بضعة أشخاص أوصلوا وطناً كاملاً إلى الانهيار وأوصلوه إلى حرب يعلم الله متى ستنتهي وكم ستحصد من أرواح. فعفاش بدهائه وكمية الحقد المهولة التي ما يزال يبث سمومها بكل شراسة لشعب منحه الحصانة ذات يوم بائس ليجازيه بكل هذه المؤامرات والدسائس حتى أوصله إلى عدوان خارجي. الحوثي وتبعيته المقيتة لإيران وسيطرته للعاصمة بمساعدة عدوه القديم وحليفه الجديد علي عبد الله صالح واستيلاؤه على مؤسسات الدولة وفرض إتاوات على رجال الأعمال بطرق مهذبة أحياناً و بتلميحات فيها تهديدات أحياناً أخرى أوصل البلاد أيضاً بهذه العقلية وهذه العنجهية إلى عاصفة الحزم. أخيراً عبد ربه منصور هادي الرئيس الشرعي الهارب أو الفار من العدالة حسب الحوثيين الذي لعب لعبة كبار لم يكن بمستواها حين فكر ضرب الإخوان بالحوثيين لم يفكر بأن الحوثيين سيدخلون إلى قعر داره ويجبرونه الهروب إلى عدن فما كان منه إلا أن يوافق على طلب سعودي بأن يطلب رسمياً تدخل قوات درع الجزيرة التي سرعان ما كبرت لتكون تحالفاً دولياً لضرب بلد فقير كاليمن يعاني ما يعانيه من انهيار اقتصادي وحروب أنهكته على كل المستويات. أخيراً قرر العالم بأسره محاربة الحوثيين الجماعة التي أتت من كهوف مران إلى وسط العاصمة وتجاوزتها إلى محافظات أخرى منها عدن، حشد العالم الأسطول العظيم لمواجهة مجموعة من الأشخاص كان بالإمكان القضاء عليهم دونما حشد هذا الأسطول الكبير الذي تترأسه الجارة والشقيقة الكبرى. لا شك وأن المملكة السعودية ومعها مصر و دول أخرى لم تتحرك بهذا الشكل المفاجئ والعنيف إلا بعد أن أيقنت بأن تهديد الحوثيين للسعودية لا يمكن أن يكون مجرد كلام وأصبح قاب قوسين أو أدنى من التحقيق. المخزي والمعيب في الأمر هو تهليل البعض وفرحتهم بهذا العدوان الغاشم على اليمن، بل ذهب البعض إلى وضع صورة الملك سلمان أو وزير داخليته في الصفحات الشخصية على الفيس بوك. إن الحديث عن عاصفة الحزم هو حديث متشعب، هو حديث عن الانقسام في الداخل بين مؤيد ومعارض لهذه الحرب. وحديث عن العلاقة المتوترة والكراهية المقيتة التي ستكون الإطار للعلاقة المستقبلية بين اليمنيين وأشقائهم الخليجيين المشاركين في العدوان ولا سيما الأشقاء في المملكة السعودية، وكذلك هو حديث عن الثمن الذي استلمته الدول المشاركة في الحلف أو لنقل المصالح التي ستجنيها الدول المشاركة في العدوان، إذا كانت مصر قد استلمت مليارات الدولارات من دول الخليج ثمناً للزج بالجيش المصري في هكذا عدوان فما الذي استلمته تركيا مثلاً؟ تركيا احتضنت الإخوان عقب هروبهم بعد اجتياح صنعاء من قبل الحوثيين في 21 سبتمبر الماضي، ربما من أجلهم دخلت هذا الخلف على الرغم من خلافاتها مع مصر منذ انقلاب العسكر على الرئيس محمد مرسي. الإخوان الذين في تركيا المنتظرين ل عاصفة الحزم أن تنهي على ما تبقى من اليمن ليرجعوا مشمرين سواعدهم ليس لبنائه وإنما لإتمام الصفقة مع الخليجيين و من ثم حكم البلاد بقيادة هادي. [email protected]