يحتفل العالم باليوم العالمي للطفولة في 20 من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، ولكن احتفالهم يختلف كثيراً عن احتفالنا، فهم يحتفلون وقد فعلوا شيئاً عظيماً للطفولة، وحافظوا على أطفالهم من الضياع، حافظوا على البراءة والطهارة قبل أن تتلوث، واليوم سيحتفلون بهم ربما في مدارس المبدعين ومعاهد تنمية الإبداع، أو ربما في ديزني مدينة الألعاب الضخمة، أو في أجمل الحدائق في العالم، سيكرمون المبدعين النوابغ الذين استطاعوا تنمية ذكائهم وقدراتهم، أو ربما سيحتفلون بهم في المراكز الضخمة للمرضى أو للمعاقين الذين استطاعوا تخفيف آلامهم ومعاناتهم بدرجة كبيرة، أما نحن في اليمن فسنخرجهم لنحتفل بهم من أقسام السجن المركزي، أو ربما سنجمعهم من الجولات ومن جوار الباصات، وسنخرج من جيوبهم علب السجائر، وسنأخذ من أيديهم أكياس القات، سنجمع المشردين والشحاذين والمعاقين من الشوارع التي أصبحت تضج بهم، أو سنجمعهم من ورش السيارات و قد اتسخت ملابسهم بزيوتها وروائحها الكريهة، وسنحاول تنظيفهم ربما سيتطلب الأمر منا وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً لنحتفل بهم، من المحزن أن نحتفل بهم وهم في هذه الحال!! ونتساءل: ما قيمة أن نحتفل بالطفولة وكثير من أطفال اليمن على الصورة التي ذكرت؟! ما الدور العظيم الذي قامت به الجهات المعنية لحماية الطفولة؟! وما قيمة أن نوقع على اتفاقية حقوق الطفل ولا نطبق منها شيئاً؟! ما قيمة أن نجمع بعض أطفال المدارس الخاصة الميسوري الحال والقادرين على دفع أية نفقات، ونحتفل بهم ونعرض هذا الاحتفال على جميع القنوات لنري للعالم أن اليمن تحتفل باليوم العالمي للطفولة؟! إلى متى نزيِّف الحقائق وهي واضحة وضوح الشمس للعيان؟! فكثرة الأطفال في الشوارع وانتشارهم في الجولات تجعلنا نتساءل: أين أجهزة الدولة المعنية؟ لم لا تمنع تواجدهم؟! لم لا ترسل المعاقين منهم إلى مراكز تأهيل المعاقين؟ لم لا تحد من شحاذة الأطفال؟! لم لا تمنع عمالة الأطفال في الشوارع، وتمنع تعرضهم لمختلف أنواع الأذى، حرصاً منها على الطفولة؟! الأمر الذي يجعلنا نتساءل: هل المسؤولون يعيشون معنا أم لا؟! وهل يشاهدون صور الأطفال المشردين في الشوارع أم لا؟ أظن أننا لا نطلب شيئاً جسيماً فهي أمور تقترب من البديهيات، أليست جريمة أن نجد طفلاً يتعرض لشتى أنواع الأذى في الشوارع ولا تحرك الجهات المعنية ساكناً؟!