مكشوف الظهر والسند قانع برشف الشاي المعبأ بعلبة الفول مع قطع الكدم الوجبة اليومية له.. يعطي الوطن والدولة...الهيبة والسيادة والحماية...تحول مع علبة الفول وأطفاله ورقة مساومة رخيصة تستهدف الوطن برمته وبمؤسساته الوطنية. ما الذي حدث حتى يتآمرون عليه زرافات أفراد وجماعات نخب...داخلية وخارجية...؟ الأحداث الأخيرة والاستهداف المتكرر لهذا الجندي وجه الوطن وكرامته ومعصمه.. قُتل الجندي بعجز الحكومة في حمايته... وأوشكت أن تُصنف أنها متآمرة على جنودها وتعمل على تدمير روحهم المعنوية والإنسانية أولاً بجعلهم على هامش الحياة الكريمة والإنسانية, برواتب ضئيلة لا توفر لهم أدنى مستوى آدمي من المعيشة اللائقة...بصورتها وبكرامتها. الثاني حين تتركهم نهباً للموت المتربص بهم في كل حركة بالقتل والاغتيال واقتحام مقراتهم. من قبل (سواااح الموت) يجوبون اليمن بحرية... متنقلين من محافظة إلى أخرى ليقتلون الجنود ويغتالون الضباط. مؤلمة حالة الانكسار التي يعيشها الجندي وهو يحمل زميله جريحاً مصاباً أو مقتولاً...بتنهدات الفشل الذي يغمره, تجاه حكومته التي لا تحرك ساكناً لحمايته أو الغضب من أجله.. أو من أجل كرامتها هي أولاً.. غاضباً لحالة البلادة والضعف وبتخلي الحكومة عن واجبها الوطني والأخلاقي في حماية حماة الوطن والبلاد والمواطنين؛ لأنها لا تريد أو لأنها لا تملك. الأجهزة المعنية المتعددة والمتنوعة والمترهلة بالصراعات الحزبية والمناطقية والمصالحية وحتى الخارجية بعجزها خذلت الجندي بجعله محطة استهداف منتظم، وتحول «الجندي» لصور عاجزة مقيتة لعجز الحكومة عن حمايته من قاطع طريق أو متمرد سفاح أو مستأجري القتل المحترف... وتصفعه بتحكيمها لقاتله جزاء قيامه بواجبه الوطني، يتساءل أكثر أولاد الجندي المقتول: لماذا لا تثور الحكومة من أجل جنودها وأبنائها؟... قتل الجندي قتل للجمهورية وللدولة. لابد من محاكمة من أهملوا وتسببوا في التقصير بعدم حماية جنود وأبناء البلد... النخب تعرف جيداً من يقف وراء القتل اليومي لأبناء الوطن...الخضوع لمحور الصراعات جعلهم جبناء خائري القوى متخلين عن أدوراهم نحو حماة الشعب والوطن.. وواجبهم نحوه...قد ربما يتذكرونه بورقة كرتونية أنه شهيد للوطن.. وإفادة بأن يصرف راتبه لأولاده.. إن استطاع الصغار إقناع من يهمهم الأمر أنهم مستحقون لمعاش الوالد العسكري الشهيد قبل أن يأتي من يسلبه صفة أنه شهيد.. فقده الوطن وأولاده وزوجته وأمه وأبوه وزملاؤه ومجتمعه، وأصبحوا من بعده أيتاماً.