مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    تجاوز قضية الجنوب لن يغرق الإنتقالي لوحده.. بل سيغرق اليمن والإقليم    ما الذي يتذكره الجنوبيون عن تاريخ المجرم الهالك "حميد القشيبي"    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    الزندان أحرق أرشيف "شرطة كريتر" لأن ملفاتها تحوي مخازيه ومجونه    شاهد لحظة اختطاف الحوثيين للناشط "خالد العراسي" بصنعاء بسبب نشره عن فضيحة المبيدات المحظورة    الصين توجه رسالة حادة للحوثيين بشأن هجمات البحر الأحمر    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    بينما يذرف الدموع الكاذبة على نساء وأطفال غزة.. شاهد مجزرة عبدالملك الحوثي بحق نساء تعز    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    عملية تحرير "بانافع": شجاعة رجال الأمن تُعيد الأمل لأهالي شبوة.    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    مؤتمر برلمانيون لأجل القدس يطالب بدعم جهود محاكمة الاحتلال على جرائم الإبادة بغزة    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    إصابة شخصين برصاص مليشيا الحوثي في محافظة إب    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    الحكومة تدين اختطاف مليشيا الحوثي للصحفي العراسي على خلفية تناولاته لفضيحة المبيدات القاتلة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    استشاري سعودي يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الجمهورية: على الجميع أن يكونوا جنوداً للوطن وخداماً له لا مبتزين
حضر ندوة «توثيق تاريخ الثورة اليمنيةَ»
نشر في الجمهورية يوم 11 - 02 - 2008


- الثورة قامت ضد نظام متخلف لا يعرف أبجديات الحياة
- الحياة مواقف وصناع التاريخ من المناضلين نادرون
- المحتقنون حصدوا أرواح الناس وتآمروا على قيادات وطنية ثورية
- المتاجرون بقضايا الوطن استلموا ثمن دورهم عشرات المرات
- لسنا حاقدين على أحد لكننا قمنا بثورة ضد التخلف والحكم العنصري الطائفي والظلم
- صناع التاريخ نادرون .. وعبداللطيف ضيف الله محرك لثورة سبتمبر وصمود السبعين يوماً
حضر فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة أمس الجلسة الافتتاحية لندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية .. الانطلاق .. التطور .. آفاق المستقبل الجزء السادس ملحمة السبعين يوماً، الوقائع .. الدروس .. العبر ، والتي تنظمها دائرة التوجية المعنوي وصحيفة 26 سبتمبر خلال الفترة من 14-10 فبراير الجاري بمناسبة الذكرى الأربعين لدحر حصار السبعين.
وفي الجلسة الافتتاحية ألقى فخامة الأخ رئيس الجمهورية كلمة بهذه المناسبة.. عبّر في مستهلها عن سعادته بافتتاح هذه الندوة بمناسبة الذكرى الأربعين لملحمة السبعين يوماً ، بحضور كوكبة من مناضلي الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر..وقال: أرى في هذه القاعة كوكبة من القيادات ومن الأبطال ومن الشخصيات الذين فجروا ثورة سبتمبر وصمدوا في السبعين يوماً، فالسبعين جهازاً إدارياً وسياسياً وقيادات ميدانية تشكل منظومة متكاملة لملحمة السبعين، حيث كان لاغنى عن الإداريين في ذلك الوقت ولاغنى كذلك عن السياسيين ولا عن القيادات الميدانية التي صمدت وحققت النصر العظيم في ذلك الوقت.
تكاتف الجميع
وأضاف : شعبنا تكاتف جنباً إلى جنب مدنيين وسياسيين وعسكريين ، وجاء من كل حدب وصوب من أقصى الجنوب ومن أقصى الشمال ، المناضلون الشرفاء المؤمنون بالثورة والجمهورية ، والذين كان لهم الشرف العظيم في الانتصار لثورة سبتمبر وأكتوبر.
وتابع فخامة الأخ الرئيس قائلاً : أتذكر مناضلي جبهة التحرير، الذين قدموا قوافل من الشهداء في نقيل يسلح، من خلال أكثر من هجمة وأكثر من عملية عسكرية من أجل فك الحصار عن صنعاء بقيادة الكثير من المناضلين، ولا استطيع أن أذكر أسماء بعينها لكي اتجنب الحساسية، ومن خلال ورقة العمل التفصيلية التي سأقدمها للندوة، تتضمن ذكرياتي عن تلك الأيام عندما كنت ضابطاً صغيرًا، وليس من أصحاب الرتب العليا، ولكني كنت من الصف القيادي الثاني ، وكلنا قاتلنا مع بعض، الصف القيادي الأول المخلص والمقتنع وغير المتخاذل وغير المتردد، وكذلك الصف القيادي الثاني والثالث من المغمورين الذين صمدوا في السبعين وبعضهم لا يذكرون ولا يعرفون ولا أحد يعرف أسماءهم.
وأضاف: كما نتذكر المقاومة الشعبية أيضاً التي كان لها دور عظيم في رفع معنويات المقاتلين العسكريين في الجبال، وصمدت في حصار السبعين، ولا ننسى حجة البطلة، حجة التي صمدت وواجهت أكبر تحدٍ بكتيبة واحدة من لواء الوحدة ، قائدها موجود لا داعي لأن أذكر اسمه ، وهو موجود بيننا الآن، وكثير من المناضلين صمدوا في حجة أمام هجمة رجعية، أمام هجمة الإمام المخلوع البدر الذي كان يقود المحور الغربي، ولديه إمكانيات هائلة، كما ذكر عدد من الاخوة، قياساً بما كان يمتلكه النظام الجمهوري في ذلك الوقت، سواء من المال أو من العتاد والأسلحة، والذي كان وبدون أي مبالغة لا يشكل عشرة في المائة مما كانت تمتلكه القوى الإمامية.
