في عزلتنا، عزلة العسيلة شرعب السلام هناك قرية اسمها (دفان) وهي مشهورة بالسرقة والسرق المنتسبين إليها في غاية المهارة كان هذا حتى الثمانينيات من القرن الماضي، هذه المنطقة (قديماً) كانت تجود بأنواع الزراعة شأن بقية المناطق لكنها تتميز بسعة الأحوال. وجاء رمضان جاء رمضان في موسم الحصاد وكان في إحدى المزارع الواسعة جداً (دبا) واسمها (دي السنف) ذهب كبار السن لصلاة التراويح وانطلق الشباب لسرقة (الدبا) فجمعوا أكواماً مهولة وخافوا الفضيحة وبقوة الشباب فتحوا ديواناً حق العجوز وفيه مدفن حق الطعام فارغ فدفنوا فيه (الدبا) واغلقوه وانطلقوا يصلون التراويح ابتعاداً عن الشبهة وكانت الصلاة (33)ركعة كان الإمام يقول (ركعتين من التراويح أثابكم الله) والشباب يقولون في مغمغة العبارة (والدبا ب دي السنف قد رحمه الله) الله أكبر، عند الصباح خرج الناس يتساءلون عن كمية الدبا وأين ذهبت وكم هم هؤلاء الذين سرقوا وبعد أسبوع انتهى كلام الناس فتحرك الشباب تجاه المدفن وفتحوا ظناً منهم أن (الأجعاف) كما هي؟ فقالوا لأحدهم انزل انتقي(الذابل) وسنلتقفها منك فنزل لكنه غاص في الماء ولم يسمعوا له صوتاً فقالوا ابن الكلب إنه يسرق النوعية الجيدة فتقافزوا إلى المدفن وعددهم (6) فغاصوا وماتوا جميعاً وبعد (3) أيام بدأت الجيفة تتصاعد فهرع الناس وكانت الفضيحة المخزية (7) شباب دفنوا الدبا ويعلل القدماء تسمية القرية باسم دفان لأنهم دفنوا الدبا . الشيخ مربوش عوداً إلى قرية دفان وموالعة القات سرقة بامتياز في إحدى السنين كان جبل شرف عسيلة فيه قات دون غيره في أيام رمضان نظراً لجودة تربته يتأخر القات لفترة ، المهم أن رمضان شباب دفان المخزنين لا يجدون قاتاً فكانوا ينطلقون إلى أعلى الجبل طريق وعر جداً, اسمها (الوعرة) ويسرقون القات ويعودون يخزنون حتى (8)صباحاً لا يهمهم الصيام, وفي إحدى الليالي تأخر الشباب وطلعوا الجبل حتى وصلوا في وقت متأخر من الليل ظانين أنهم في الثلث الأول فجمعوا كمية كبيرة من القات وقالوا سنبدأ نفذح ساعة هنا جوار المسجد مكان رائع فعلاً واكلوا الكمية ثم نزلوا إلى الأحوال وزادوا كمية وعادوا جوار المسجد يخزنون فخرج الشيخ محمد أحمد العسالي رحمه الله وكان مهيباً شيخ البلد وكان هو الذي يؤذن الفجر بالذات لأن صوته يجلجل الآفاق فيسمعه الناس إلى مناطق بعيدة نظراً لارتفاع جبل أشرف (الخلاصة إذن والقوم مخزنون يضحكون على الشيخ الذي تأخر) في آذان العشاء وصلى الشيخ وخرج متأخراً مع طلوع الشمس، وإذا به يشاهد المخزنين يتقافزون وأفواههم محشوة بالقات على الجهتين هربوا تاركين بقايا القات في مداكيهم حاملين أسلحتهم تاركين بعض الذخائر جوار القات وكان مشهداً غاية في الإثارة والضحك .