فضل شاكر.. الفنان الأربعيني الذي أسعد الكثر من الناس بأغانية الرومانسية الراقية ترك الغناء وقرّر فجأة الاتجاه للجهاد، كان هذا القرار المتسرّع والخاطئ بمثابة صدمة شديدة لمحبيه، فالتحاقه المفاجئ بالشيخ السني أحمد الأسير نهاية العام 2012 م، وإطلاق لحيته وتحريضه ضد الجيش اللبناني كان كفيلاً بأن تضع الحكومة اللبنانية اسمه ضمن المطلوبين أمنياً. ربما ملك الإحساس كما يُطلق على شاكر كان عاطفياً جداً لدرجة أنه كتب في تغريدة له على حسابه في تويتر ناصحاً محبيه بهجر الغناء والاستماع للقرآن حيث يجد المرء راحة نفسية غريبة.. اندفاع شاكر حينها واعتزاله للغناء كان رأياً شخصياً، وإن اختلفت معه ولكن المشكلة التي وقع فيها هذا الفنان هي أنه وقع في فخ الجهاد والجهاديين ونحن والكثير نعلم أن هذه كلمة غير صحيحة فلا جهاد للمسلم ضد المسلم سوى بالنصح والثني عن الخطأ وليس بحمل السلاح والتهديد والوعيد وإراقة الدماء. كان شاكر صيداً ثميناً لجماعة الأسير لأن هذا الشخص له قاعدة جماهيرية كبيرة من جانب ومن جانب آخر اعتقدت جماعة الأسير أنها على الصواب لدرجة جعلت فناناً له حياته المغايرة تماماً لحياة أحمد الأسير وجماعته يترك كل شيء ويعتزل الفن والشهرة والمال ليلتحق بجماعة تحمل السلاح وتحرّض على القتل. قبل أيام ظهر فضل شاكر عبر قناة لبنانية متمنياً العودة لحياته الطبيعية بعيداً عن القتل والتحريض به، يريد أن يعود للسلم والراحة النفسية وإسعاد الناس بصوته الشفاف وأغانيه الرومانسية، وأنا شخصياً - وأعتقد إن الكثير يشاركوني الرأي - أرحب بعودة شاكر إلى الحياة ولإسعادنا وإدخال البهجة في روحنا التي عافت أصوات الرصاص وبكاء النساء وقلوبنا التي أدماها بكاء الأطفال بين جرحى وجوعى ومشردين ويتامى. كفانا العبث بالأوطان تحت مسمى الجهاد وقتل الأبرياء وتدمير المنازل تحت شعار الجهاد.ما هو الجهاد؟ جهاد اليوم ليس جهاداً، وإنما عبث وقتل وتمكين الآخرين من أوطاننا وثرواتنا وحياتنا أيضاً. مرحى بعودة فضل شاكر متمنية على الحكومة اللبنانية أن تعفو عن شاكر ما دام وأن يديه لم تلطخ بدماء الأبرياء وطالما وما تزال أنامله تشتاق إلى اللعب بالبيانو وصوته يشتاق للميكرفون، وطالما وأننا ما نزال نشتاق لعذوبة صوته ورومانسية أغانيه وليذهب الجهاد والمجاهدون الزائفون إلى الجحيم. [email protected]