ولفت رئيس الجمهورية إلى أن معنويات المقاتلين وإصرارهم على بقاء النظام الجمهوري الخالد كانت أقوى من تلك الإمكانيات من الذهب والعتاد، بإيمانهم بقضيتهم ورفعهم شعار الثورة أو الموت، وهو ما يذكرني بشعار الوحدة أو الموت الذي رفعناه أثناء أزمة 92م -93م-94م.
صناع التاريخ نادرون
وقال: سبحان الله كيف تتماثل الأشياء، لكن الحياة مواقف ، وصناع التاريخ نادرون ، وليس الكم الكبير هو الذي يصنع التاريخ، صناع التاريخ نادرون ، والذين فجروا ثورة سبتمبر من المناضلين والقيادات السبتمبرية عددهم كبير ، ولكن كان هناك قيادة ودينمو محرك، حيث لا يمكن لهذا الكم من المقاتلين إلا أن يكون لهم قائد، مثلهم مثل آلاف المصلين الذين يدخلون المسجد لا بد أن يكون هناك من يؤمهم .
واستطرد فخامة الرئيس قائلاً: إذاً كان هناك دينمو محرك لثورة سبتمبر وصمود السبعين يوماً، أتذكر قيادات بطلة وشجاعة ومناضلة لا تكتب عن نفسها ولا تبحث عن المديح، عملت على فك الحصار عن طريق الحديدة، هذا هو المناضل «عبداللطيف ضيف الله » لا يبحث عن كتاب ولا شعراء ولا مداحين ومنافقين، فالتاريخ هو الذي يسجل، أما الهرطقة الكلامية ورفع الشعارات والكلام الكثير ( أنا عملت وأنا صنعت) فهذا يندرج تحت إطار التبجح.
وأضاف فخامته: اترك الآخرين يتحدثون عنك، فالتاريخ هو الذي سيقدر مواقفك ونضالك وإخلاصك ووفاءك للثورة والجمهورية.
وقال : عندما نعقد مثل هذه الندوات إنما نهدف من خلالها إلى تربية جيل جديد يتشبع بالوحدة والحرية والديمقراطية وبالنظام الجمهوري، ولنذكره بالماضي، وكيف كان يعاني شعبنا من الجهل والفقر والخراب والدمار على أيدي النظام الإمامي، وكيف انتهت الإمامة والتشطير إلى غير رجعة، وما كنا نعانيه من جهل وفقر وتخلف ومرض، فلا تعليم ولا مدرسة ولا ملبس ولا دواء، فما كان موجوداً هو الفقر وحقد وكراهية فقط.
وأردف فخامة رئيس الجمهورية : هذا ما كان يعانيه الشعب اليمني.. متسائلاً هل كان تفجير الثورة في ظل هذه الأوضاع ترفاً؟ أو ضد البدر أو الإمام أحمد أو الإمام يحيى كأشخاص.
نظام لا يعرف أبجديات الحياة
وقال: الثورة قامت ضد سياسات ونظام كهنوتي رجعي بكل ما في الكلمة من معنى، فهذا ليس تجنياً، فقد كان النظام الإمامي متخلفاً سياسياً وثقافياً واجتماعياً لا يعرف أبجديات الحياة، قياساً بما هو عليه الحال اليوم من التطورات الجديدة والأحداث ، فالعالم أصبح قرية واحدة، كم قنوات فضائية كم جامعات كم مدارس، لم يكن عندنا أيام النظام الإمامي إلا كتاتيب ومدارس محدودة في الحديدة وذمار وصنعاء وزبيد يدرس فيها النخبة والميسورون، وبعد مراجعات طويلة وأحكام شرعية دخل عدد من الأيتام إلى مدرسة الأيتام تلك المدرسة العظيمة التي أحدثت التحول ودخلوا الكليات الحربية والشرطة وفجروا ثورة 26 سبتمبر هذه المدرسة العظيمة.
وأضاف فخامته : على كل حال نحن نذكر ونربي شبابنا عبر الوسائل المختلفة ونذكرهم بالماضي البغيض لسنا حاقدين على أشخاص أو على أفراد، لكن نحن قمنا بثورة ضد الظلم والتخلف والحكم العنصري الطائفي، فجاءت هذه الثورة لتبقى.
الاحتقانات من ميزات الديمقراطية
وخاطب رئيس الجمهورية المشاركين قائلاً : مثلما صمدتم في السبعين وصمدتم في حرب الردة والانفصال فلقد وجدت الثورة لتبقى ووجدت الوحدة لتبقى.. معتبراً الحديث عن الاحتقانات عبر وسائل الإعلام المختلفة، ميزة من ميزات الديمقراطية والحريات وثمرة من ثمرات الوحدة المباركة.
وقال: تحدث كيفما تشاء لكن لا تمس الثوابت الوطنية، أما أن تتحدث عن الاحتقانات هنا وهناك، فهو احتقان في ذاكرتك في ثقافتك لأنك فشلت، كنت مع القوى المضادة للنظام الجمهوري وكنت مع القوى المعادية للوحدة والحرية والديمقراطية.
