على ما أعرف أنه يوكل للاختصاصي الاجتماعي مهمة التعامل اجتماعياً مع القضايا الاجتماعية للطلاب في المدارس، بمعنى أنه قد يشاغب الطالب أو الطالبة بشكل مستمر، وهذا دليل في الأغلب أن الطفل يعاني من شيء ما، أو قد يهمل دروسه فجأة، أو قد يدخل في حالة انطواء بعد أن كان شعلة من النشاط، أو قد يدخل في مهاترة مستمرة مع معلم ما. حالات كثيرة ومتنوعة تتزايد كل يوم في مدارسنا للأولاد و البنات، وتصرفات قد لا تخطر على بال تصدر من أبنائنا، وهو شيء طبيعي خاصة في مرحلة المراهقة ومع تردي الأوضاع الاقتصادية للبلد كافة، وتغوُّل التكنولوجيا من خلال دخول الهواتف الذكية والمتقدمة تكنولوجيَا إلى كل منزل وتوفر شبكات الإنترنت في كل مكان. على كل حال هنا تزيد المسؤولية الملقاة على عاتق إدارة التربية والتعليم بشكل عام والمدرسة بشكل خاص، والأسرة أيضاً، ولكن إذا غابت الأسرة بغياب الأم مثلاً باليتم أو عدم استقرار الأسرة و ما إلى ذلك، هل نركن إلى قيام المدرسة بواجبها؟ طبعاً للحديث في هذا الموضوع جراح دامية تسيل على سنة القلم عندما أريد أن أرسمها كلمات، فهناك الكثير ممن حكى لي عن واقع الاختصاصية الاجتماعية في المدرسة التي تكون في الأغلب غير مؤهلة، ولكن لأنها مقربة من المديرة أولا تريد تحمُّل جدول، فتوكل لها المديرة وظيفة الاختصاصية الاجتماعية، وأحياناً تكون خريجة ومتخصصة، لكنها غير مؤهلة للتعامل مع الطلاب وما درسته في الجامعة ظل حبراً على أوراق الملازم. فالمدرسة الاختصاصية أصبحت بدلاً من أن تعرف الظرف الذي تؤول إليه الطالبة في حالة منفردة وفي وضع نفسي يسمح لها بالكلام بمعاناتها، أصبحت تُدخلها إلى غرفة الاختصاصية الأشبه باستراحة أو مقهي لكل المدرسات، وعلى الطالبة أن تجيب على تساؤلات الاختصاصية في هذا الوضع وإلا فهي قليلة أدب إن صمتت أو شعرت بوجع كرامتها فردت بطريقة ربما تعبر عن حزنها، وأصبح الطالب يُسأل عن مقدار مصروفه اليومي من قبل الاختصاصية أمام كل زملائه، مع أنه يمكن أن يكون لا يملك قوت يومه فما بالكم بالمصروف؟ بل قد يتأخر لأنه لا يملك الزي المدرسي وينتظر أخوه ليأتي من الدوام صباحاً ويرتدي الزي بدلاً عنه ليذهب إلى مدرسته مساء. وعندما تأتي الأم إلى إحدى المدارس لتشكو إلى الاختصاصية أن ابنها تصل إليه حبوب مشبوهة من الزميل الفلاني، وقد ذهبت إلى الصيدلية وتأكدت أنها تدخل ضمن الحبوب المخدرة، تُجابه بالتشديد على الصمت لأن هناك عصابة من خارج المدرسة تتواصل مع الطلاب، وليس الطلاب هم السبب الرئيسي، وعندما يذهب ولي الأمر إلى الاختصاصي ليعالج قضية وضع أصبح يعاني منه ابنه أو ابنته من المدرس الذي يتعمد إحباط طالب لأنه يناقشه فيتعمد إحباطه نفسياً بخصم درجات بلا مناسبة، ويكبر الوضع بينهم ، فيكون الحل أعطي المدرس( 500 ريال ) وسيمشي الأمر. وعندما تشكك الاختصاصية في أخلاق الطالبة لمجرد أنها تصرفت تصرفات طفولية، وتشعر أهلها بأنه قد يصل الأمر لفصلها من المدرسة، مع أنها تصرفت تصرف طفلة وليس تصرف منحرفة عن الأخلاق فهذا يعني أن على إدارة التربية والتعليم أن تعمل على تأهيل الاختصاصيات الاجتماعيات . الاختصاصي الاجتماعي في المدرسة، يكمل دور الأسرة، يكمل دور الأب والأم، فهي رسالة لمدير إدارة التربية والتعليم في كل محافظة، ولكل مديرات ومدراء المدارس، أبناؤنا أمانة في أعناقكم لا تتساهلوا في وظيفة الاختصاصي الاجتماعي، وارفعوا من مستواهم بشكل متواصل، لابد من تأهيلهم بشكل مستمر بكل الدورات التي يمكن أن تساعدهم في التعامل مع الطلاب في كافة مراحلهم، والاختصاصي الاجتماعي الذي يعاني مشكلة في نفسه يجب الاستغناء عنه، فأبناؤنا ليس محل تجارب، بل هم مستقبل اليمن فلا تضيعوهم .