الذين يعتقدون أن مغامراتهم واستعراض العضلات لتحقيق أهدافهم ومآربهم يخطئون التقدير تماماً أياً كانوا، سلاليين، انتهازيين، راديكاليين، برجوازيين أو أرستقراطيين، وسواء كانوا يمنيين أو يساريين قبليين أو مدنيين سيقعون تماماً في مصيدة «الفشل وخسارة كل شيء» حتى سيخسرونها.. إسحاق رابين، رئيس وزراء إسرائيل السابق وبطل مجازر صبرا وشاتيلا في لبنان ومقابر غزة من الذين قتله “حارسه الشخصي..؟! وكانت قد هدأت طريقة القتل البشعة «بالجملة»، ولكنها عادت من جديد ولكن هذه المرة تذكّرنا بمجزرة «الحرم الإبراهيمي» في فلسطين قبل عقد من الزمان حين أقدم متطرف برشّ المصلين بالرصاص من الخلف. الفرق في الأرقام أن مجازرنا بالمثل تفوق الضعفين لها.. في الحرم الإبراهيمي.. وربما كان ذلك إهداء إلى الأمهات بدماء أولادهن في صنعاء ولحج ..وعدن والبيضاء وغيرها من نقاط النزالات. إذا كانت المصالح ستؤول إلى هذا الوحل والإفلاس في تصفية الحسابات أو الاستحواذ والسيطرة والنفوذ ..إلخ.. «يلعن أبوها مصالح»، أو حسابات ضيقة، وهل يُعقل أن يصل إلى هكذا صفحات ولوحات ومشاهد..قوافل من الأرواح هكذا تذهب وبكل بساطة؟، القتل سهل عندكم وعن أي حرب وأي طبول تتحدثون ..حتى لو كانت هذه المجازر وهذه القتلات نحن نفذناها في دولة معادية ونحن في حالة “حرب” معها فهي مرفوضة تماماً. حذّرنا كثيراً وأقول حذاري.. دق طبول الحرب والاقتتال «ليست لعبة»، أو لمجرد الحديث والتلويح بها لأنها حُفر ستقعون أنتم فيها أما الشعب اليمني فهو أبعد من نجوم السماء للانجرار خلفها، فهو شعب أوعى وأفهم وأعقل منكم.. صحيح إنه يخرج يتظاهر هنا وهناك ولكنهم يصلّون جميعاً في كل المساجد..أينما وجدوا.. وحلوا وارتحلوا في طول الوطن وعرضه ..أقول حذاري من الانجرار خلف ألقابكم ولعابكم الثمن لن يكون سهلاً بل سيكون ثقيلاً عليكم أولاً كونوا عند مسئولياتكم وعقولكم وعودوا إلى الصواب فالعنجهية إذا لم تنفع «قبل» فكيف ستنفع “بعد”؟، واليوم لن تفيد المزيدات والمراهنات أياً كان شكلها.. حذاري من تكرار مسلسل حرب صيف 94م وتكرار ما بعد محرقة «ساحة الحرية» بتعز، حذاري من اللعب في النار لأن النار «ما تحرق إلا رجل واطيها».. والتقليد الأعمى سيصيب صاحبه بالعمى ..لحظته لن يرى أحداً من أمامه أو من خلفه اقرأوا التاريخ حرفاً حرفاً حتى آخر لحظة قبل أن يقع الفأس بالرأس والشعب حين يقول «لا للحرب ..يعني لا»، وإلا.. سيجد ما عليه فعله.. في الوقت المناسب كما قد عرفتم أنتم حين يقول راجعوا أوراقكم تماماً لأن فيها أخطاء كثيرة ستقعون فيها إذا مضيتم في حماقاتكم وهناك أجندة خارجية وسياسات لا تريد لليمن خيراً، فهل وعيتم هذا الأمر؟، يريدون أن ينفذوه بأيديكم أنتم فهل أنتم أغبياء إلى هذا الحد؟، ثم إن هناك أيدي خفية تلعب بينكم للوقيعة لأن الذي يُقدم على التفجير داخل مسجد وهو يعج بالمصلين ليس «يمنياً» مهما كان الثمن.. حذار من التغافل عن هذا الشيء إلا إذا كنتم قد وصلتم إلى هذه الورطة والواقعة فهي اللعنة واجهنا نحن في اليمن الكثير من المشكلات والطامات ومررنا بأوقات عصيبة ولكننا تجاوزناها، فكيف غابت عنا هذه البدهيات والمراجع حتى نخرج مما نحن فيه؟، وهل القتل لإرضاء الآخر الغريب أصبح عملاً صائباً وفضيلة؟، وهل الاختلاف يعني الخلاف والاقتتال والذهاب إلى الجحيم؟، إعقلوها، حدثت كوارث وحروب وأزمات اقتصادية وأزمات عالمية وكنا نتفرّج عليها وكأن الأمر لا يعنينا ونتشدّق بأننا «بلد الحكمة»، واليوم كيف فحذار من دق طبول الحرب في عش «الثعابين»، وأعتقد أنكم لن تفعلوا، فالبلد لم يعد يحتمل أي نوع من الصراعات والمناوشات والانفعالات الاستفزازية المتبادلة، على الأقل استعملوا وفعّلوا وطنيتكم التي تتشدّقون بها في هذه المواقف والشعب فوق أي اعتبارات ومصالح «لا تدوم»، لا تكونوا أيادي ووقود حرب مصالح إقليمية داخل البلد، فإذا تداعى الوطن أنتم أول المتضرين والمتداعين.