وأضاف فخامته: إذاً لابد أن تكون مهزوماً ومحتقناً، فلماذا تغرر على الشعب، بأن هناك احتقانات في الوقت الذي أنت محتقن بذاتك، فأنت صنعت أحداثاً خبيثه بالوطن، وحصدت أرواح الناس وتآمرت على قيادات وطنية ثورية وحصدت أرواحهم، وتتكلم اليوم أن هناك احتقاناً في الوطن، في حين أن الاحتقان في ثقافتك بسبب فشلك الذريع في عدم تحقيق شيء للوطن في الماضي والآن فاتك القطار، لوجود جيل جديد وقيادات جديده وثقافات جديده إلى أين ستذهب بهذه الأفكار التي تحملها فرحم الله امرأً عرف قدر عمره.
وأكد فخامة الأخ الرئيس أن لا خلاص من هذه المفاهيم إلا من خلال التعليم والتثقيف سواء في مراحل التعليم الثانوي أو الجامعي أو المعاهد ووسائل الثقافة بشكل عام، وبهذا يمكن أن نؤسس لثقافة عظيمة، و هو ما يتطلب إعادة النظر إلى أولادنا ، إنهم مازالوا أطفالاً صغار، فهذا على محيط الأسر، وهو ما يمكن قياسه على مستوى الأنظمة في الأقطار العربية والإسلامية.
وقال : هذا ما أحببت أن أتحدث عنه في الندوة ، وأعوذ بالله من كلمة (أنا)، اقلعوا عن قولة أنا، فهذه من أقوال الشيطان، وبإمكاني ان اتحدث عن هذا الرعيل، وهذه الكوكبة التي تشكل أمامي خارطة من أجمل الخارطات اليمنية، وأعرف الكثير منهم، يمكن أكثر من 80 بالمائة منهم أعرفهم شخصياً، وكل واحد أخذ دوره، يفضلون أن أتحدث عنهم وعن أدوارهم فلم يأت كلامي من فراغ ، فليس زيفاً أو كذباً القول : إن عبد اللطيف فك الطريق، ولا أن حسين الدفعي كان وزيراً للحربية والدفاع ومن قيادات السبعين أدى واجبه، وقد كان مناضلاً ثورياً كبيراً، والآن نحن أولادهم نواصل السير، وسيأتي بعدي من يقود المسيرة، ولن أظل ماسكاً للعصا، ومن غير المعقول أن من صمد في السبعين أو ساهم في تفجير ثورة سبتمبر، أو تحقيق الوحدة، يقول هذه ملكي، لا ليست ملكي بل هي ملك للأمة وأنا جندي.
المتاجرة بقضايا الوطن
وأضاف الأخ الرئيس: هناك أناس يتاجرون بقضايا الوطن متاجرة، أعوذ بالله، كم ابتزوا الثورة، أعرف أدوارهم وأعرفهم شخصياً وأعرف أدوارهم تماماً ، وكنا جنباً إلى جنب، فلا يجوز أن نبتز الوطن، نحن خلقنا من أجل الوطن وندافع عنه وعن كرامته وأمنه ورخائه، من أجل أن تنعم الأجيال ، أبناؤنا وأبناء أبنائنا بخير الجمهورية والوحدة، ولا يجوز أن نظل ندفّع الوطن الثمن.
وأكد إنه بالرغم من أن قضايا الوطن ليست بيعاً وشراء أو حكراً على أحد، إلا أن البعض استلموا ثمن دورهم في الثورة عشرات المرات.
وقال: الوطن بخير ، وصناع التاريخ كما تحدثت في الأول هم الأقل، لكن أنا متأكد أن الكثير من القيادات والشخصيات نادمة ، سواءً عندما ناصبت الثورة العداء أو عندما وقفت ضد الوحدة، لأن هذه القوى صمدت في السبعين، وكان لها دور عظيم وجوهري في النظام الجمهوري، وعارضوا الوحدة وصمدت الوحدة وانتصرت وأصبحوا نادمين ، أولئك الذين لم يقفوا بجانب الوحدة نادمين، في حين لا ينفع الندم.
وأضاف: عليك أن تسلك السلوك الحسن ، وأن تكون مخلصاً لهذا الوطن، وأن تكون جندياً لهذا الوطن خادماً له لا مبتزاً للوطن.
وقال فخامة رئيس الجمهورية في ختام كلمته: الزملاء من أبطال السبعين والقيادات السبتمبرية أدعوكم للتذكر والمراجعة من وقت لآخر، لما من شأنه تصحيح مفاهيم كثيرة..معرباً عن الشكر لكل المناضلين المخلصين أبطال السبعين وثوار سبتمبر وأكتوبر، ولمن دافعوا عن الوحدة والحرية والديمقراطية.
التفاف على النظام الجمهوري
وفي إطار مداخلة مقدمة من فخامة الأخ رئيس الجمهورية إلى الندوة أوضح فخامته بأن العناصر الإمامية التي حاربت النظام الجمهوري على مدى خمس سنوات أرادت الالتفاف على النظام الجمهوري بما يسمى الدولة الإسلامية، وذلك أثناء مؤتمر الطائف ، وهي ذات الوجوه والشخصيات التي سعت إلى إثارة الفتنة وشق الصفوف مع من حققوا الوحدة والحرية والديمقراطية في ال22 من مايو 1990م.. مشيرًا إلى أن تلك العناصر عملت على خلق الشقاق والتفرقة تحت مسمى مشروع وثيقة العهد والاتفاق في محاولة أخرى للالتفاف على منجز الوحدة العظيم، بعد أن فشلوا في إعادة عجلة التاريخ للوراء بانتصار الشعب لثورته ونظامه الجمهوري.
