في اللحظة الراهنة يصعب على اليمنيين استعادة حريتهم ..مالم تستعد إراداتهم كشعب حر حتى لا يفقد كرمته كما فقد دولته.. وحتى لو توهم الناس بأنهم يشعرون بالحرية سيبقون في حالة استلاب عاجزين لأنه وبدون استعادة الإرادة الشعبية المستلبة منذ قرون غوابر لن يستطيع الوعي ادراك ثورة بدون معرفة وبدون انعتاق وتحرر من قيود العبثيين والماضويين وسدنة الكهنوت والرهبوت الأصولي في كل الاتجاهات والجماعاتية واستبداد طغاة الحزبية أيضاً وطغاة ومستبدي اللحظة الراهنة بظلامهم وانحطاطهم السياسي العميم الذي بات يعمد الناس بزعم طهرانيته ورجس ما عداه أتوخى أن تحدث يقظة جديدة لإرادة شعبية سلمية ومدنية صلبة وقد بدأت كامتداد لثورة 11فبراير وتأتي تعز في طليعة إيقاظ التمرد السلمي في تظاهرات الشباب والشابات في مختلف المدن اليمنية كما في صنعاء أيضاً والحديدة وغيرها كمؤشر للتشبث بالحلم والانتصار لخيارات الحياة اليمنية من أجل صون كرامة كل إنسان حر في اليمن، صحيح أن هناك حالة يأس وفقدان ثقة مجتمعية بكل القوى السياسية اليوم وإن تفاوت الأمر في ذلك لكن ما يحتاجه الناس اليوم هو الوقوف سلمياً في مواجهة كل من يصادر حق الناس في أن يقولوا شيئاً أو أن يتمسكوا بحقهم ومكتسبهم الطبيعي والمدني في التظاهر السلمي. ان أي جماعة متطرفة أو مستحوذة على مقدرات بلد وشعب بعنفوان الاستئثار على القوة لا تمتلك خياراً للحياة بصورة طبيعية وعقلانية لا في الحاضر ولا في المستقبل ،كما أجد الآن نماذج تقدم نفسها كواجهة للثورة دون أن تستحي فيما هي تقصي عناوينها الحقيقية من الشعب وشبابه وطلابه وناشطيه ونشاطاته وتمارس تنكيلاً في حق الآخرين في الرأي والتظاهر ومصادرة حق الشعب في بناء الدولة وما يخشى منه هو أيضاً أن يصل الحد بهم لمصادرة مجرد الكتابة المختلفة أو الرأي المختلف وقد بدأت منافذ الرأي وفضاءاته تغلق ويتم التشطيب عليها ومصادرة أدوات الإعلام والهيمنة عليها برؤية ما دون وطنية. على اليمنيين التمسك بإرادة قوية بفكرة النظام الجمهوري والجمهورية وعلى ذوي الوعي بفكرة ومشروع الدولة الوطنية ورفض أي محاولات لفرض أمر واقع وغاشم لدولة الباطل على الشعب لأن ما تقوم به قواعد التشدد في غير حزب أصولي وجماعة اليوم إنما يستهدف الفكرة التي ناضل الناس من أجلها والثورة مستمرة كثورة وعي ومعرفة ومفاهيم تتنامى وتنضج في وعي وذهنية الأفراد وليبقى التعاطي مع الثورة بعيدا عن إضمارات السياسيين من “أصحاب الزنابيل والمشاريع المشبوهة” والثورة لابد وأن تتحول في طريقة التفكير فليست مجرد ساحة او خيمة أو شعارات فحسب ولكنها فكرة مستمرة وبنية وعي معرفي من الدروس والإخفاقات، الفكرة بصيرورتها ما يتنامى بنضج واستفادة ونقد لأفكارها، والعقل ما يستشعر المخاطر، لأن الحاجة اليوم إلى وعي أشبه بدفاع مدني، وعي يمتلك جهاز إطفاء حرائق لا إشعالها فقد مل الناس فكرة” الميكرفون والمنصاتية واستعراض جدار صوتي مله الخلق. لطالما أجريت تحالفات