام 1962م منهم على سبيل المثال الشيخ الأستاذ عبدالغني مطهر الذي ضحى بكل ثروته المالية في دعم العمل الوطني منذ العام 1955م وحتى نجاح الثورة السبتمبرية وإعلان قيام الجمهورية العربية اليمنية عام 1962م، والشيخ علي محمد سعيد أنعم، الشيخ محمد علي الأسودي، الشيخ محمد مهيوب ثابت، ومن البيوت التجارية بعدن: بيت هائل سعيد أنعم، بيت مطهر العريقي، وبيت الغنامي القدسي، إخوان ثابت، بيت الأسودي، بيت الحروي، إخوان الدكتور عبدالغني علي أحمد ناجي بيت آل الدالي القدسي، بيت شعلان وبيت عون وبيت الحاج مقبل العبسي وآخرين مثلهم كثيرين جميعهم قدموا التبرعات والاشتراكات المالية دعماً لأنشطة منظمات حركة الأحرار اليمنيين المعارضة حكم الاستبداد الحميدي الإمامي لآل بيت حميد الدين، يشهد بذلك قادة حركة المعارضة أنفسهم فهذا الأسودي الأمين العام للاتحاد اليمني بعدن عام 1955م يقول “ يوم افتتاح الجمعية تشكل مجلس إداري برئاسة الزبيري أما النعمان فقد اختار أمانة المال منذ البداية ونحن زكيناه لأننا كنا نعرف أن الذين يساعدوننا في الاشتراكات والتبرعات كان أغلبهم من الحجرية وهم التجار” وبذات المعنى والبعد كتب عبدالوهاب جحاف يقول “ وعبدالغني مطهر تاجر وطني مناضل عاش الغربة وعاد إلى اليمن بمشاهدات حضارية آمن بالثورة وأخلص لها ومن زملائه التجار بتعز التاجر علي محمد سعيد وهو وطني مناضل ومضح، وكان معهم عبدالقوي حاميم وآخرون” ولم تتوقف أدوار وإسهامات تعز وأبنائها عند هذا الحد، وإنما تواصلت وبأشكال كثيرة وأكثر فاعلية خلال سنوات مابعد انقلاب “مارس” 1955م، تحضيراً ليوم الخلاص الوطني، فبين عامي 1955م و1962م عاشت تعز حراكاً وطنياً سياسياً وثقافياً واجتماعياً بدت مفاعيله ملموسة في الواقع اليومي المعاش: منظمات وأحزاب سياسية وطنية، قومية، اشتراكية، وإسلامية امتلكت برامج مكتوبة ومعلنة تتبنى الثورة طريقاً ناجعاً لإسقاط نظام الحكم الإمامي الملكي الظلامي والمتخلف من جهة، وإيجاد البديل الوطني الأكثر تطوراً وتقدماً سياسياً، اقتصادياً، ثقافياً، صحياً، واجتماعياً في شكل النظام الجمهوري من جهة أخرى، والظاهرة الأخرى الإيجابية لذلك الحراك الوطني هي أن قواه الفاعلة والمؤثرة استطاعت عام 1957م كما سبق القول تشكل إطاراً جامعاً حمل طابع الجبهة الوطنية العريضة “ الجمعية الثورية الوطنية الديمقراطية” بتعز والتي ضمت ممثلي مختلف التيارات السياسية والفكرية والقوى الاجتماعية الجديدة والتواقة يومها للتغيير الايجابي والأفضل لأوضاعها المتخلفة والقاهرة التي عانى منها الشعب اليمني بكل شرائحه وفئاته الاجتماعية طويلاً في ظل حكم الأئمة الطغاة من آل حميد الدين وحكم الاحتلال البريطاني في “جنوب” اليمن ولتحقيق هذه الأهداف كان لتعز ومواطنيها من شباب ومثقفين وتجار وعلماء وسياسيين ومشايخ قبائل ورجال دين مستنيرين وعسكريين وطلائع عمالية وفلاحين ونساء أدوار وإسهامات كبيرة فاعلة سياسياً وتنظيمياً وفكرياً ومادياً وتعليمياً وإعلامياً في تشكيل .