وقال: لقد عملنا وخلال مؤتمر عمان الذي شاركت فيه مختلف أطياف العمل السياسي بما فيها أصحاب مشروع الوحدة والشرعية الدستورية على درء الفتنة وتجنب الانزلاق نحو الحرب ، ولكنهم للأسف جعلوا من تلك الوثيقة المفخخة بالفتنة مشروعاً للحرب التي فجروها في صيف عام1994م، ولكن بحمد الله وصمود كل أبناء شعبنا انتصرت الوحدة والشرعية الدستورية في 7 يوليو1994م، وبعد 67 يوماً من الصمود والمواجهة تماماً مثلما انتصرت الثورة والنظام الجمهوري بعد 70 يوماً من الصمود البطولي ويالها من مصادفات عجيبة وما أشبه الليلة بالبارحة فلقد انتصر الحق على الباطل وانهزم دعاة الفتنة والاحتقان من أعداء الثورة والوحدة وانتصرت راية الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.
كلمة العميد الشاطر
وكان مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد علي حسن الشاطر قد ألقى كلمة رحب في مستهلها بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة في هذا الحفل الذي يقام بمناسبة الذكرى الأربعين لملحمة السعبين الخالدة التي سطر شعبنا أحداثها ووقائعها البطولية بتضحياته الجسيمة كواحدة من أعظم معارك التاريخ الوطني.
واعتبر الشاطر ملحمة السبعين معركة مصيرية مثلت ذروة الصراع بين قوى الثورة والقوى المضادة لها، وحسم فيها الشعب اليمني وبشكل ناجز حرباً استمرت خمس سنوات بكل ما فيها من تداخلات عميقة لصراعات وتوازنات قوى مختلفة ومصالح متشابكة.. وقال: لقد انتصرت فيها إرادة الثورة وأصبحت حقيقة لا تقبل الشك والمساومة واندثرت قوى التخلف والظلام الإمامي الكهنوتي.
وأكد مدير دائرة التوجيه المعنوي أن الاحتفال بمناسبة الذكرى الأربعين لملحمة السبعين الخالدة يجسد الإصرار والعزيمة على مواصلة النضال من أجل تحقيق كل الغايات والتطلعات الوطنية لشعبنا في التقدم والازدهار والعزة والكرامة، وتكريم لكل التضحيات التي حفلت بها ملحمة السبعين.
وقال: في الوقت الذي كانت فيه جحافل القوى الرجعية والمرتزقة المحلية والدولية تخيم بظلامها القاتم على محيط العاصمة صنعاء وتدق أبوابها كان العالم مشغولاً بإحصاء الأيام والساعات المتبقية من عمر النظام الجمهوري، وكانت هذه الحسابات قائمة على قراءة مغلوطة لإرادة الجماهير ولحقيقة الثورة التي تجذرت في الوعي والسلوك والفعل الشعبي وأضحت في وجدان وضمير كل مواطن إرادة وقوة يستحيل قهرها.
وأضاف: ففي ميدان المعارك استشهد وجرح الآلاف إلا أنهم لم ينهزموا ولم ينكسروا، لقد اختزلت إرادة المدافعين عن الجمهورية في شعارها المقدس الجمهورية أو الموت، فهذا الشعار العظيم شكل قناعات المدافعين عن صنعاء وألهمهم لاجتراح المآثر والبطولات في سبيل الدفاع عن الجمهورية ووضع حد حاسم لكل المساومات والرهانات على قضية النظام الجمهوري وشكل في الوقت ذاته برنامجاً نضالياً ومرحلياً واضح المعالم والأهداف ، التفت حوله مختلف قوى المجتمع باختلاف تياراتها الفكرية والسياسية لشكل قوة وطنية منيعة أفشلت كل المؤامرات الداخلية والخارجية بسياج منيع تحطمت عليه غزواتهم الحربية وتقهقرت أمامه جحافل المرتزقة والمأجورين.
ولفت العميد الشاطر إلى أن وقائع وأحداث حرب السبعين يوماً ونتائجها أكدت حتمية قهر وهزيمة أي قوة غاشمة مجردة من القيم المعنوية وتوظف لخدمة أهداف ومشاريع موجهة ضد الحياة وقوانين التطور التاريخية وتكرس لإعادة الشعوب إلى الماضي، كما أكدت استحالة قهر إرادة الشعوب وقيمها المعنوية والأخلاقية واستحالة إجهاض أحلامها وتطلعاتها المشروعة وأهدافها النبيلة مهما كبر حجم التآمرات وتعددت أشكالها وأسلحتها وأساليبها.
وقال: ما يؤسف له حقاً أن نجد اليوم بقايا أزلام قوى التخلف والظلام تطل برؤوسها عبر بوابة الديمقراطية لتنفث سمومها وأمراضها في جسد الوطن في محاولة يائسة لتمزيق كيانه ووحدته وزعزعة أمنه واستقراره، ويبدو أن هذه القوى لاتجيد قراءة التاريخ ، ولا تستفيد من عبره ودروسه، ولم تدرك بعد أن كل المشاريع والأحلام التي تفرزها مصالح القوى الأجنبية المعادية للوطن والشعب والتطلعات الذاتية غير المشروعة المبنية على أسس جهوية أو مذهبية أو عصبية مصيرها مزبلة التاريخ مثلها مثل غيرها من الدسائس والمؤامرات التي سبق أن اعترضت مسيرة الثورة وماتت في مهدها.
