بمذاق الرضا ولون الفرح ودع منتخبنا الوطني لكرة القدم منافسات بطولة كأس الخليج العربي (خليجي22) المقامة حالياً في العاصمة السعودية الرياض والسعادة تحيط به من كل الجهات.. تاركاً خلفه سمعة طيبة وجماهير وفية.. تتغزل فيما قدمه وتتهجد في مستواه وتفتخر في خروجه المشرف.. وغادر الأحمر الكبير من الدور الأول والصحافة لا تزال تشيد به، والمحللون يرفعون له العقال، والمدربون يتذكرون ما عمل بهم، والمنتخبات الأخرى مندهشة من التطور الذي حصل له في فترة وجيزة.. وقدم المنتخب الوطني مستوى مشرفا خلال مبارياته في هذه البطولة، فجمع نقطتين من تعادلين لأول مرة في تاريخ مشاركاته في دورات كأس الخليج، فيما خسر مباراة واحده أمام السعودية. واحتل المنتخب الوطني المركز الثالث في مجموعته بنقطتين، فيما تأهل المنتخب السعودي للدور الثاني بنيله المركز الأول للمجموعة بسبع نقاط، ورافقه منتخب قطر بحصوله على ثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات. ففي المباراة الأولى أمام البحرين قدم منتخبنا أداء برازيليا أدهش الجميع وسيطر على معظم مجريات وقت اللقاء وكان الأقرب إلى الفوز لو استغل أفضليته الواضحة والفرص الكثيرة التي سنحت له أمام المرمى قبل أن ينقذ الحظ منتخب البحرين من خسارة مستحقة وتنتهي المباراة بالتعادل السلبي. وظهر التطور الذي طرأ على الأحمر الكبير جليا عندما قابل أقوى فرق البطولة “المنتخب القطري“ واستطاع شبابنا التأكيد على أنهم الحصان الأسود للبطولة، ففرضوا أسلوبهم على مجريات اللقاء وحافظوا على نظافة شباكهم بل كانوا الأكثر قربا من مرمى قاسم برهان ولولا أن كرة عبدالواسع المطري جانبت خشبات المرمى بسنتيمترات لكنا خطفنا النقاط الثلاث، ومع ذلك حققنا نقطة ثمينة من قلب الأسد والمرشح الأول للظفر باللقب أربكت حسابات المجموعة وجعلت موضوع حسم التأهل يتأجل إلى آخر جولة. وفي المباراة الأخيرة أمام المستضيف السعودي وصاحب التاريخ الكبير ذابت الفوارق الكبيرة بيننا من جميع النواحي، واستطاع منتخبنا الصمود والثبات وتقديم مستوى جيد أشاد به الجميع رغم الخسارة بهدف وحيد وتوديع البطولة. وإذا كان منتخبنا قد خطف الإعجاب ونال الإشادات بعد الظهور المشرف رغم الخروج المبكر والمعتاد إلا أن جمهورنا الوفي حقق لقب “الأفضل“ وكان بحق ملح البطولة وأنقذها من فشل العزلة وبقاء المدرجات خاوية. وعلى غير العادة شهدت هذه البطولة اهتماما ومتابعة سياسية وشعبية غير مسبوقة، واستطاع هذا المنتخب أن يظهر بصورة مغايرة غيّر بها المعادلة وقضى على حالة اليأس والإحباط التي سببتها المشاركات السابقة والأوضاع الحالية التي تمر بها البلاد. سكوب : سنقيّم المشاركة لتلافي الأخطاء مدرب المنتخب الوطني التشيكي ميروسلاف سكوب أكد أنه سيجري تقييما وتحليلا لمباريات المنتخب في خليجي 22 ليعمل على تلافي الأخطاء في الفترة القادمة. وأضاف: اكتسبنا خبرة كبيرة من المشاركة في البطولة خصوصا وأن لاعبي المنتخب من صغار السن، وحققنا نتائج جيدة كأفضل مشاركة في بطولات كأس الخليج، كما حققنا نتائج جيدة في المباريات التجريبية والفريق لايزال يكتسب خبرة.. وعبّر مدرب المنتخب الوطني عن اعتقاده بأن المنتخب يسير في الطريق الصحيح رغم أن اللاعبين لايزالون يرتكبون بعض الأخطاء ومستوى المنتخب لايزال منخفضا. وأشار إلى أن المنتخب الوطني في الوقت الذي لم يسجل فيه أي هدف إلا أنه أيضا لم يستقبل سوى هدف وحيد.. مؤكدا أنه سيعمل خلال الفترة القادمة على تحسين مستوى الأداء الهجومي، ومعبرا في الوقت ذاته عن رضاه وسعادته بما قدمه مدافعو المنتخب. وقدم المدرب سكوب الشكر للجماهير اليمنية التي آزرت المنتخب الوطني خلال مبارياته في دورة كأس الخليج “خليجي22”.. مشيرا إلى أن أحدا لم يكن يتوقع أن يقدم منتخب اليمن هذا المستوى ويحتل المركز الثالث في مجموعته بعد أن كان يحل أخيرا. إشادة واسعة !! أشادت وسائل الإعلام العربية الخليجية بما قدمه منتخبنا الوطني من مستويات مميزة في دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم (خليجي22) المقامة حاليا في العاصمة السعودية الرياض. كما أشادت بالجماهير اليمنية ومؤازرتها الكبيرة للمنتخب الوطني طوال مشاركته في الدورة.. وتحدث المحللون والمتابعون في القنوات الرياضية المتخصصة مطولا عن الجماهير اليمنية وما مثلته من نكهة للبطولة، وكذا عن المنتخب الوطني الذي اعتبروه مفاجأة البطولة. فتحت عنوان “صاروخ يقتل مدرجا” قالت صحيفة الجزيرة إن المنتخب السعودي نزع ملح المدرج من خليجي22 بعد أن أحبط مغامرة اليمن بفوزه عليه بهدف في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الأولى، وذلك في إشارة إلى ما مثّله الجمهور اليمني من متعة للبطولة بمؤازرته الكبيرة لمنتخبه. ووضعت صحيفة “الرياضي” مانشيت على صدر صفحتها الأولى “تأهل الصقور.. واليمني أبدع بالجمهور”. وشبهت صحيفة الرأي الكويتية المنتخب اليمني ب”منتخب كوستاريكا الذي كان حصانا أسود لمونديال كأس العالم الذي جرى الصيف الماضي في البرازيل”. وقالت الصحيفة: إن المنتخب اليمني خالف التوقعات في بطولة كأس الخليج ال22، مشيرة إلى أن اليمن ورغم وجوده في مجموعة تضم إلى جانبه منتخبات السعودية وقطروالبحرين إلا أنه نافس حتى المراحل الأخيرة كما كان عليه منتخب كوستاريكا”. من جهتها نشرت صحيفة الرياضية السعودية تصريحا لمدير ملعب الملك فهد الدولي خالد العقيل أشاد فيه بتعامل الجماهير اليمنية، مشيدا بتعاون هذه الجماهير مع رجال الأمن في الملعب وطريقة دخولهم واحترامهم لأنظمة الملاعب. وقال: “إن مثالية الجماهير اليمنية في التشجيع لم تقتصر على مباراة المنتخب السعودي وإنما في جميع المباريات السابقة”. ووضعت صحيفة “النادي” السعودية مانشيت على صفحتها الأولى بعنوان “خلصت الفاكهة” في إشارة إلى الجماهير اليمنية التي ودع منتخبها منافسات البطولة. وتحت عنوان “أحرجونا” قالت صحيفة النادي إن الجماهير اليمنية ضربت موعدا جديدا مع التألق الجميل خلال حضورها ومساندتها منتخب بلدها خلال مواجهة الأخضر السعودي. وأضافت: “لم يكتف المدرج اليمني بالحضور فقط في ظل المتعة التي أصدرها طيلة دقائق المباراة بعد أن زحفت الجالية اليمنية منذ وقت مبكر إلى الدرة ولم تترك الجماهير اليمنية وسيلة تنقل إلا قامت باستخدامها من أجل الحضور للملعب، الأمر الذي زاد من مساحة الإحراج لدى الجماهير السعودية التي تواجدت بالأمس بشكل خجول”. فيما قالت صحيفة الحياة إن المنتخب السعودي تأهل للدور الثاني لكن المدرج اليمني فاز أيضا في إشارة للجماهير اليمنية الكبيرة التي ظلت طوال المباراة تؤأزر منتخبها. صحيفة الشرق وصفت الجماهير اليمنية وحضورها بقوة في مدرجات الملعب وبجانبها السعودية ب”عرس الخليج”.. وأفردت مساحات لصور يمنيين وأطفالهم خلال تشجيعهم لمنتخبهم. ماذا قال لاعبونا الصاصي : جمهورنا سبب تميزنا علاء الصاصي المايسترو الذي تقف له الجماهير احتراما وتقديرا، فهو القائد والمبدع الذي لا يشق له غبار.. أكد أن ما يميز هذه البطولة أنها جاءت في ظل أوضاع صعبة، ورغم ذلك حققنا نتائج مبهرة والجمهور اليمني الوفي كان أهم أسباب التميز في هذه المشاركة. الآن وضعنا البصمة الأولى وعلينا أن نطمح من خلال هؤلاء الشباب الذين يرتدون قميص المنتخب للمرة الأولى أن نفرض أنفسنا في البطولات القادمة، وعلينا أن نعي أن العودة إلى النقطة أو حتى النقطتين لم تعد مقبولة وأن الجماهير تنتظر منا ما هو أكثر وأفضل من ذلك. الحيفي : نفتخر بما تحقق الحمدلله منتخبنا قدم مستوى جيدا، لكن علينا أن نعي أننا لم نصل بعد إلى المستوى الممتاز حتى وإن وجدنا كل تلك الإشادات والحب الجماهيري في الداخل والخارج.. عموما إذا قسنا هذه النتائج بما يعانيه الوطن من أوضاع سياسية واقتصادية ومعيشية سيئة فإن ما قدمناه يعد إنجازا علينا أن نفخر به، فنحن لم نستعد مثل بقية المنتخبات، حيث كان الإعداد ضعيفا ولعبنا مباريات ودية قليلة ولم نقم إلا معسكرا خارجيا واحدا. وبصراحة أبهرني شيئان أولاً الجمهور اليمني الوفي والذي بثّ فينا روح التحدي، وثانيا الحماس اللامحدود من قبل زملائي.
