في العام الثاني على تجربتها الرائدة في محافظة حضرموت، تبوأت ثانوية المكلا النموذجية قمة الهرم بين مثيلاتها على مستوى الجمهورية .. بعد حصول الطالب عبد الله سعيد سالم عبد الله بن سهل على المرتبة الأولى في امتحانات الشهادة الثانوية العامة للعام الدراسي الماضي 2008-2009م. أول المهنئين للطالب عبدالله على نجاحه الباهر، كان الشيخ المهندس عبد الله احمد بقشان رئيس مجلس أمناء مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية والدكتور صالح عوض عرم المدير التنفيذي للمؤسسة والأخ منير باتيس مدير الثانوية، ليتوالى بعد ذلك من داخل الوطن وخارجه سيل عبارات التهاني والتبريكات التي زفت لأسرة عبد الله وقلدته بإكليل من الورود ومشاعر الفخر والاعتزاز. وكان آخرها وبالتأكيد ليس أخيرها، منا مباشرة عندما انتقلنا إلى مبنى الثانوية بديس المكلا، على موعد للقاء بعبدالله ووالده وشقيقه الأصغر، وما هي إلا دقائق معدودات على لحظة جلوسنا في مكتب مدير الثانوية، حتى دلف إليه العم سعيد بصحبته ولديه المتفوقين عبد الله وسالم. تحد وإصرار منذ الوهلة الأولى لمست في عبد الله الذي ترعرع في كنف عائلة تدرك أهمية العلم وقيمة التعليم، شخصية الشاب الدمث الخلق، المتدثر برداء الحياء، وكم انبهرت ببساطته التلقائية في السلوك وأسلوب حديثه الرائع، وأعجبت بنظرات عينيه التي كانت تتوهج ببريق التحدي وإمارات الفطنة والذكاء وكلماته الرصينة التي كان يدبجها بروح العزيمة والإصرار، المستمدة من ثقته العالية بالنفس، وتقديراته المنطقية لما حوله من أشياء رغم أنه لم يتجاوز بعد الثامنة عشر ربيعاً. دعم وإسناد وبدون أية مقدمات أبحرنا في أتون حوار استهل عبدالله بدايته بالتأكيد وبصراحة يحسد عليها أنه كان واثقاً من احتلاله مركزاً متقدماً على مستوى العشرة الأوائل في الجمهورية، ولكنه لم يدر بخلده أنه سيجني ثمار اجتهاده وسهر الليالي متصدراً القائمة ومتربعاً على المرتبة الأولى، بتوفيق من الله تعالى وبدعم و مساندة من عائلته الكريمة وإدارة الثانوية ومعلميه الأكفاء ومكتب وزارة التربية والتعليم في المحافظة ومؤسسة حضرموت للتنمية البشرية . وقال عبدالله: لقد ساهم الجميع في تحقيقي لهذا النجاح الذي غمرني بفرحة لا توصف، تلقيت خبره، عندما كنا نحتفي بزواج أحد أقاربنا في فندق هوليدي ان، حيث زف إلينا البشارة الأستاذ منير باتيس مدير الثانوية الذي اعتبره قدوتي ومثلي الأعلى. تعزيز رأي وإسداء نصح وأضاف: حالياً أنا أفكر جدياً في الالتحاق بكلية الهندسة البترولية، كونها التخصص الأنسب لقدراتي وإمكانياتي، وقد عزز رأيي ودعم توجهي النصيحة التي أسديت لي من الكثير من الأقارب والأحباء، الذين فضلوا أن أتخرج من مرحلة الدراسة الجامعية كمهندس بترول في المستقبل إن شاء الله. برنامج مكثف وعن برنامج دراسته اليومي والاعتيادي، أكد عبدالله، أنه في مرحلة دراسته الثانوية اختلف كثيراً عن مرحلة الدراسة في صفوف التعليم الأساسي، خاصة في الصف الثالث الثانوي ،حيث كان بعد صلاة الفجر يذاكر الدروس قبل أن تعطى له، ثم يذهب إلى الثانوية وبعد مغادرتها يغفو قليلا، لينهض بعدها لمراجعة الدروس التي أخذها، وأحياناً كان يخرج للتنزه في المساء لتجديد حيويته ونشاطه. وأثناء فترة الامتحانات وظفت ساعات اليوم لاستذكار الدروس، وتقلصت ساعات الراحة والقيلولة، حيث كنت