وأضاف: هذا هو المصير الذي يؤول إليه كل عمل يأتي ضد قوانين التطور الوطنية والحضارية وقيمها الجمعية الموحدة.
وأكد مدير دائرة التوجيه المعنوي أن مشاريع الحاضر التآمرية لن تكون أخطر من تلك التي جابهتها الثورة بعد ولادتها ولا يستحق ذكرها فهي ليست أكثر من مجرد ظاهرة صوتية لا تمتلك أبسط مقومات البقاء والاستمرارية ولأنها قبل كل شيء تحمل في داخلها عوامل فشلها وفنائها المحتم.
وأشار إلى أن وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة ممثلة بدائرة التوجيه المعنوي وصحيفة 26سبتمبر عملت على التهيئة للاحتفال بالذكرى الأربعين لدحر الحصار عن صنعاء وعقد الجزء السادس من ندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية بعنوان «ملحمة السبعين يوماً - الوقائع والدروس والعبر» عبر توثيق شهادات وذكريات كوكبة من المناضلين عسكريين ومدنيين، عن تاريخ الثورة اليمنية (26 سبتمبر و 14 أكتوبر ) ومراحل تطورها.
وقال: عملنا على تدوين المعلومات والحقائق من أفواه المساهمين المشاركين والمواكبين لأحداث الثورة اليمنية ومازالوا يعيشون بين ظهرانينا حتى يكون الاقتراب من صورة الأحداث أكثر موضوعية وأقرب مصداقية وأوثق حقيقة، لاسيما وأن كتابات شتى صدرت وتناولت الأحداث من زوايا خاصة بمدوني هذه الأحداث مشاركين أو مؤرخين وأحياناً كثيرة من منظور أحادي متحيز، لهذا كان التركيز على توثيق الحقائق كما هي دون أي تدخل ليكتب التاريخ بتجرد ونزاهة وطنية وأخلاقية.
وأوضح العميد الشاطر أن نتائج سلسلة الندوة حوتها خمسة مجلدات وثقت لكل ما أدلى به المشاركون فيها، إلى جانب مجلد خاص تضمن ما تم الحصول عليه من وثائق الإرشيف الأجنبي الذي مثل جزاء من الوثائق والخطط والتقارير المرتبطة بالعمل المعادي للثورة من قبل فلول الإمامة والملكيين أعدها خبراء عسكريون أجانب ومرتزقة.
كلمة اللواء الشقيري
كما ألقى اللواء صالح ناصر الشقيري كلمة المدافعين عن صنعاء ، ثمن فيها رعاية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة لهذة الندوة المكرسة واهتمامه الدائم بمناضلي الثورة اليمنية وحرصه على تدوين وتوثيق تاريخها المجيد من خلال شهادات صناع الأحداث العظيمة ممن اجترحوا المآثر وصنعوا البطولات الخالدة.
وقال : لا شك أنكم تدركون جيداً ما اعترض طريق الثورة اليمنية من الصعوبات وما واجهها من العقبات وما حيك ضدها منذ نعومة أظافرها من المؤامرات التي وقفت وراءها القوى الرجعية ، التي رأت انتصار الثورة قضاء على مصالحها التي كانت قائمة في الأساس على حساب مصالح الشعب والأمة ، فما كان منها إلا أن سخرت كل طاقتها وبذلت أقصى جهدها بغية وأدها في مهدها.
وأضاف : وما إن بلغت الثورة الوليدة عامها الخامس حتى كانت فلول القوى الرجعية المندحرة الآفلة، نتيجة لما كانت قد لقيته من الدعم السخي من القوى المؤيدة لها ، قد تمكنت من إحكام طوق الحصار حول صنعاء، وبدأ الرجعيون الحاقدون يمطرونها بوابل من قذائف أسلحتهم المغلفة بسوداوية حقدهم الدفين في محاولة يائسة لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وإسقاط صنعاء الشموخ والإباء تمهيداً للقضاء على الثورة والنظام الجمهوري السبتمبري وإعادة رموز الكهنوت والرجعية إلى حكم اليمن بعد أن تجاوزهم الزمن.
وأشار إلى أن صمود عاصمة النضال وعدم تأثرها بما كان يتسرب إلى خلف أسوارها من الشائعات التي كانت تبالغ في تصوير سوء الحال، بالإضافة إلى شدة استبسال المناضلين من منتسبي القوات المسلحة والأمن وأبناء الشعب الأبطال في الدفاع عنها على مدى سبعين يوما واحتمالهم طوال فترة الحصار المرير رغم كل ما لاقوه من الأهوال العظيمة وتقديمهم التضحيات الجسيمة واقتحام الصعاب وإصرارهم الشديد على دحر الملكيين وقتالهم ببسالة تحت شعارهم المشهور ( الجمهورية أو الموت ).. ولفت إلى أن ذلك الصمود ولّد اليأس في نفوس فارضي الحصار من ذوي النفوس المريضة والأخلاق الذميمة وبذر فيها بذور الهزيمة بالرغم مما كان في حوزتهم من إمكانيات كبيرة وأموال وفيرة فإذا بكافة أبناء اليمن يتخطون ما كان قد نصبه بينهم الاستعمار من حواجز التشطير ويتنادون في كل المحافظات ويطوقون الحصار المضروب على صنعاء من جميع الجهات ، مقدمين بدورهم على الرغم من قلة الإمكانيات ما أملى عليهم الواجب الوطني المقدس من التضحيات حتى أمكنهم في ال 8 من فبراير عام 68م كسر طوق الحصار الجائر عن صنعاء بعد مضي سبعين يوماً من العناء جراء نفاد الماء والغذاء ملحقين بفلول الرجعية هزيمة نكراء وملقنين إياهم دروساً لا تنسى حاكمين بذلك على بقايا النظام الإمامي الكهنوتي المتهالك بالذهاب إلى غير رجعة وموطدين أركان النظام الجمهوري العادل.
