لا شك أن شعبنا اليمني طيّب وكريم وإن كان ساذجاً في نفس الوقت لأنه مع الأسف الشديد تنطلي عليه كل الألاعيب ويتم الضحك عليه حتى من قبل البلهاء ومن الأفاكين وحواة السياسة ومن ذوي الكروت المحروقة محل تناولنا في هذه المقالة. الشعب اليمني الطيب يمتاز بذاكرة سمكية لا تتذكّر من ماضيها شيئاً ولا تتعظ منه.. هذا الشعب يتحول ما بين غمضة عين وانتباهتها إلى مواكب مع من يدفع ومع من يوفر له حق اللقمة وحق القات وليذهب الوطن وأي شيء طيب إلى الجحيم .. أقول هذا الكلام بمرارة شديدة وأنا أتابع تلك الكتل البشرية البلهاء المسخة وهي تعاضد هذا المسؤول أو تؤازر ذلك الوجه الاجتماعي أو تناصر ذلك السياسي المحروق موقفاً وأخلاقاً وهي تمشي مثل أعمى وأطرش في الزفة لا تدري إلى أين يفضي بها قدرها واختيارها السيء في أن تكون مواكب في صف هذا المسؤول أو في جانب ذلك السياسي رغم إنه بالأمس قد سلخها جلداً واستعلاءً ومارس عليها الكذب والتدليس.. ولكنها بخنوع عجيب تسير في موكب هذا القائد أو ذلك الزعيم. مثل هذه المواكب والجموع والكتل البشرية لا تصنع تاريخاً ولا تخدم حتى نفسها وإنما هي مثل ثيران أمريكا الشمالية التي توغل في الوحل فينجو منها من نجا ويهلك منها من هلك.. المهم عند هذه الجموع هو أن يطلع هذا الزعيم أو ينجح ذلك السياسي أو يعتليهم ذلك المخاتل المكابر الذي لا يخرج منه إلا كل ما هو سيء بالإضافة إلى التنطع والكذب والاحتيال ومع ذلك فإن تلك الكتل البشرية الآدمية الهوجاء تضع حياتها خدمة لكل هؤلاء ولكل أولئك المتنطعين والكروت المحروقة. في بلاد الله إذا فشل السياسي أو قصر في خدمة شعبه فإنه أما يختفي عن الأنظار أو ينتحر أو إنه يستقيل ويذهب إلى الصيد وإلى القراءة والاسترخاء في الحدائق.. لكننا في بلد العجائب.. بلد الواق الواق.. كما وصفها القاضي محمد محمود الزبيري رحمه الله عندنا كل شيء ممكن.. فقد نجد اليوم هذا السياسي في حزب ما ثم نجده غداً يتعصّب لحزب آخر ثم نجده مرة أخرى ينتقل إلى حزب ثالث ولا يتورّع في أن يأكل بكل لؤم من موائد السفارات (إياها) متعصباً لأولياء نعمته وأرباب موائده.. فأي سياسي هذا؟ أو أي شرف سياسي هذا.. وأي جموع بشرية تقبل بمثل هذه الملوثات السياسية التي تتحرك على قدمين وهي تلبس أفضل الأزياء وتركب أفخم السيارات فيما هم من داخلهم مسوسون ونخرون ومتهالكون لا تعلو هاماتهم سوى تعليمات السفراء الذين يحرصون على دعواتهم إلى موائدهم والذين تظل أعينهم وأنفسهم منكسرة مهما حاولوا ان يظهروا من عنجهية في أوساط جموعهم وكتلهم البشرية.. فماذا يمكن أن ننتظر من أداء سياسي ومن عمل اجتماعي ومن نشاط مدني من مثل هؤلاء المكسورين والمنخلعين من القيم والمبادئ. ولذلك لا نستغرب عندما نجد أن الساسة والسياسة لدينا هي نوع من النجاسة الفاخرة ونوع من التخاذل والتدليس والكذب والافتراء والحماقة.. وصدق من قال عن هؤلاء إنهم عندما يتفقون يأكلونا وعندما يختلفون يقتلونا. كم نحن في أشد الحاجة إلى مفهوم جديد للساسة والسياسة وإلى إعادة صياغة الحكم بعد أن «قرفنا» من القذارات السياسية التي أزكمت أنوفنا تخاذلاً واهتراءً وتذبذباً وازدواجاً وهو الأمر الذي جعلنا نكفر بالساسة والسياسة ونأمل أن يأتي جيل جديد خالٍ من كل هذه الأوشاب والأدران وهذا من حقنا لأننا لطالما تعبنا وأنهكنا وانتهكت كرامتنا وبيعت فضائلنا ولم يعد لنا شيئ نفخر به بسبب نتانة الساسة والسياسة في هذا البلد الذي لم يسلم حتى من تشويه تاريخه على أيدي هؤلاء. ألا قبح الله السياسة طالما ظلت تنتج هذا المنتج وطالما ظلت تنتج كتلاً بشرية منحازة لغير الوطن مفضلة عليه ذلك المأفون السياسي أو ذلك الكرت المحروق أو ذلك الزعيم الأناني أو الوجه الاجتماعي الجاهل المتغطرس.. ورعاك الله يا بلد واق الواق ورحمة الله على الشهيد محمد محمود الزبيري. انتصار غزة يخشى رئيس وزراء الكيان الصهيوني (بنيامين نتنياهو) من أن يواجه مصير سلفه (أيهود أولمرت) الذي تعرض للمحاسبة والإخراج من السلطة عقب هزيمة الجيش الصهيوني من قبل حزب الله اللبناني عام 2006م خاصة بعد أن يتم نشر القتلى في صفوف الجيش الصهيوني على أيدي المقاومة الفلسطينية ولذلك فإن نتنياهو يتخبط في تصريحاته حيث يحاول أن يوهم الإسرائيليين بأن جيشه انتصر على المقاومة الفلسطينية لكي يتفادى المحاسبة والتحقيق معه.. وقد غاب عن نتنياهو أن شعب إسرائيل ليس مثل الشعوب العربية يمكن أن ينضحك عليه بالكلام المعسول أو بخطاب من قبل الحاكم يدغدغ عواطفه فيخرج إلى الشارع يصفق له ويقول: بالروح بالدم نفديك يازعيم غير مدرك (نتنياهو) إنه فشل عسكرياً في غزة ونجح دموياً. [email protected]