ربما نكون نحن اليمنيين حالة نادرة في التاريخ الإنساني بالنسبة لهذه الحرب المسعورة على وطننا من قبل أبنائه من خلال تدمير منشآت الدولة الحيوية التي تمثل شريان الحياة للمواطن اليمني. فما تقوم به هذه الأطراف أو العصابات المنحرفة في حق هذا الوطن والشعب لم يسبقها بها أحد في العالم أجمع حسب علمي رغم أن تاريخ الدول حافل بالحروب السياسية والأهلية والطائفية والكثير من الصراعات، لكن طرفاً ما لم يفكر في تدمير مقدرات بلده ومنشآته الحيوية.. لأي سبب !! ما يجري في بلدنا حالة تستعصي على الفهم والإدراك وسقوط أخلاقي وإنساني إلى مدارك الحضيض. دائماً أسأل نفسي بتعجب عن ماهية هذه النفوس المنحطّة التي تجعل إنساناً يذهب لتدمير أنبوب نفط أو برج كهرباء مقابل حفنة من المال...أو لأي سبب كان.. وهو يعرف ويسمع أن هذه الأعمال الإجرامية تنهك البلد المثخن بالجراح وتضاعف من تجريع الشعب الويلات ومختلف المنغصات في حياته.. في المقابل لا تضر ولا تمس أيّاً من الأطراف المتصارعة والداعمة.. فهي تعيش في قصورها بعيداً عن كل تلك الأوجاع المترتبة عن تلك الأعمال الإجرامية. لا أظن أن هذه الأطراف الآمرة والداعمة والمنفذة تنتمي لعنصر الإنسان فربما أنها جاءت من عصور ما قبل الإنسان وتصورت بصورة بشر.. إنّها مسوخ بشر. هناك اتهامات في أن أطرافاً في صنعاء وفي خارج الوطن هي من تموّن وتقدم الدعم اللوجستي لهذه العصابات.. تصفية لحسابات وتنفيذاً لأجندة معينة. لكن إذا كانت هذه الأطراف قد انسلخت من وطنيتها وإنسانيتها وسقطت في حضيض الهمجية.. فقد أصبح الأمر ملحاً في أن تخرج الدولة من صمتها وسلبيتها وتحضر بقوّة لردع تلك الوحوش البشرية وكما أعلنت الحرب على تنظيم القاعدة كتنظيم إرهابي تدميري تعلن الحرب على هذه العصابات وعلى داعميها أياً كان ذلك الطرف فهم ليسوا أقل خطراً على الوطن والشعب من ذلك التنظيم الإرهابي ولابد من حشد إعلامي وشعبي لهذه الحرب وفضح تلك الأطراف المجرمة في حق الوطن.. وسيقف الشعب بكل قوة مع قيادته وجيشه. شُرفة : (( البلد الشارد )) هذا البلد العالق بين الدمع وبين الآه بين الجرح وبين صداه هذا الطير الشارد في غابات الخوف تطارده أشباح الموت وخفافيش اللؤم تمصّ دماه أتراه يعود إلى مأواه وتصافح بسمته عيناه هذا الطير البلد العالق بين الليل وبين مداه