وأكد اللواء الشقيري أن ذلك الصمود والنضال قدم عبراً وعظات للأجيال اللاحقة أبرزها عدم القبول بأنصاف الحلول على حساب الثوابت الوطنية وعلى حساب المصلحة الوطنية العليا ، وضرورة إدراك أهمية التحلي بالصبر عند الشدائد وإعمال العقل في عملية إفشال ما يحاك ضد الأمة من المؤامرات وإحباط ما يدبر ضد الوطن من المكائد، ووجوب الحذر من الوقوع في شراك الشائعات المغرضة التي تهدف إلى تثبيط الهمم وتمزيق الصف وصرف الجمهور عما أجمع عليه من وحدة الغاية والهدف، وضرورة احترام إرادة الجماهير والتصدي لكل من يحاول أن يمارس عليها أي شكل من أشكال الوصاية تحت أي مبرر، وضرورة بذل الغالي والنفيس بما في ذلك التضحية بالنفس التي لا يعدلها ثمن صوناً لكرامة الأمة ودفاعاً عن ثرى الوطن على اعتبار أن للأوطان في دم كل حرٍ يدٌ سلفت ودين مستحقُ.. وقال : لعل ماتقدم من حديثي عن ملحمة السبعين يوماً بلسان من عاش ذلك الواقع ونال شرف المشاركة في خوض مادار فيه من المعامع قد برهن على الأهمية الكبرى لهذه الملحمة الوطنية الغراء التي تعد نقطة تحول في تاريخنا المعاصر، فبقدر ما مثلت انتصاراً للشعب لنيل حياة العزة والكرامة ونسفت أوهام أولئك الذين كانوا لايزالون يتشبثون بأذيال الإمامة، بقدر ما كشفت عن مواطن القوة الكامنة في شعبنا اليمني التي برهنت عليها العاصمة صنعاء بصمودها الجبار أمام شراسة الحصار.
كلمة أبناء الشهداء
كما ألقى الأخ فؤاد الديلمي نجل الشهيد طيار محمد الديلمي كلمة باسم أبناء شهداء ملحمة السبعين كلمة عبر فيها عن الشكر والتقدير لتنظيم هذه الندوة المكرسة للذكرى الأربعين لدحر حصار السبعين يوما عن صنعاء والتي تعبر عن الوفاء والعرفان لدور الشهداء والأبطال الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن.
وقال : اسمحوا لي في مفتتح هذه الندوة المميزة والرائعة أن نقف وقفة إجلال ومهابة على أرواح الشهداء الأبرار شهداء اليمن كلهم، شهداء كل المراحل وشهداء معارك السبعين يوما معارك الدفاع عن الثورة والنظام الجمهوري.
وأضاف : إننا في هذه اللحظات التي تسمو فيها مشاعر الوفاء والعرفان لتصل إلى مصاف رفيعة من الشموخ والإباء لنستحضر مآثر الشهداء وأطيافهم تملأ أجواء هذه الفعالية ، لتقدم العرفان الجميل للمشاركين ولمنظميها، وفي مقدمتهم فخامة الوالد الرئيس علي عبد الله صالح الذي رعاها وشهد افتتاحها، وندعو الله أن يبارك مثل هذه الجهود الطيبة.
وتابع : ليثق ذوو القلوب البيضاء والمنتمون فعلاً إلى هذا الوطن الغالي وإلى الثورة اليمنية 26 سبتمبر و 14 أكتوبر أن التاريخ اليمني الحديث والمعاصر يقف إجلالاً واعتزازًا في مثل هذه اللحظات وفي مثل التجليات المباركة ؛ لأن توثيق التاريخ وتسجيل تفصيلاته وتدوين الإسهامات الجليلة إنما هو عمل يحفظ للشعب هويته ويعزز من مكونات ذاكرته الشاملة ، ويقوي من صلة أجياله المتعاقبة وارتباطها بالوطن، فدراسة التاريخ وقراءته برؤية وطنية صادقة وبعيداً عن الأهواء السياسية والمواقف العدائية تمنح الجميع وضوحاً ونفاذاً إلى التوجهات الإيجابية الهادفة إلى الاصطفاف الوطني والتلاحم الكفاحي تحت راية الوحدة الوطنية، المظلة الواسعة التى نستظل بها جمعيا ، ونبني تحت لوائها وطناً قوياً شامخًا وأكثر نماء وازدهارًا.
وأشار إلى أن ما يثلج الصدر ويملأ الوجدان الإنساني والوطني بالمشاعر الفياضة بالحماس والتوهج وبالفاعلية هو ما نراه ونلمسه من قيم وطنية تجعل كل حرف وكل سطر كتب و سيكتب عن نضالات الخيرين الأجلاء من شهداء الشعب والوطن ، يشع نوراً ويفوح عطرًا لأنها صدرت من رجال كان لهم إسهامات غيرت مجرى التاريخ وأسهمت في بناء حاضر ومستقبل شعب يستحق الحرية والحياة الجديدة بعد أن عانى ويلات من القهر والعذاب والمآسي والتجهيل وسلب الإرادة في عيش كريم، على يد جلادين وعتاة، جلبتهم الصدف من المجاهل ليسلطوا على شعبنا اليمني ويذيقوه المرارة والظلم.. وقال : ولكن هيهات .. هيهات ، فقد كان رد الشعب قاطعاً مثل حد السيف عبر ثورة يمنية أصيلة، انتصرت طوال مراحل المواجهة مع القوى المعادية للشعب ، ودفنت وأحلامها على صخرة صمود أبطال السبعين الشجعان التى ستبقى مآثرهم محفورة في وجدان التاريخ المرصّع ببطولاتهم ومآثرهم الخالدة.. وأضاف الديلمي : فخامة الوالد الرئيس القائد .. الآباء المناضلون .. الحاضرون جميعاً .. إن هذا التاريخ المشرق للثورة اليمنية المباركة 26 سبتمبر و14 اكتوبر جدير بأن لا يبقى رهيناً بالمواسم وتذكيراً محدوداً في المناسبات وهاهي دعوة ورجاء نوجهها لفخامة الرئيس القائد باسم دماء كل الشهداء الأبرار أن تكون المحاور الأساسية والأحداث التى حفلت بها معارك السبعين يوماً، وكذا أحداث تاريخ الثورة اليمنية والوحدة جزءًا أصيلاً من المناهج الدراسية للمدارس والجامعات والمنشآت التعليمية العسكرية وأن تكون رؤية ماثلة أمام أنشطة المؤسسات الإعلامية والصحفية الرسمية، وهذا هو التكريم الفعلي للشهداء ولتضحياتهم وسيرتهم النضالية.
قصيدتان شعريتان
وألقى الرائد أمين أبو حيدر وصالح صائل الأمين العام المساعد لجبهة التحرير قصيدتين شعريتين تناولتا حدث ملحمة السبعين يوماً وتلاحم النضال الوطني في الانتصار للثورة اليمنية ال 26 سبتمبر و ال14 اكتوبر والدفاع عن العاصمة صنعاء.
ورقة فخامة الرئيس
بعد ذلك استمع الحاضرون إلى الورقة المقدمة من فخامة الأخ رئيس الجمهورية حول شهاداته عن ملحمة السبعين يوماً والتي استعرضت الظروف والمناخات السياسية والعسكرية التي رافقت فترة الحصار الذي تعرضت له العاصمة صنعاء والمدافعين عنها من قبل فلول القوات الإمامية والمرتزقة الذين كانوا يحاربون في صفوفها والدور الذي اضطلع به المدافعون عن صنعاء في دحر الحصار عن العاصمة صنعاء.
مبرزاً تلاحم الدور النضالي والوطني لأبناء شعبنا اليمني شمالاً وجنوباً شرقاً وغربا ًمن أجل الذود عن الثورة ودحر الحصار عن العاصمة صنعاء ، مشيراً إلى أن ملحمة السبعين يوماً قد شكلت محطة هامة وفاصلة في مسار التاريخ المعاصر للوطن من خلال ذلك الانتصار الحاسم الذي تحقق للثورة وترسيخ دعائم النظام الجمهوري.
مشيراً الى أن ما تتضمنه الورقة عن ملحمة السبعين يمثل الشيء القليل من المعلومات التي كتب لها البقاء في الذاكرة والصمود أمام فعل الزمن وهموم الحياة العملية ، وهذا لا يرتقي إلى مستوى ضخامة الحدث وأهميته التاريخية والسياسية وطنياً واقليمياً ودولياً.. موضحاً أن أغلب المقاتلين كان كل واحد منهم يخوض في اليوم عدة معارك وفي مواقع مختلفة وعلى مدى 70 يوما .. مشيراً الى أننا اليوم وبعد أربعة عقود من الزمن يصعب على الكثيرين التحدث عن كل المعارك والأحداث التي شارك فيها مالم يكن قد دون وقائعها المباشرة في مذكراته .
واستعرض فخامته في الورقة المقدمة إلى الندوة الأهمية الوطنية والتاريخية للانتصار ..مشيراً إلى أن ملحمة السبعين يوما تعتبر واحدة من أعظم معارك الوطن في التاريخ المعاصر من حيث أهميتها ونتائجها وأبعادها الوطنية سياسياً وعسكرياً، وكانت زاخرة بأحداث كبيرة وتضحيات جسيمة ومآثر بطولية يستحيل على الزمن تجاهلها أو طي صفحاتها.
وأوضح أن أعداء الثورة قد خططوا في هذه المعركة للسيطرة على صنعاء خلال أيام قليلة عبر هجوم شامل خاطف ، وكان رهانهم مبنيا ًعلى قوتهم العسكرية الكبيرة وتفوقهم الكبير في العدة والعتاد وأسلحتهم المتطورة إلى جانب تفردهم بامتلاك مجمل العوامل المادية والعسكرية للنجاح في هذه الحرب.