أنام من الساعة التاسعة والنصف حتى الثانية فجراً لأستيقظ للمذاكرة حتى موعد الامتحان، وبعد تناول الغداء أغفو قليلاً ثم أنهض للمراجعة حتى التاسعة ليلاً وهكذا دواليك. إكمال المنهج في وقت مبكر وقال عبدالله: ما من شك أنه كان من الصعب أن أحقق هذه النتيجة المشرفة لو لم أكن من طلاب ثانوية متميزة في كل شيء، كثانوية المكلا النموذجية، يتوفر فيها الأساتذة المثاليون والظروف المواتية على التفوق والتفرد في التحصيل العلمي وتنفذ في فصولها برامج التقوية المكثفة وإمكانية مراجعة الامتحانات الوزارية السابقة، والتطبيق العملي في المختبرات مما أدى إلى إكمال المنهج في وقت مبكر والتحضير والتهيئة الجيدة للامتحانات. خطة تنفذ على مراحل وعن الأساتذة الذين أثروا على شخصيته ومستواه العلمي، أشار عبدالله أن في مقدمتهم الأستاذ عمر سالم الغرابي مدرس مادة الرياضيات وعبد الله عبيد باحفي مدرس اللغة العربية الذي يعد صديقاً للطلاب، وقد حقق في مادته العلامة الكاملة مائة بالمائة. ومن وجهة نظره فإن إمكانيات الثانوية كلها متوفرة وتمنى أن يتم تزويد الفصول بأجهزة كمبيوتر وشاشات عرض لحصص الحوسبة المدرجة ضمن خطة الثانوية التي تنفذ على مراحل. التفرغ للدراسة كما التقينا والد عبدالله سعيد سالم بن سهل الذي قال: إننا في المنزل حرصنا على توفير الجو الملائم لعبد الله لمذاكرة دروسه أول بأول كما أنني أكدت ضرورة عدم إزعاجه وتفرغه بالكامل للدراسة وللدراسة فقط، وكنت قد توقعت مسبقاً حصوله على المرتبة الأولى على مستوى الجمهورية وصرحت بذلك علنياً له ولإخوته وكافة أفراد العائلة، كما تركت له حرية اختيار التخصص والكلية التي يرغب الالتحاق بها بعد تخرجه من الثانوية. أما أخوه الأصغر سالم فقد أكد أن نجاح أخيه عبدالله يمثل بالنسبة له دافعاً معنوياً وحافزاً على تحقيق نجاح مماثل ونسب متقاربة بإذن الله، في الصف الثالث الثانوي قسم علمي مستقبلاً علماً بأنه سيدرس هذا العام في الصف الثاني الثانوي بعد أن اجتاز الصف الأول بنسبة نجاح تجاوزت 99 في المائة. برامج تواكب نظريات العلم الحديث الأخ منير باتيس مدير الثانوية قال بدوره: منذ التحاق عبدالله بثانوية المكلا النموذجية ارتأينا فيه الطالب النابغة الذي تميز إضافة إلى تحصيله العلمي بأنه مذيع متميز باللغة الإنكليزية هو وزميله المتفوق في الثانوية هشام سعيد الجريري. ونحن في الثانوية حقيقة اعتمدنا على مواكبة النظريات الحديثة في التعليم للحفاظ على تميز مستوى الطلاب ونسبهم العالية التي تتجاوز 90 في المائة في كل المواد، من ضمنها برامج إثرائية إغنائية للمواد تنفذ في ساعة النشاط اليومي الذي يعطى للطلاب مما يعزز من تفوقهم العلمي، كما أننا حرصنا على تشجيع التنافس الشريف في الأنشطة اللاصفية المتنوعة وفق ميولات الطالب، وكان عبدالله نموذجاً متميزاً في التقديم باللغة الإنكليزية في الجانب الإعلامي ولفت الأنظار في قسم اللغة الإنكليزية في المعرض العلمي الذي أقامته الثانوية العام الدراسي الماضي من خلال شرحه المجسمات ومحتوى البروشورات باللغة الإنكليزية وقد تلقت الإدارة رسائل شكر من مندوبي حقول النفط لدى زيارتهم للمعرض. مؤكدا ً أن النجاح الباهر الذي حققه عبدالله يمثل نجاح جهود الجميع إدارة الثانوية وأساتذتها ومكتب وزارة التربية والتعليم بالمحافظة ومؤسسة حضرموت للتنمية البشرية.