المغموسون بالعمالة والغدر لا يستطيعون امتلاك قرارهم والمكلفون من الغير بغسل أدمغة الفتية والسطو على مقدرات الأرض الخيرة لا يستطيعون فعل شيء أكثر مما يؤمرون، لأنهم جميعاً رهنوا حريتهم للغير وقبلوا أن يكونوا مجرد مخيّرين ليس لهم من الكرامة سوى أن يكونوا أحقر الناس في نظر من يستخدمهم لا أقل ولا أكثر. إن المواقف المعلنة وغير المعلنة التي تنال من سيادة الوطن وتخدم دعاة الشر على اليمن الواحد الموحد باتت اليوم أكثر وضوحاً بالنسبة للمواطن العادي، فلم يعد الباب مفتوحاً للأعذار والتبريرات الفجة فيما أعلنوه ضد الوطن لا لبس فيه ولا غموض وإن كان قد سبقه إعلان غامض وهو في الحقيقة لم يكن كذلك ولكن تمهيداً حتى تصلهم التعليمات من الذين يحركونهم من أجل تدمير الوطن والاستعداد لقتل النفس المحرمة، وهؤلاء عبيد المال إلههم الشيطان لا يعصون له أمراً طالما المال هو المحرك لقدراتهم. إن المجاهرة بالغدر بالوطن لم تعد خافية على أحد على الإطلاق ولذلك ينبغي أن يدرك الشعب أن هؤلاء هم سبب دمار اليمن ومنع التطور وكلما دخلت اليمن مرحلة التنمية دفع الحاقدون بهؤلاء الماكرين باتجاه إثارة الفتن وتخريب الوطن وقتل النفس المحرمة وقد استخدموا أبشع وسائل الغدر والخيانة وتجردوا تماماً من الإيمان الذي يمنعهم من أذية الوطن وجعلوا من أنفسهم أدوات بيد الغير يحركونهم متى أرادوا لتنفيذ أهدافهم العدوانية على الكرامة اليمنية. الغدر والخيانة والمكر والخديعة من صفات من لا يؤمنون بالدين ولا يعترفون بالوطن ولا يعرفون مكارم الأخلاق، فالدين لدى هؤلاء مجرد وسيلة يخادعون به البسطاء من الناس وينالون به من عزة الإسلام وكرامة المسلمين ويطعنون الإسلام من داخله دون أن يكون للإسلام الحنيف ذنب في ذلك. إننا اليوم أمام تآمر الداخل والخارج لسفك الدم اليمني وتحت مظلات فاجرة لا يعرف اليمنيون منهم غير القتل والدمار والاستخدام السيء للدين، ومن أجل ذلك ندعو كل الأحرار والشرفاء من أجل الاصطفاف الوطني من كل القوى السياسية الحية لمواجهة التآمر الداخلي والخارجي ومنع تحقيق أهدافهم التدميرية لأن اليمن ملك الجميع وسيكون النصر حليف اليمن بإذن الله.