بأفق استراتيجي وتكتيكي بهدف إجهاض ثمار ثورة الشباب والطلاب والشعب المتمثلة في11فبراير 2011 والتي كانت سبباً للتسوية السياسية التي أفضت إلى حوار وطني ومن ثم وثيقة من أجل بناء الدولة غير أن قوى الظلام والقهرباء السياسية لم تتحمل الأمانة ولم تتحمل مسئولية أخلاقية فيما أوكل لها تجاه الشعب وتتحمل جزءاً كبيراً من مسئولية واقع اليوم وعليها أن لا تنسى بأنها فيما سبق بقيت تتذرع بفشلها وبغياب الرؤية لدى الشباب فإذا بها كقوى سياسية فاشلة تقع في مأزق غياب الرؤية وكما نجد نتيجة اللحظة المتخبطة الآن فيما يعيشه اليمنيون من التباس وضع غير طبيعي الآن وفرض “أمر واقع “ومربك لحياة اليمنيين “تحت لافتة “إعلان دستوري “غير دستوري أصلا. على اليمنيين التنبه إلى طبيعة العوامل الخطرة في هذا الصراع والذي كان جوهر سببه هو تصدير النظام إلى داخل إطار “ثورة 11فبراير”وما كان قد تم في ترجيديا مارس وحدث ما حدث بزعم “الحمائية” ولعل ذلك ما أدى بالوصول كما الحال إلى “رهان” صالح” لعودة إلى مربعه الأول كشرطي أمين الولاء لاستخدامه كورقة لضرب أي فكرة تغيير جديدة يقظانة مصدرها الشعب وبوريد الشباب النابض مثلما يراد ضرب كل خيار اليوم للتظاهر السلمي البعيد عن العنف، حين لا يجد الشباب اليوم سوى الرفض ضد إفراغ الدولة من محتواها وضد أي التفاف على كل خيار سلمي مكتسب ومشروع ليفاجأوا بكل فجاجة واستبداد بقمعهم والاعتداء عليهم طعنا وضربا واختطافا في أقسام شرطة الدرك الحكومية.. لكن لاتزال هناك إرادة شعب تلوح في الناس للتعبير عن كل رفض مشروع ولا يزال هناك شباب نابضون بالحياة والطموح لبناء حاضر ومستقبل بلدهم وشعبهم وهؤلاء يمثل كثير منهم قواعد باتت تتمرد على أحزابها وتمارس النقد بمشرط الحرية والوضوح أكثر في تعرية سياسات ومواقف هشة ومتأرجحة ومهرولة نحو مكاسب ضيقة ونعومة امتيازات تزول بزوال المؤثر. لازالت بعض القوى السياسية مع الأسف تهدف إلى تشتيت جهود وحركات الشباب والطلاب والناشطين المدنيين وإرهاقهم عن مواصلة خياراتهم السلمية وكبح جماح مطالبهم وخياراتهم المصيرية حتى وهي تتعلق بمستقبل ما يريدونه من أجل الحفاظ على حلم لابد وأن تتلاشى معه لغة العنف والسلاح ولهجة الإمساك بالسلطة من زناد البندقية بدلاً من عقل وتفكير الإنسان وقيم التنوير والحداثة والتعايش بين المواطنين، فاحذروا شباب و يا طلاب و يا مواطنين و يا كل الأحرار والواقفين في تعزوصنعاء وعدن وكل مدن اليمن في مختلف البلاد. لابد من أن تستيقظ إرادة الشعب اليمني الحر في رفضه لكل استكانة. أما ثورة فبراير فهي في الحقيقة قد عرت كل الأطراف التي ارتمت بأحضانها ولم تكن تلك الأطراف تنتوي قضية أو خدمة للشعب. بل تتبنى مشاريع خاصة.. غير أن الثورة ستنجح بكل تأكيد ولو كره الآخرون ممن لا شك ستنحدر رهاناتهم وما يضمرونه لها وللشعب من خيانة ومكيدة.. ليذهبوا بكل مشاريعهم إلى هاوية الخسران والسقوط وبئس القرار والتخبط السياسي. [email protected]