واستطرد الدكتور/ سلطان قائلاً : إن كل هذه الإسهامات والأدوار تشهد بها وتؤكدها العديد من الكتب والكتابات التوثيقية والدراسات التاريخية الموضوعية والأكاديمية اليمنية وغير اليمنية، ومذكرات المساهمين في الثورتين والمعاصرين لهما ولا ينكرها أو يقلل منها إلا جاحد أو أعمى البصر والبصيرة، وقناعة مني بأن عملاً واحداً لا يمكن أن يتسع لكل الشهادات الموثقة لكثرتها اكتفي هنا بإيراد بعض منها للتدليل على صحة ما ذهبت إليه بشأن أدوار وإسهامات تعز وأبنائها في ثورتي التحرر والتغيير، مع ذلك البعض التأكيد القائل “ أن الحجرية بما فيها من خلايا تنظيمية كانت تتوخى تفجير ثورة شعبية” كما كانت تعز هي المكان و 23 يوليو 1962م هو الزمان لقيام الثورة أولاً، وأن أول تنظيم يقر الثورة برنامجياً ظهر في تعز عام 1957م هو الجمعية الثورية الوطنية الديمقراطية بدليل نص المادة الأولى في البند الأول من برنامجها الذي أكد على أن “العناصر الوطنية هي القاعدة الأساسية للثورة والمحور الرئيسي لها وعليها تقع مسئولية تخليص البلاد من أعباء الحكم الفردي الغاشم”، فيما أكدت المادة الأولى في الأهداف الستة للثورة من النظام الداخلي للجمعية على ضرورة “إزالة الحكم الملكي من كل الأسرة المالكة من آل حميد الدين وإقامة حكم جمهوري ديمقراطي عادل يضمن للشعب حقوقه وحريته وسيادته” وأيضاً عن دور تعز في تأسيس تنظيمات الثورة والإعداد لها كتب المناضل الوطني عضو مجلس قيادة الثورة المشكل في “27 سبتمبر” 1962م الأستاذ/ عبدالغني مطهر قائلاً “بعد الدراسة المتأنية وقع اختياري على الملازم محمد مفرح مدير شرطة المخا ليكون أول من اتصلت به من العسكريين لما لمست فيه من دراية كاملة بما كان يجري “تجري د/ سلطان” من أحداث داخل اليمن.. وقد تم اللقاء معه في منزله بالمخا في مطلع عام 1958م حيث فتحت معه حديثاً صريحاً حول مفاسد الحكم الإمامي وضرورة الإطاحة بذلك النظام الاستبدادي” ويزيد ، “في أوائل عام 1958م تم تشكيل اللجنة التأسيسية للأحرار بتعز من الأحرار التالية أسماؤهم “، ثم أورد الاسماء الكاملة لأعضاء تلك اللجنة التأسيسية في “الصفحات 23 39 في كتابه يوم ولد اليمن مجده” ويتضح من قوائم تلك الأسماء أنهم من مختلف مناطق المملكة المتوكلية اليمنية من حيث كان “لواء تعز تحول إلى خلية تعج بالأحرار” من كل المناطق ثم يقدم في “الصفحات من 45 103” بإيجاز تقييماً منصفاً لأدوار عدد من الشخصيات الوطنية التي شاركت في أعمال التهديد والإعداد لثورة 26 سبتمبر أولهم ناشر عبدالرحمن العريقي وآخرهم علي أبو لحوم هذا التنوع الاجتماعي والجغرافي والسياسي والفكري لأحرار تعز ولمواطنيها عموماً يدحض الافتراءات القائلة “بمناطقية” تفكير وممارسة أبناء تعز ؟! مثل هذه الافتراءات لا تصمد أيضاً أمام الحقائق التاريخية التي تؤكد أن التنوع الاجتماعي والفكري والثقافي كان على مر العصور سمة مائزة لتعز ومواطنيها، في السياق ذاته ولتأكيد ذات الأدوار النضالية لأبناء تعز، كتب الرئيس المشير/عبدالله السلال قائلاً “ ثم كان لقائي مع اللواء عبدالله جزيلان في بيتي مرتين للتنسيق، وقد شهد هذا اللقاء عدداً من رواد العمل الوطني في مقدمتهم المجاهد الكبير عبدالسلام صبرة والمناضل عبدالغني مطهر والعقيد عبدالله الضبي والأستاذ هاشم طالب والشيخ علي محمد سعيد والمرحوم الشيخ محمد علي عثمان والمناضل محمد عبدالواسع نعمان” ويضيف السلال مؤكداً اسهام أحرار تعز في التحضير للثورة : “ثم كان الاجتماع الذي ضمني مع المناضل عبدالغني مطهر والمناضل علي محمد سعيد أنعم بمنزلي وفيه تم تحرير الرسالة الأخيرة التي حملها الأخ/ عبدالغني مطهر للزعيم جمال عبدالناصر لمعرفة موقفه ودعم مصر عبدالناصر في حالة القيام بالثورة”، من الحقائق أيضاً كان لتعز وأبنائها ادوار فعلية عسكرية ومالية وإعلامية عشية القيام بالثورة وقد تمثل ذلك في شراء الأسلحة اللازمة والضرورية للفعل الثوري القادم ونقلها من القاهرة إلى عدن ومنها إلى تعز ومن تعز إلى صنعاء وغيرها من المناطق كذا القيام بنقل الرسائل ذات الأهمية التنظيمية والسياسية من قادة العمل الوطني في الداخل إلى قادة تجمعات المغتربين الأحرار وكان معظم أفراد مثل هذه التجمعات من أبناء مناطق تعز وهم من وفر المال اللازم دعماً لأنشطة المعارضة التقليدية بجوانبها المختلفة وبضمنها حادثتا 1948م و 1955م وبرغم فشل هاتين المحاولتين الجريئتين وإعلان إفلاس بعض التجار المغتربين بسبب فشلهما.
دعم مادي ومعنوي
ومع التداعيات اللاحقة واصل تجار تعز في الاغتراب والداخل دعمهم المادي والمعنوي لفصائل المعارضة الوطنية الجديدة التي أخذت بالظهور تباعاً منذ العام 1957م في تعز أولاً، ثم في غيرها من مدن ومناطق مملكة اليمن الشمالي حتى “ديسمبر” 1961م وقد كان للمناضل الوطني عبدالرحيم عبدالله الدور الأكبر في نقل الأخبار عن تطورات الأوضاع السياسية أولاً بأول إلى الأحرار من التجار والمغتربين عموماً ومنهم إلى الأحرار في الداخل بحكم عمله كطيار يجوب أرجاء البلاد اليمنية وبلدان أماكن اغتراب أبناء تعز واليمن عموماً ولكونه محل ثقة زملائه الأحرار داخل اليمن وخارجها تولى أيضاً نقل بياناتهم ورسائلهم السرية ذات الأهمية السياسية والتنظيمية من وإلى داخل اليمن وخارجها من جهة، وقام من جهة أخرى بتهريب نقل الأسلحة من القاهرة إلى عدن ومنها إلى تعز براً بالتعاون مع رفاقه محمد قائد سيف ومحمد مهيوب ثابت والحاج عبدالرحمن القرشي إلى “الشريجة” وتسليمها هنا إلى الشيخ الوطني والمناضل عبدالقوي حاميم الذي بدوره يتولى مهمة إيصالها إلى تعز وتسليمها إلى قيادة أحرار تعز ممثلة آنذاك بالوطني والثائر الكبير التاجر عبدالغني مطهر الذي كان دائماً يتكفل كل مرة بتغطية نفقات تنفيذ مثل هذه المهام خارجياً وداخلياً، بالإضافة إلى الصرف على تحركات وتنقلات الأحرار والثوار ذات العلاقة بالإعداد والتحضير للقيام بالثورة بما في ذلك مهمة إرسال الأسلحة إلى صنعاء والحديدة، ولم تتوقف أدوار وإسهامات تعز وأحرارها في صنع يوم الثورة عند هذه الحدود، بل تواصلت وبشكل أكبر وأكثر فاعلية خلال الفترة الزمنية التي سبقت تحديد ساعة الصفر لتنفيذ خطة الثورة التي في يومها الأول لم يكد المذيع ينتهي من قراءة البيان الأول ويعلن قيام الجمهورية العربية اليمنية حتى كان أبناء تعز وثوارها في الميدان يسيطرون على المواقع والأماكن الهامة مدنياً وعسكرياً ويحاصرون قصور ومنازل الأسرة المالكة وأعوانها ومسئولي أجهزة الحكم البائد في عاصمة اللواء وقضواته، والعمل لمنع حدوث أية أعمال شغب أو نهب من جانب، والعمل من جانب آخر لتطبيع الأوضاع العامة للناس وتأمين حياتهم وحماية أملاكهم وتأمين مشاركة المواطنين في الدفاع عن الثورة والنظام الجمهوري وذلك من خلال قيام أحرار وثوار تعز بفتح ثلاثة معسكرات لتجنيد الشباب باللواء الذين ازدادوا حماساً للذود عن الثورة والنظام السياسي الجديد فهبوا من كل المناطق والتحقوا بتلك المعسكرات التي تم فتحها في مدينة تعز حيث قام الضباط الأحرار من الوحدات العسكرية المتواجدة بالمدينة بجهود كبيرة لتدريب الشباب الذين تم فيما بعد توزيع بعضهم على جبهات القتال وبعضهم الآخر تم إرسالهم عبر ميناء الحديدة إلى مصر للدراسة العسكرية والتدريب على استخدام مختلف الأسلحة العسكرية، ومن ثم الالتحاق بألوية الجيش النظامي المشكلة حديثاً وهي: لواء النصر، لواء المجد، لواء العروبة، ولواء الوحدة، بالإضافة إلى الالتحاق أيضاً بفرق الصاعقة والمظلات والقوات الجوية، أي إنهم كانوا في كل الجبهات والمواقع القتالية للدفاع عن ثورتهم السبتمبرية الفتية وحماية وترسيخ نظامها الجمهوري الجمهورية