الحاج قائد: هو الرجل البسيط ذو الفطرة السليمة عاش أكثر من (100) عام وهو نشيط كأنه شاب فقط أصيب آخر أيام العمر (بثقل في سمعه) حدثني أنه في أيام الملكية وهو في منتصف عمره (55)سنة, أرسله الشيخ إلى (إب) وكان الزمن (رمضان) وصادف أن رمضان جاء في شهر كانون على حد قوله وكان الحصاد في آخر أيامه. والكلام للحاج قائد: فتوكلت على الله وانطلقت دون معرفه بالطريق فقطعت الجبال والوديان دون معرفه ووصلت وقت صلاة العشاء وسألت عن بيت الشخص فدلّني الناس أوصلت الرسالة, أكرمني الرجل غاية الإكرام وقدّم لي قاتاً ومع إني متعب جداً لم أتمالك نفسي أمام ذلك القات الذي ما رأيته قط, فالتهمت القات كله وزادني (3)مرات حتى السَحَر، فقام الجميع إلى السحور لكن قائدآً مستحيل أن يفعل لقمة بعد تلك الكمية المرعبة من القات وأي قات؟ بعد الصلاة قررت العودة، حاول صاحبي فقلت له قرار لا تراجع فيه، فودعني وكنت أتخيل بعد القات أن قريتي قريبة جداً فانطلقت والبرد قارص وبعد ساعات سطعت شمس الصارب فأحسست بجوع شديد تلاه نوم وبدأ الفتور، فدخلت الأحوال فأكلت (دجر) أخضر حتى أحسست أنه وصل حلقي وامتلأت بطنه فواصلت السير فجءت أمطار، فقربت من قرية أظنها من قرى عزلة الجعاشنة والله أعلم وكان الوقت عصراً، فدخلت المسجد صليت معهم ظهراً وعصراً وبقيت في المسجد حتى المغرب فاستضافني رجل مبارك في بيته مائدة عظيمة – مجلس ذكر وكنت شابع لكن كثرة الناس فتحت شهيتي فأكلت انطلق الجميع لصلاة العشاء –إلخ وعدنا فأعطاني الرجل قاتاً فأكلته لكن السهر والسفر والشمس والبرد وكان أقوى وقد انتصف الليل فقلت لصاحب البيت: أنا مسافر اشتي أنام فقام سريعاً وأدخلني غرفه وفيها سجف عالٍ من الأخشاب ووضع سلماً فأطلعني وقال (نم) ورمى إلى جماشاً من شعر صوف (مخمل)بلغة العامة, وكنت أحس إني (بشم) متخوم (الفاجعة) طردت النوم والتخمة والشبع، وما أن بدأ النعاس كالجبال على عيوني فوجئت بزوجة الرجل قد دخلت في الظلام وصاحب البيت اسمه( قائد )، فنادته ظناً منها إنه زوجها (قيادي) بالتصغير قال قائد فصغرت حتى كان (هر) خجلاً من الرجل الكريم وإذا بها نزعت (......) ورمتها إلى السجف فوقعت على وجهه فصرخ: أنا مسافر ، فقالت: اسأله الستر أظنه (قيادي) ارجم لي ب(......) فقال لها: خذي ..ولم ينم حتى أذان الفجر رعباً من صاحب البيت ثم سافر ولم يصلّ.