منذ سنوات طويلة لم يحقق منتخبنا الوطني لكرة القدم أي انتصار، مما جعل الجماهير اليمنية تتأقلم مع تلك الهزائم التي ما كانت تثير فينا أي حسرة أو مرارة،وباستثناء الفرحة التي أهداها لنا منتخب الناشئين أو ما سُمي حينها بفريق الأمل، قبل ما يربو عن عشر سنوات، يأتي إلينا منتخبنا الوطني اليوم بفرحة مضاعفة. فالفوز الذي حققه منتخبنا الوطني أسمى من الفوز على أرض الملعب، حيث وحّد هذا الفريق الفرقاء في وطن صار مقسماً بين الساسة، يشهد تحالف أعداء الأمس في سبيل تحقيق مصالح معينة أو رغبة في انتقام. وحّدنا المنتخب الوطني لكرة القدم وأعطى لقلوبنا دافعاً للفرح،منحنا دعوة مجانية للتفاؤل،وأفسح لنا مجالاً للفخر بهم وهم يبدعون على أرض الملعب، ونحن نبدع على المدرجات وأمام شاشات التلفاز نهتف بيمن واحد تاركين السياسة وعبثها المرير بنا. شكرًا للمنتخب الوطني، لقد قلب المعادلة، فأصبح الشارع اليمني لأول مرة منذ 2011 لا يتحدث عن السياسة بل يتحدث عن الرياضة والمبدعين الشباب وعن بقشان الذي صدّ الكرة بشجاعة وجسارة، ويفتخرون بمحمد عياش وهو يدافع عن مرماه برشاقة وإبداع كنمر يصطاد فريسته «الكرة» ،كجدار صلب، حال بين الكرة و شباك مرماه..هذا الحديث الذي تناوله الناس كباراً وصغاراً، ساسة و مثقفين في المدارس والشوارع والوزارات وحتى في التفاريط النسائية. شكرًا للمنتخب هذا الفوز العظيم الذي حققه على أرض اليمن،شكراً للأداء المتميز على أرض الملعب وشكراً للجماهير على المدرجات،هذه الجماهير التي كانت حديث الصحف الخليجية وكانت محل إعجاب الأشقاء في الخليج والأحبة في اليمن. شكراً لهذه الفسحة الجميلة التي أنستنا أصوات الرصاص والعبوات الناسفة، وعلمتنا أن ثمة أياماً قادمة لا بد وأن تكون أياماً جميلة تستحقها اليمن تماماً كما استحققنا هذا المنتخب الرائع والمتميز،هذا الوطن بحاجة إلى شباب يحملون بقلوبهم حب اليمن يفرضونه فرضاً على واقع نعيشه ونحن نرهف السمع لصوت الرصاص،ترعبنا رنات الهاتف خوفاً من خبر موت قريب أو جار.. شكراً لمنتخبنا الوطني الذي أهدانا هذا الفوز العظيم وشكراً لكل من ساهم في تشجيعه معنوياً ومادياً.. [email protected]