إلى من سقطوا مضرّجين بالدماء مرسلين أرواحهم إلى السماء دون تفكير أو خوف أو بُخل من أجل التغيير، إلى من رحلوا تاركين الألم والحسرة لأمهاتهم الثكالى ونسائهم الأرامل وأبنائهم اليتامى وآبائهم المقهورين قهر الرجال؛ وتركونا بعدهم لنكمل مشوار التغيير. أيها الشهداء؛ للأسف لقد خذلناكم وضحّينا بدمائكم وتجاهلنا أوجاع ذويكم، لايزال من قتلكم وحرّض على قنصكم حرّاً طليقاً، كل طرف يرمي بالجريمة إلى طرف آخر. هل تعلمون أن من خرجتم طالبين برحيله بقي بحصانة منحناها له ليتجاوز كل الأخلاق وكل القيم ويرتكب الكثير من الجرائم بحق الوطن..؟! قد تضحكون بمرارة حين تعلمون أن من خرج صارخاً لعلي عبدالله صالح: «ارحل» قد رحلوا هم وبقي صالح..!!. حامي حمى الثورة رحل، والمموّل الرسمي للثورة أيضاً رحل، وحتى الخطيب البليغ الذي كان يقول صارخاً بصوت مجلجل: «إني أرى الجنة خلف هذا السور» رحل أيضاً طبعاً بعد أن أصبح بغمضة عين نائباً لوزير الإعلام. صاحبة «جائزة نوبل» هي أيضاً رحلت ولاتزال ثائرة من مكانها الفاخر في تركيا تحرّض؛ ولكن هذه المرة وهي بعيدة عن الوطن الذي تغنّوا به ويتغنّون حتى صدّقناهم كما صدّقتموهم حينذاك. المفاجأة يا «شهداء الكرامة» هي أن الحوثيين الذين رحّبتم بهم: «حيّا بهم.. حيّا بهم» قد احتلّوا صنعاء وفرضوا سطوتهم وقوتهم، وللأسف أيها الشهداء طلعوا جماعة فاشلة تُمارس ما تمارسه ضد الدولة والمواطن..!!. يا «شهداء الكرامة» نسيت أن أخبركم أنه بعدما هاجرتم إلى السماء؛ حدث تفجيرٌ في دار الرئاسة مات من مات فيه، وأما صالح فاحترق؛ ولكن الجارة الكُبرى أعادته رجلاً؛ لكنه رجل حاقد حتى على من رمّموه بعد أن كان على فراش الموت، والمشكلة أن صالح ماطل كثيراً حتى ترك السلطة وأصرّ على أن لا يسّلمها إلا إلى نائبه عبدربه منصور هادي. يا «شهداء الكرامة» نشعر بالخجل منكم، كم نحن قبيحون وقد تركنا دماءكم وأرواحكم مجرّد ذكرى بائسة، خذلناكم كثيراً ابتداءً من إعطاء الحصانة لشخص عبث ولايزال يعبث بالوطن، وخذلناكم ونحن صامتون أمام القادمين الجدد بكل جبروتهم وحركتهم التي أقل ما يمكن أن نصفها بأنها حركة تُمارس القذارة السياسية ونحن خانعون وصامتون، خذلكم من صرخ في الساحة «ارحل» وردّ عليهم صالح: «يرحل..؟! من يرحل..؟!» وكان صادقاً أكثر مرة يتحدّث فيها. رحلوا هم إلى تركيا، ورحلتم أنتم إلى السماء، وبقينا نحن نترحّم عليكم، ونلعن أنفسنا لأننا لا نستحق أرواحكم الطاهرة ودماءكم الزّكية. ما أجملكم، وما أقبحنا وقد خذلناكم وخذلنا اليمن الجميل. [email protected]