بين فترة وأخرى يطالع معلومات تصفها بعض المواقع الإخبارية والصحف بالاستخباراتية تتحدث عن رصد مجاميع تتحرك من محافظة إلى محافظة أخرى وعن إرهابيين وصلوا إلى مدينة كذا ومعلومات أخرى تتحدث عن سيارات دخلت إلى العاصمة وعن شحنات من الأسلحة مرسلة عبر البحر لعناصر تنظيم القاعدة في حضرموت وعن أجانب يتوقع انضمامهم للإرهابيين في مأرب والبيضاء وغيرها وبعد ذلك وعبر ذات المصادر نسمع ونقرأ أن تلك المجاميع الإرهابية قد وصلت بالسلامة وأن شحنات الأسلحة قد تم استلامها من قبل مسلحي تنظيم القاعدة كما أن الإرهابيين الأجانب قد تمكنوا من دخول اليمن وانضموا إلى زملائهم في المعسكرات التابعة للتنظيم في عدد في المناطق ...الخ.. آخر هذه المعلومات ثم نشرها وقبل أيام تحدثت عن عدد خمس سيارات نوع شاص محملة بعناصر من تنظيم القاعدة قادمة من وادي عبيدة وصلت إلى مديرية الروضة بمأرب وبحسب المصدر فإن هذه العناصر قد عقدت اجتماعاً مطولاً في منزل أحد المشايخ الموالي لهم ونتج عن الاجتماع الاتفاق على استهداف أماكن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في العاصمة صنعاء بواسطة سيارات مفخخة بالإضافة إلى استهداف منشآت حكومية في مأرب وفي نفس اليوم، وبغض النظر هنا عن دقة المعلومات إلا إنها تحمل جزءاً كبيراً من الحقيقة، حقيقة أن الإرهابيين يتربصون بنا وبوطننا وأنهم لا يتورعون عن ارتكاب أبشع الجرائم إذا ما سنحت لهم الفرصة بذلك. لكن ما لا نفهمه هوما فائدة تلك المعلومات الاستخباراتية إذا لم يتم الاستفادة منها في كسر شوكة الإرهابيين وإحباط مخططاتهم ولماذا لا تتعامل الأجهزة الأمنية بجدية مع هذه المعلومات ولو كان احتمال صحتها 1 % ما دمنا في حرب مستمرة ومفتوحة مع الإرهاب؟.. لأن هذا الاحتمال مهما بدا ضعيفاً إلا أنه قد يتسبب بوقوع كارثة مروعة، ومن هنا يمكن القول إن المعلومات هي الأساس في نجاح الأجهزة الأمنية بضبط المطلوبين أمنياً وفي مداهمة أوكار العصابات الإرهابية ومهاجمة تجمعاتهم وتوجيه ضربات استباقية لهم أينما وجدوا ووفقاً للمعلومات الاستخباراتية يتم أيضاً اتخاذ كافة التدابير الأمنية التي تمنع الإرهابيين من ارتكاب جرائمهم فالمطلوب هو التحرك لمنع وقوع الجريمة وليس التحرك بعد وقوعها...والسؤال هنا ماذا لو نجح الإرهابيون في مخططهم لا قدر الله،وكيف سيكون موقف الأجهزة الأمنية التي حصلت على المعلومات المسبقة ولم تعمل بها. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر