صبيحة الإثنين 14 /4 /2014م ، عشتُ تجربةً جديدةً .. لذيذةً عشتها على مستويين : مستوى شخصي ومستوى عام . على المستوى الشخصي كنتُ مدعواً لحضور الفعالية الديمقراطية لإنتخاب برلمان الأطفال الجديد 2014 2016م ، بإعتباري أباً للطالبة المرشحة / منار عادل .. الطالبة في الصف الثامن مدرسة فاطمة الزهراء / مديرية المعلا محافظة عدن . أما على المستوى العام فبحسب أني من الناشطين الإجتماعيين والفاعلين في مؤسسات المجتمع المدني ، عوضاً عن كوني إعلامياً (كاتب صحفيً) . المهم .. حضرتُ الفعالية وكانت بمستوى عرس ديمقراطي ( كامل الدسم ) .. آثار المعركة الإنتخابية ما تزال مشنوقةً على الجدران والأعمدة ، ومعالم التحفز باديةٌ في وجوه الكتلة الإنتخابية .. ناخبات ومرشحات !! قبل تدشين العملية الإنتخابية حضرنا حفلاً رائعاً .. مدهشاً وكان متميزاً أيضاً ، وخُدم بعناية فائقة .. تقدمت الحفل فتيات صغيرات بعمر الزهور والعصافير ، بلوحةٍ فنيةٍ راقصةٍ بالزي العدني التقليدي الجميل ، على مقطوعاتٍ غنائيةٍ عذبةٍ قدمتها فرقة المدرسة ، وكانت إحدى العصفورات الجميلات قد ترجلت مقطوعة شعرية مؤثرة عن اليتيم .. وقد نالت تلك الفقرات إعجاب الحاضرين جميعاً .. وقد كانت نجمة الفعالية بلا منازع الأستاذة القديرة والمربية الفاضلة / فاطمة جعفر .. مديرة مدرسة فاطمة الزهراء النموذجية .. كانت تتحرك ما شاء الله تبارك الله كخلية نحل لم تتوقف .. إبداعاً وألقاً وحضوراً .. وكانت كلمتها المرتجلة عبرت بها ومن خلالها عن مدى إعتزازها وفخرها بإختيار مدرسة فاطمة الزهراء لتنفيذ هذه الفعالية الديمقراطية على مستوى محافظة عدن .. مثلما قدمت شرحاً عن مجريات العملية الإنتخابية من بدايتها وحتى إعلان الفائزات .. وفق لوائح برلمان الأطفال . « 1 » بالأثناء قام محافظ محافظة عدن المهندس وحيد علي رشيد يرافقه مدير عام مكتب التربية بالمحافظة سالم محمد مغلس والأخ يزن سلطان ناجي مدير مديرية المعلا ، وعضوتا المجلس المحلي للمحافظة الأخوات أم الخير الصاعدي وفالينتينا عبد الكريم حيث قام المحافظ ومن معه بتدشين العملية الإنتخابية وأستمع لبناته الطالبات ، وقد أشاد في كلمته بالعملية الديمقراطية التي تبدأ من الصغر ، مشجعاً بناته الطالبات ومحفزاً لهن على ضرورة المشاركة الإيجابية كمنتخِباتٍ ومرشحات ، وحقهن الكامل في إختيار من يمثلهن بصورة ديمقراطيةٍ شفافة .. ثم فتح باب الإنتخاب وتشكلت لوحةً جميلةً عبر الطابور الطويل الموصل الى صندوق الإقتراع ، وأصطفت الطالبات بصورةٍ نظاميةٍ تفوق تجارب الكبار في ممارساتهم الديمقراطية ، وبعد إنتهاء عملية الفرز ، وبحضور مندوبات المرشحات العشر، وبشفافيةٍ مطلقة تم إعلان إسم الفائزة التي نالت أعلى الأصوات .. الحق أقول إن هذا المشهد الجميل ، يمنحنا أملاً أن الجيل القادم ، سيكون جيلاً حقوقياً بإمتياز يعرف ما له وما عليه ، يؤدي واجباته ولا يتنازل عن حقوقه ، جيل لا يعرف الإنكسارات العميقة والمتلاحقة التي كسرت من سبقه وجعلته ضحية الفقر والقهر .. الإستبداد والإستعباد هذه الصورة الرائعة لن تمحى من ذاكرة هذا الجيل وستكبر كلما كبروا وقطعوا أشواطاً في مسيرة الحياة وتجاربها المتلاحقة . ومن يدري فما لا نقدر نحنُ جيل الإنكسارات والهزائم أن نحققه سيكونُ في متناول أبنائنا أن يحققوه ، وبرلمان الأطفال خطوة في طريق الألف ميل .. ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا .. وما ذلك على الله بعزيز . التحية كل التحية لهذه المدرسة الجميلة ( مدرسة فاطمة الزهراء النموذجية ) بمديرتها الرائعة االمتميزة بحقٍ وحقيق الأستاذة والمربية القديرة / فاطمة جعفر ، وبطاقمها المتميز .. وبطالباتها المجتهدات. . والتحية كل التحية لهذه القلعة التربوية ولهذا الحصن الحصين ( مكتب التربية والتعليم / م . عدن ) وعلى رأسها هذا الرجل الفدائي العنيد القامة التربوية الكبيرة الأستاذ / سالم محمد عبدالله مغلس .. الذي يواصل ليله بالنهار كي يلملم ما أندثر أو كاد في مجريات العملية التربوية والتعليمية ، ويحاولُ جاهداً أن يصلح ما أمكنه في ظل ظروف بالغة الصعوبة بما يعرفه الجميع ويعترفون به ولا ينكرون!!. [email protected]