العربية اليمنية، وعندما فرضت قوات النظام البائد المدعومة بالأموال والمرتزقة والأسلحة المقدمة من كل الأنظمة الملكية العربية والاستعمارية الغربية والامبريالية الأمريكية كان أعداد المقاتلين من أبناء مختلف مناطق تعز في كل وحدات الجيش اليمني بالآلاف والكثير منهم اجترحوا بطولات في ميادين القتال وفي مواقع القيادة العسكرية، بالمثل كان دور أبناء تعز كبيراً ورئيساً في الجبهات: المدنية الاقتصادية، والمالية، الصناعية، التعليمية، الثقافية، الفكرية، والإعلامية هذا ما تؤكده شهادات العديد من الكتاب اليمنيين الذين عاشوا سنوات ما قبل وما بعد انتصار الثورة السبتمبرية وقيام الجمهورية العربية اليمنية، إحدى تلك الشهادات تقول” وعندما تحققت هذه الآمال اتقد شباب الحجرية حماساً وعملاً بالذود عن الثورة في عدة جبهات وفي مواقع القتال، وفي تأسيس الاقتصاد اليمني وفي بناء المؤسسات في صنعاء وتعز، وكانت هذه الحركة المعمارية لا تقل أهمية عن الاستبسال في مواقع القتال، لأن ذلك الاتساع العمراني والتجاري كسر حاجز الخوف في نفوس الصنعانيين الذين كانوا يتوقعون رجعة الملكية قياساً على الأحداث الماضية” حسب شهادة أديب وشاعر اليمن الكبير والكاتب الموضوعي الفقيد/عبدالله البردوني، وبالمثل كانت لأبناء تعز أدوار قتالية كبيرة وفاعلة إبان الحصار الرجعي الإمبريالي لصنعاء “28نوفمبر 1967م 13فبراير 1968م” حيث أسهموا مع كل الجمهوريين الحقيقيين في جيش وأمن جمهورية سبتمبر 1962م وفي المقاومة الشعبية من مختلف المناطق في محاصرة الحصار ودحره وصنع ملحمة السبعين التاريخية والوطنية العظمى بقيادة الشاب البطل والقائد العسكري الفذ النقيب يومها الشهيد/ عبدالرقيب عبدالوهاب قائد قوات المظلات رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني ونائبه النقيب عبدالرقيب الحربي والنقيب علي محمد هاشم هاشم والنقيب الشهيد محمد صالح فرحان الشميري- قائد سلاح المشاة، والنقيب الفقيد سعيد هزاع المعمري- أركان حرب قوات الصاعقة أثناء الحصار لصنعاء وغيرهم من قادة الوحدات والألوية العسكرية والآلاف من الجنود والضباط والصف الشهداء منهم والشهداء الأحياء الذين اجترحوا العديد من البطولات والمآثر القتالية دفاعاً عن الثورة السبتمبرية والنظام الجمهوري ومعهم كل الوطنيين الجمهوريين والثوريين الحقيقيين من أبناء المناطق الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية والوسطى في اليمن الشيء الآخر الهام والثابت تاريخياً أن تعز منذ زمن ليس بالقريب هي مدينة الثقافة المدنية التي تخلق بها أبناؤها كما أنها كانت دوماً بيئة حاضنة للتعدد الفكري والثقافي والاجتماعي لا تقل بثقافة الطائفية والمذهبية والقبلية والمناطقية ما جعلها العاصمة الثقافية لليمن على مر العصور هذه الحقائق الثابتة تاريخياً أكدتها الدراسات والأبحاث العلمية الجديدة المقدمة من علماء وباحثين أكاديميين يمنيين وعرب وأجانب متخصصين في مختلف فروع العلوم الإنسانية والتطبيقية إلى ( المؤتمر العلمي الأول) لكلية الآداب جامعة تعز الذي نظمته الجامعة بالاشتراك مع مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة خلال الفترة 25-27 مايو 2009م بجامعة تعز العاصمة الثقافية لليمن اليوم إلى ذلك كانت تعز منذ بداية الحقبة التاريخية المعاصرة لليمن تمثل مركزاً رئيسا لحراك شعبي وسياسي وثقافي مقاوم لكل أشكال الظلم والقهر السياسي والاجتماعي وأنظمة الحكم الاستبدادية في اليمن بدليل أن الفترة الممتدة سنواتها بين عامي ( 1957م- 1961م) أخذت تظهر تباعاً في مدينة تعز للاعتبارات التي أسلفت ذكرها منظمات وتنظيمات سياسية وطنية قومية ويسارية/ ماركسية وإسلامية جديدة أجمعت على الرغم من اختلاف توجهاتها الفكرية والايدلوجية في تبني فكرة التغيير الإيجابي واعتماد الثورة طريقاً أنجح لإسقاط النظام الملكي الحميدي الفردي الاستبدادي وإيجاد البديل الوطني المنتصر في 26 سبتمبر 1962م- النظام الجمهوري الأكثر تقدماً سياسياً واجتماعياً وديمقراطياً هذا الإنجاز الوطني الكبير مثل يومها بالنسبة لأنظمة الحكم الملكية المتخلفة والرجعية في الجوار وفي البلدان العربية عموماً تهديداً ومخافة من انتقال العدوى إليها لذلك تعرض منذ الأسابيع الأولى لانتصاره لمختلف أشكال العدوان والمؤامرات والحروب من قبل القوى المضادة للثورة في الداخل وفي الخارج- الأنظمة الملكية آنذاك في البلدان العربية بقيادة مملكة آل سعود، والقوى الاستعمارية الغربية بقيادة أمريكا والتي بلغت أوجها في فرض حصار عسكري على العاصمة صنعاء “28 نوفمبر 1967م – 13 نوفمبر 1968م “ لكن النظام الجمهوري لم يسقط بفضل صمود قوات جيش وأمن سبتمبر والمقاتلين من أبناء مناطق الجنوب اليمني وشباب المقاومة الشعبية وتنظيمات الحركة السياسية الوطنية والثورية والمواطنين عموماً شكلوا جبهة وطنية موحدة للدفاع عن النظام الجديد تحت شعار “الجمهورية أو الموت” تمكنت من إفشال كل تلك المؤامرات والحروب العدوانية ومحاصرة الحصار ودحره ومواصلة مسيرة الثورة السبتمبرية ونظامها الجمهوري والانتصار لأهدافها حتى جاء علي عبدالله صالح إلى كرسي الرئاسة في 7/7/1978م بقرار ودعم سياسي ومالي واستخباراتي وعملياتي من ملوك مملكة آل سعود ليغتصب بها السلطة والثروة الوطنية لأكثر من ثلاثين عاماً كانت بالنسبة للشعب اليمني سنوات عجافاً، تمكن خلالها صالح وبكل أشكال الدعم السعودي المحددة آنفاً من إفراغ النظام الجمهوري من محتواه الوطني والسياسي والديمقراطي والاجتماعي وتحويله إلى نظام حكم أسري وراثي عسكري إلى جانب قيام صالح باغتيال الوحدة اليمنية وإسقاط دولتها المعلنة في 22 مايو 1990م بتلك الحرب العدوانية على جنوب الوطن وأبنائه صيف 1994 وقيامه أيضاً بتحويل جيش وأمن سبتمبر ووحداتهما إلى كتائب عسكرية خاصة تتبعه ويقودها أبناؤه وأبناء إخوته وأصهاره وأقاربه هي الأفضل تدريباً وتسليحاً ليتم استخدامها في حروبه العبثية ضد أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وحراكهم الشعبي السلمي ضد شباب وأنصار الحركة الحوثية في صعدة الذين شن عليهم ست حروب ونصف السابعة كما تم استخدام تلك الكتائب العسكرية والأمنية العائلية لقمع التحركات الجماهيرية السلمية في محافظات تعز، إب وصنعاء والحديدة وغيرها في المحافظات الشمالية طيلة السنوات التي تلت العام 1994م.
نزول الشباب إلى الشارع تعبيراً عن رفضهم
لكل ممارسات النظام
في ذات السياق قام ويقوم قادة قوات الحرس والأمن العائلي بأعمال الإرهاب والعقاب الجماعي للمواطنين اقتصادياً وخدمياً بحيث صارت أوضاعهم أكثر بؤساً وتردياً ،شملا كل جوانب حياتهم العامة والخاصة، فكان طبيعياً أن تشكل هذه المفاسد والجرائم عوامل وأسباب موضوعية ورئيسة لتفجير الغضب الشعبي بصورة غير مسبوقة، فنزول الشباب والطلاب إلى الشارع والتظاهر سلمياً للتعبير عن رفضهم لكل سياسات وممارسات النظام للفساد والإفساد السياسي والمالي والإداري من جهة، والظلم والقهر الاقتصادي والاجتماعي، وغياب العدل والمساواة في المواطنة والسلطة والثروة من جهة أخرى، ما دفع بالشباب إلى إعلان البدء بثورتهم الشبابية الشعبية السلمية لاجتثاث كل تلك المفاسد والمظالم وإسقاط للنظام السابق وبناء البديل الوطني الديمقراطي/الدولة المدنية الحديثة الديمقراطية البرلمانية الفيدرالية، دولة المواطنة المتساوية والمؤسسات المدنية المنتخبة انتخاباً حراً ديمقراطياً مباشراً وشفافاً، دولة القول الفصل فيها للدستور والقانون، دولة الجميع وللجميع، دولة مدنية خالية من الظلم والقهر ولا مكان فيها للإقصاء أو التهميش وخالية أيضاً من الإرهاب الفكري والتطرف السياسي والديني، دولة مدنية ديمقراطية توفر الأمن والأمان لليمن واليمنيين، ولا تهدد ولا تقلق أمن واستقرار الآخر افراداً كانوا أم دولاً في الجوار أو في العالم. هذه وغيرها من الأهداف والتحديات رفعتها وترفعها الثورة الشبابية والتي تتفق غالبية الشهادات والكتابات والتقارير والتحقيقات الميدانية المنشورة في الصحافة اليمنية غير الحكومية الصادرة خلال الفترة من فبراير الماضي إلى سبتمبر الجاري تتفق حول أن أوائل الشباب والطلبة الذين اختطوا هذا الشكل النضالي السلمي في الثورة الحالية كانوا من مناطق تتبع محافظة تعز سواء الذين تظاهروا يوم13/2/2011م أمام بوابة جامعة صنعاء أو الذين تظاهروا قبلهم يوم 11فبراير بمدينة تعز، المصادر ذاتها تؤكد أن أول خيمة في الثورة نصبت للاعتصام كانت بمدينة تعز وتحديداً بساحة محطة صافر للبترول يوم 11فبراير 2011م التي صارت تعرف بعد ذلك بساحة الحرية، وبالمثل كان شباب من مناطق تتبع محافظة تعز هم من نصبوا أولى ثلاث خيم للاعتصام بساحة التغيير أمام جامعة صنعاء في 20/2/2011م هي: خيمة أبناء جبل حبشي، خيمة صامد السامعي، وخيمة طلبة كلية الصيدلة جامعة صنعاء. في السياق ذاته الأمانة العلمية في البحث والتوثيق تقتضي تثبيت حقيقة أخرى هامة تحمل الكثير من الدلالات والأبعاد الوطنية تلك الحقيقة هي تواجد الكثير من أبناء مختلف مناطق محافظة تعز في ساحات الحرية والتغيير في الجمهورية اليمنية واشتراكهم في مظاهراتها وفعالياتها الجماهيرية والشعبية الثورية والثقافية وفي تأسيس العديد من التكوينات والائتلافات الشبابية، وكذا استشهاد الكثير من شباب محافظة تعز في تلك الساحات والميادين والمظاهرات والمسيرات السلمية التي شهدتها شوارع العديد من المدن في أكثر من سبع عشرة محافظة من محافظات الجمهورية اليمنية منذ اللحظات والتحركات الأولى للثورة الشبابية الشعبة السلمية في 11(فبراير) ولا يزالون في الميدان يواصلون نضالاتهم السلمية حتى تحقيق كامل الأهداف التي خرجوا لأجلها والانتصار لها قبل أكثر من سبعة أشهر من الآن ومعهم الشباب والوطنيون الأحرار من كل المحافظات والمناطق الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية والوسطى، أيضاً من الحقائق الثابتة وقوف تجار تعز الوطنيين إلى جانب الثورة الشبابية الشعبية السلمية ونصرتها سياسياً ومعنوياً وتقديمهم الدعم النقدي والعيني للشباب الثائر والمعتصمين في ساحات وميادين الحرية والتغيير، وسوف يأتي (قريباً) اليوم الذي نستطيع فيه دون أي إحراج لأحد تقديم كشف شامل بأسماء أولئك التجار الوطنيين والمبالغ المالية ومقادير الدعم العيني المقدم منهم للثورة والثوار لا غرابة في مثل هذا الموقف الإيجابي المؤيد والداعم سياسياً ومادياً ومعنوياً للثورة الشبابية الشعبية السلمية فالثابت لدينا أن تجار تعز هم من شكل أول تجمع وطني معارض لنظام الإمامة الحميدية في المهجر وأنهم أيضاً كانوا المصدر الرئيس في تقديم المال (اشتراكات شهرية وتبرعات) نقدية وعينية لمنظمات المعارضة الوطنية في الداخل اليمني منذ ثلاثينيات القرن العشرين وحتى قيام الثورة السبتمبرية التي أسهموا سياسياً وفكرياً وتنظيمياً وعسكرياً في التحضير والإعداد لها طيلة سنوات فترة ما قبل 26سبتمبر 1962م ثم في تفجيرها والانتصار لها والدفاع عنها.
وهذا ما مهد الطريق.. لانطلاق ثورة 14اكتوبر المجيدة من جبال ردفان الشماء.. معلنة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني.. وهذا ما كان له الأثر الكبير في نفوس اليمنيين شمالاً وجنوباً بأن يخوضوا نضالهم الوطني في بوتقة واحدة والدفاع عن ثورة سبتمبر وكسر حصار السبعين يوماً والتحرر والانعتاق من ربقة الحكم الإمامي المستبد والهيمنة الاستعمارية لأرض الجنوب اليمني...والذي تمخض عنه بالانتصار للثورة الاكتوبرية في ال30من نوفمبر 1967م.
أحداث ووقائع
كما تحدث عبده محمد سيف الشيباني ..حول واحدية الثورة اليمنية.. قائلاً: لقد دلت الكثير من الأحداث والوقائع والتجارب، وعبر التاريخ النضالي الطويل لأحرار وأباة شعبنا اليمني المجيد، ضد حكم الأئمة الطغاة، فيما كان يسمى بشمال اليمن وضد الاستعمار البريطاني، فيما كان يعرف بالجنوب اليمني، كل هذه الأحداث دلت على واحدية الثورة اليمنية، سبتمبر واكتوبر.. من خلال ذلك الترابط الجدلي الذي تجلى، وبوضوح تام في أكثر من صورة وفي أكثر من مناسبة.. حيث مثل قيام ثورة ال26من سبتمبر عام 1962م في شمال الوطن، ضد أعتى الأنظمة الكهنوتية والثيوقراطية، لما فرضته على شعبنا من عزلة، وتخلف مقيت.. مثل ذلك مقدمة أساسية وهامة لقيام ثورة ال14من اكتوبر عام 1962م بإطلاق الشرارة الأولى للكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال البريطاني البغيض في جنوب الوطن..
واحدية الدم والمصير
وأضاف قائلاً:
ولواحدية الشعب والجغرافيا، وبتعبير أدق لواحدية النسب والجغرافيا، ولواحدية الدم والمصير وغيرها. توفر لثورة ال14من أكتوبر الأرضية الآمنة والمناسبة، التي تنطلق منها لشن وتنفيذ عملياتها الحربية ضد قوات الاحتلال البريطاني ، بالانطلاق من الشمال كما اتخذت قياداتها من المناطق الشمالية، وبالذات كمدينة تعز مقراً لها، لقيادة عمليات الكفاح المسلح ضد الاستعمار..
حظيت بدعم من ثورة سبتمبر
مشيراً بالقول:
بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي حظيت به من قيادة ثورة 26من سبتمبر، وذلك بحكم التوجه الوطني والقومي والتحرري لقيادة الثورتين.. حيث دللت وحدة الرؤى والمنطلقات وبما لا يدع مجالاً للشك، على واحدية الثورتين اللتين انخرط في صفوفهما الكثير من أبناء الشعب اليمن ومن مختلف مناطق الطبيعة بشمالها وجنوبها وشرقها وغربها.
تلاحم واصطفاف
وقال: كما لا يفوتنا أن نشير هنا، ونحن بصدد الحديث عن واحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر الخالدتين، وفي هذه الذكرى العزيزة والغالية على قلب كل يمني إلى أهم الشواهد التاريخية التي يتذكرها وسيتذكرها اجيالنا المتعاقبة بكل فخر واعتزاز، والتي تعتبر من أهم وأعظم الشواهد، على واحدية الثورة اليمنية ، بذلك التلاحم والاصطفاف الوطني النضالي والكفاحي الرائع عند الدفاع عن ثورة سبتمبر المجيدة في ملحمة السبعين يوماً.. والتي شارك فيها كل أبناء اليمن الواحد... وفي وقت كانت ثورة ال14من اكتوبر.. قد أنجزت اعظم انتصاراتها بطرد المحتل.. بما هيأته ووفرته لها ثورة سبتمبر الخالدة.
كانت علاقة حقيقية بين سبتمبر واكتوبر
وتحدث من جانبه الدكتور عبدالقادر مغلس حول واحدية الثورة فقال:
ثمة علاقة حقيقية عمدها النضال الوطني الأصيل بين ثورتي سبتمبر 1962 وأكتوبر 1963.فقد كانت ثورة اكتوبر المجيدة ثورة جميع اليمنيين كما كانت من قبلها ثورة سبتمبر الخالدة ولم يعرف اليمنيون خلال تاريخ نضالهم الطويل الحدود الجهوية أو المناطقية. وكانوا دائماً ينتمون إلى اليمن الواحد. وما يزال يعيش بيننا رجال يؤكدون هذه الحقيقة, فقد شارك أبناء يافع في تفجير ثورة سبتمبر وكان في مقدمتهم الفقيد الكبير سعيد صالح سالم. كما شارك أبناء تعز في تفجير ثورة اكتوبر وهناك العديد من الأسماء البارزة التي شاركت في صنع ذلك الحدث العظيم، وفي مقدمتهم الشهيد عبدالفتاح اسماعيل، وكذلك آخرون وما يزال بعضهم على قيد الحياة. واحتضنت عدن ثوار اليمن الأبطال الذين زلزلوا عرش الإمامة في صنعاء. وكتب التاريخ توثق ذلك جيداً.
وكانت حركة القوميين العرب هي الناظم الأكبر لتلك العلاقة للأحداث الثورية التي شهدتها بلادنا.
فقد احتضنت محافظة تعز العديد من لقاءات التنظيم التي كانت تهيئ الأجواء لقيام الثورة اليمنية.
وكان ثمة اهتمام واضح بثورة اكتوبر في المحافظات الشمالية.. ففي 24مارس 1963م، كما ذكر المؤرخون، عقد في صنعاء لقاء حضره أكثر من ألف شخص ضم عدداً من ممثلي حركة القوميين العرب وحزب الشعب الاشتراكي والجنود والضباط الأحرار من الذين تركوا الخدمة العسكرية في الجنوب والمقاتلين من القبائل والعمال والموظفين الذين تركوا مناطقهم في الجنوب ونزحوا إلى الشمال مستجيبين لنداء حماية الثورة السبتمبرية، وبعد نقاش مستفيض استقر الرأي على تشكيل لجنة تحضيرية لإعداد مشروع بيان وميثاق بصيغة نداء إلى كل التنظيمات السياسية والفئات الوطنية لكي تلتقي في جبهة واحدة توحد كل النضال في الجنوب للنضال ضد الاستعمار وتفجير ثورة 14اكتوبر، وتم اختيار لجنة تحضيرية من بين الحاضرين مكونة من 11عضواً هم:
1 قحطان محمد الشعبي
2 الشيخ ناصر السقاف
3 الشيخ عبدالله المجعلي
4 محمد علي الصماتي
5 ثابت علي منصور
6 الرائد محمد أحمد الدقم
7 نجيب مليط
8 أحمد عبدالله العولقي
9 عيدروس حسين القاضي
10 علي محمد الكاظمي
11 عبدالله محمد الصلاحي
فالعلاقة قوية بين ثورتي سبتمبر وأكتوبر وأصيلة ولا يستطيع أحد أن يشكك فيها، وقد كانت أسباب ودوافع هاتين الثورتين واحدة، فقد كان هم اليمنيين جميعاً التخلص من النظام الإمامي في الشمال والاستعمار الانجليزي البغيض في الجنوب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.