المطري : أتمنى الاهتمام أكثر النجم عبدالواسع المطري وجدناه يتحرك بين زملائه بكل حيوية ونشاط، فأكد أن الإعلام روح ونفس أية بطولة، وبالتالي حينما يكون يدا بيد مع اللاعبين تكون النتائج رائعة للوطن وليس للاعبين أو الإعلاميين، فالوطن أكبر وأسمى من أي شيء. وقال المطري: شعوري بعد هذه المشاركة لا يوصف خصوصا وأنا أرى وأسمع أن الشعب اليمني العظيم يقف خلفنا، وزادت سعادتي بذلك الجمهور الحبيب الذي حضر إلى استاد الملك فهد حتى شعرنا أننا نلعب في أرضنا اليمن الغالي وليس في السعودية.. يكفي هذه المشاركة أنها وحّدت قلوب الشعب اليمني في الداخل والخارج. ووجه المطري دعوة عبر الصحيفة إلى وزارة الشباب والرياضة ممثلة بوزيرها الشاب رأفت الأكحلي وإلى رئيس الاتحاد الشيخ أحمد العيسي وكل المسئولين بالعمل على استمرار هذا المنتخب والمحافظة عليه ودعمه بالدعم السخي الذي يمكنه من الظهور والمنافسة في البطولات القادمة.
الهاجري : شعرت بالإحباط أيمن الهاجري عازف الناي الكروي الذي أجبرته الإصابة على الجلوس في دكة الاحتياط قال: كنت أشعر بحالة إحباط لأنني غير قادر على المشاركة مع زملائي وإسعاد الشعب اليمني، لكن يعلم الله أن قلبي كان معهم داخل المستطيل الأخضر والحمدلله الشباب كانوا أبطالا بكل ما تعنيه هذه الكلمة. وأضاف: أصريت واستخدمت عددا من الحقن وضغطت على نفسي لأشارك زملائي حتى أسعد الشعب اليمني وتلك الجماهير التي حضرت إلى الملعب.. تلك الجماهير الوفيه التي تستحق أن تكون هي البطل الحقيقي لهذه البطولة فألف تحية لها.
بقشان : كنا رقما صعبا مدافع المنتخب الوطني محمد بقشان تحدث قائلاً: إن المنتخب قدم أداء رائعا، مشيرا إلى أن الجمهور كان الصورة المشرفة للكرة اليمنية وعنصرا أساسيا في النجاح الذي تحقق، حيث كان شريكا ومساندا للاعبين في جميع المباريات. مؤكدا أن اللاعبين خاضوا المباريات بروح عالية وثقة بالنفس وبقدراتهم وإمكاناتهم وتمكنوا من مفاجأة الجميع وأن يكون منتخبنا الحصان الأسود في البطولة والرقم الصعب الذي استعصى على جميع المنتخبات. وطمأن بقشان كل الجماهير والمتابعين على صحته وأنه في أتم الصحة والعافية وأن كل شيء يهون من أجل الوطن.
رزق : كسرنا حاجز الرهبة لاعب المنتخب الوطني نزار رزق عبّر عن سعادته بالمشاركة لأول مرة ضمن صفوف المنتخب الوطني والتي كانت تجربة جديدة في مشواره الكروي والتي كسرت حاجز الخوف والرهبة وفتحت المجال للاعبين الشباب لتقديم ما لديهم من قدرات وإبداعات وعروض نالت الإشادة والإعجاب. مبينا أن سر تألق لاعبي المنتخب يعود إلى المنظومة الجماعية واللعب بروح الفريق الواحد والتجانس العالي بين اللاعبين الذين كانت لديهم الرغبة في إثبات جدارتهم والتمثيل المشرف للكرة اليمنية.