وأضاف : إن كافة محاولات الأعداء المتواصلة لاقتحام العاصمة صنعاء قد فشلت وتكبدوا خسائر جسيمة وأدركوا استحالة قهر إرادة الثورة وإرادة التغيير، وتقهقروا مهزومين وتحطمت خططهم في السيطرة على العاصمة وتبددت أحلامهم في استعادة السلطة والعودة بعجلة التاريخ للخلف .
موضحاً الدروس والعبر المستخلصة من هذه الملحمة الوطنية العظيمة وموضحاً الأوضاع السائدة على الجبهتين الجبهة المعادية للثورة و الجمهورية وفي الجبهة المدافعة عن الثورة و النظام الجمهوري.
فيلم وثائقي لملحمة السبعين
هذا وقد قدم خلال الجلسة الافتتاحية فيلم وثائقي يبرز عرضاً مرئياً لملحمة السبعين يوماً، أبرز ملامح من جبهات القتال المتصلة بملحمة السبعين يوماً ودحر الحصار عن العاصمة صنعاء .
حضر الجلسة الافتتاحية للندوة الإخوة الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء ، وعبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى والقاضي عصام السماوي رئيس المحكمة العليا رئيس مجلس القضاء الأعلى ، والدكتور عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية ، وعبدالقادر باجمال ، والدكتور حسن مكي، والدكتور عبدالعزيز المقالح مستشارو رئيس الجمهورية وعدد من الإخوة الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى ، ومناضلو الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر والقيادات العسكرية والأمنية.. وبعد استراحة قصيرة عقدت الجلسة العامة الأولى لندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية في جزئها السادس بعنوان (ملحمة السبعين يوماً : الوقائع.. الدروس.. العبر) برئاسة الإخوة المناضلين اللواء عبداللطيف ضيف ، والدكتور محمد عبدالسلام منصور، واللواء عبدالله ناجي دارس.
حيث قدم اللواء حسين محمد المسوري ورقة بعنوان (من ذكريات حصار السبعين) أشار فيها إلى أن الهجمة الإمامية قد بدأت على العاصمة باحتلال بعض المواقع المحيطة بها وقطع طريق تعز والحديدة.. وقال : إن قادة القوات المسلحة والأمن قد أعدوا خطة دفاعية شارك فيها قادة الأسلحة والوحدات والألوية التي واجهت الموقف بكل شجاعة وثبات.
واستعرض المسوري الخطة التي نفذها سلاح المشاة الذي كان قائداً له إبان الحصار مذكراً أن جميع الأسلحة قد أدت واجبها بكل شجاعة وتضحية وبسالة وبإمكانيات متواضعة لكنهم كانوا يملكون الإيمان والعزيمة التي لا تلين..
ثم قدم الأخ محمد عبدالسلام منصور ورقة بعنوان (الخلفية الاجتماعية والسياسية لكسر حصار صنعاء).. استعرض فيها الخلفية الاجتماعية والسياسية التي أفضت إليها الأحداث المتسارعة منذ قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م.. والتي صارت تشكل واقعاً موضوعياً يؤثر تأثيراً بالغاً في مسار الصراع العسكري المرير الذي بلغ احتدامه الغاية القصوى أثناء حصار القوى الإمامية لصنعاء حصاراً عسكرياً تواصل لمدة اثنين وسبعين يوماً حشدت خلاله كامل قواتها وقاتلت مستميتة في سبيل إسقاط العاصمة للإطاحة بالنظام الجمهوري وإعادة الإمام الى العرش فيما احتشدت في الجانب المقابل كامل القوى الجمهورية عدداً وعدة داخل العاصمة صنعاء وخارجها تقاتل مستميتة في سبيل فك الحصار وإلحاق الهزيمة بالقوى الإمامية من أجل تثبيت النظام الجمهوري ، فكتب النصر للقوى الجمهورية مقابل هزيمة الإمامة التي طوت آخر صفحات التاريخ الملكي في اليمن .
ويناقش المشاركون في الندوة التي تنظمها دائرة التوجيه المعنوي وصحيفة 26 سبتمبر على مدى خمسة أيام أكثر من 80 ورقة عمل تتمحور حول وقائع حصار السبعين والمحاور القتالية خلال الحصار، بالإضافة الى الخلفية السياسية والاقتصادية والأبعاد الاجتماعية لحصار السبعين ، والوضع الاقتصادي والمالي للدولة أثناء الحصار وكذا محور الموقف الشعبي و الرسمي للدولة الوليدة بجنوب الوطن.. كما تتناول الندوة التي يشارك فيها أكثر من 300 مشارك من المقاتلين العسكريين والجيش الشعبي والمقاومة الشعبية الذين ساهموا في تلك الملحمة البطولية إلى جانب الشخصيات الاجتماعية والباحثين والأكاديميين والمهتمين محور واقع القوات المسلحة خلال الحصار وإمكانيات الدولة والاحتياطات المالية والبشرية ، بالإضافة الى التلاحم الشعبي مع القوات المسلحة لمواجهة المد الملكي خلال الحصار، والقيادة الميدانية ونموذجية سلوكها وانعكاساتها على المقاتلين وطبيعة الإيثار عند القادة والتسابق لتنفيذ المهام.
كما تعرض الندوة نشاط المقاومة والقوى الشعبية خلف خطوط العدو ، وبالذات محور الحديدة صنعاء ، وعمليات بني مطر والحيمتين ومحور معبر يسلح، بالإضافة إلى دور التجار في دعم المجهود الحربي في القوات المسلحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.