لم يتوقع محبو الفنان اللبناني، فضل شاكر، أن يترك الغناء، وينتقل للدعوة والإلتزام، ففضل والذي انتشر صيته في العام 1998 بألبوم "والله زمان" بأغنية "متى حبيبي متى"، لطالما عرف بهدوئه ورصانته، وجمال أغانيه من حيث الكلمات واللحن، وحتى جرعة الرومانسية الناعمة فيها. كما لم يتوقع محبوه أن الفنان صاحب الصوت الرومانسي الدافء، أن يتحول إلى "مطلوب أمني" بسبب أحداث اقتتال، وأن يطل في فيديوهات مستبدلا "المايكروفون" بالسلاح، مطلقا سيلا من التهديدات. فضل لمن لا يعرفه، صاحب شخصية متزنة، تميز بهدوء أعصابه، يحب الرياضة، وعزف البيانو والاستماع إلى الموسيقى القديمة، وأغاني عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش، عام 1989 في إحدى الحفلات، بينما كان يغني، وقعت عينيه على إحدى الفتيات، فطلب من إحدى معارفه أن تسألها إن كانت تقبل به زوجا، فإذا وافقت لتطلب أغنية للفنان جورج وسوف، وهو ما حدث، فتقدم للزواج منها، عندها كان في العشرين من عمره، في العام 1989. شائعات كثيرة سادت بأن الفنان فضل شاكر، أو بحسب ما يحب أن يلقب "الشيخ المجاهد"، فلسطيني الأصل، لكنه كان قد نفى الفكرة مؤكدا أنه يتشرف بأنه فلسطيني، وألمح إلى انه تربى في مخيم "عين الحلوة" وغنى على أسطحه وبين ناسه، وأنه متزوج من فلسطينية. يذكر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس منحه الجنسية الفلسطينية وأصدر جواز سفر فلسطيني باسمه. عام 1998 فضل أطلق عام 1998 ألبومه الأول بثمانية أغنيات" منها متى تى حبيبي متى، مصيرك حبي وياتكون حبي" التي لحنها ومن هذه الأغاني أعدت وكتبت بمثل هذه النجومِ العربية المعروفة مثل صلاح الشرنوبي وأحمد شتاء. في العام التالي أصدر ألبومه الثاني "بياع القلوب" والتي حازت على شعبية واسعة، فقرر تصوير الأغنية على طريقة الفيديو كليب. ألبومه الرابع حمل اسم "الحب القديم" طرحه عام 2000، عام 2001 طرح ألبومه الرابع "حبك خيال"، في العام 2002 كان لقاؤه مع الفنانة الكويتية نوال، 2003 حققت أغنيته "يا غايب" نجاحا واسعا في كل المحطات العربية، وتتالت بعدها الألبومات والأغاني حتى العام 2010 بألبوم "بعدا عل بال". عام 2012 اعتزال فضل أثر على الكثيرين من محبي فنه وصوته وأغنياته، لكن ما كان ملفتا بالموضوع، هو تبنيه لمواقف سياسية بدأ يطلقها من خلال فيديوهات على اليوتيوب، كتأييده للثورة السورية، وظهوره في إحدى المسيرات المؤيدة للشعب السوري، يدعو فيها على الرئيس الأسد، وأنشد خلالها نشيدا للشعب السوري " طالع أتحدى الموت يا أمي "، الحادثة كانت في شهر أكتوبر 2012، في اعتصام دعا له الشيخ الأسير في ساحة الشهداء في بيروت، بعدها أطلق عليه لقب "المطرب السلفي". فضل لم يتبن فقط مواقف سياسية فقط، بل واجتماعية أيضا، حيث شارك بمبادرة إنسانية، قدم من خلالها الدعم والمساعدة لمدمني المخدرات في صيدا، للإقلاع عن إدمانهم، بتوفير العلاج اللازم والمراكز المتخصصة. شهر مارس 2012 كان الأكثر تأثيرا في حياة فضل شاكر، حيث اختار قناة الرحمة ليعلن اعتزاله رسميا فيها، ملمحا إلى أنه قرر الاعتزال بعد تردده على مسجد بلال بن رباح، والاستماع لخطب الشيخ الأسير، الذي وجد فيه حلاوة اللسان. 23 أبريل 2013 أعلن المطرب اللبناني المعتزل فضل شاكر في هذا التاريخ عن تشكيل كتائب مقاومة حرة، ودعا إلى نصرة الشعب السوري، وذلك استجابة لفتوى أطلقها الشيخ اللبناني السلفي أحمد الأسير. وقال شاكر في تسجيل تم تداوله على صعيد واسع في مواقع التواصل الاجتماعية: "أنا أخوكم في الله فضل عبدالرحمن شاكر أحب أن أخبر أهلنا وأعراضنا وأبناءنا ومجاهدينا الأطهار في سوريا الحبيبة من الجيش الحر والكتائب المقاومة والمجاهدة بأنه رداً على مجازر الكتائب الأسدية النصيرية الحقيرة الحاقدة وعلى أيادي الحزب الطائفي المجرم، حزب "حسن نصر الشيطان" الذين يقتلون أهلنا في سوريا والقصير خاصة، نعلن عن تشكيل كتائب مقاومة حرة لنصرة أهلنا في سوريا". 8 يونيو 3013 صدرت مذكرة توقيف بحقه وشقيقه بتهمة محاولة قتل رجل الدين السني الموالي لحزب الله "ماهر حمود"، في مدينة صيدا الساحلية جنوب لبنان. 19 يونيو 2013 في 19 يونيو من هذا العام أعلن أن عناصرا مسلحة من حزب الله و حركة أمل اقتحموا الفيلا الخاصة به، مشيرا الى أنهم أطلقوا النار على الكاميرات كي لا يتم كشفهم لانهم كانوا غير ملثمين. واتهمهم بنقل مسروقات من الفيلا بواسطة سيارات، مؤكدا وجود شهود على الحادثة.
24 يونيو 2013 أدت الاشتباكات التي اشتعلت بين عناصر من الجيش اللبناني واتباع الشيخ السلفي أحمد الأسير في صيدا إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة جنود لبنانيين وإصابة 35 آخرين. وقال الجيش اللبناني إن "الاشتباكات إندلعت بعد إطلاق أحد اتباع الاسير النار على حاجز تابع للجيش". وأكد بيان للجيش مقتل عشرة من عناصره في حين قتل مسلحان من أنصار الاسير احدهما مرافق الفنان المعتزل فضل شاكر كما أصيب 13 من أتباع الأسير خلال هذه الاشتباكات. في هذا اليوم أصدرت الداخلية اللبنانية مذكرة توقيف بحق الفنان فضل شاكر والشيخ أحمد الاسير و 123 من انصارهما.
