- زيد الغابري .. أكتب تعقيبي هذا على أكثر من اتصال ،أعتبرتها كلها تعقيباً أو توضيحاً وأحيانا إنكاراً بأن كل الآباء يفسدون الأبناء إشارة إلى الموضوع المنشور يوم الأحد الماضي ، وذكرت أو نقلت ماقاله خطيب مسجد صالة عن وجود جماعات من الشبان يثيرون القلق وينشرون الخوف بين الناس باعتداءاتهم على الآخرين دون تمييز بين أن يكون هناك سبب أو مشكلة أو أن يكون المستهدف من نفس الطراز على طريقة الثأر بحسب مانسمعه اليوم عن مشاكل تحدث بين الشباب في الشوارع والحارات وأحيانا في المدارس، ومن كان مغلوباً ذهب إلى أصحابه وجيّشهم معه في اليوم التالي فيتواجه الفريقان ويحدث مايحدث دون علم الآباء إلا عندما يعود أولادهم والدماء تسيل منهم وآثار اللكم بادية على وجوههم والمشكلة ليست هنا بل في الآباء الذين يعقدون الأمور ويوسعون رقعة الخلافات ويصعبون ويباعدون الحلول لدى الأجهزة المعنية.. فقد قال أحد المتصلين بأنه شخصياً قد عجز عن السيطرة على ابنه لأنه لايستمعه ويتمنى لو أنه يبقى في الحبس أطول مدة ممكنة ليهدأ قليلا ، ولعل ابنه يستفيد من البقاء بعيداً عن بيته حتى أنه يرفض أن يعطيه إلا مايسد رمقه لكي يغير سلوكه ويبتعد عن أصحاب السوابق السيئين ، والذين يزورونه كل يوم أو يرسلون إليه مايريد عبر أشخاص آخرين من نفس المستوى بالأعمال حتى لايقبض عليهم ولو من باب الاحتياط، وتمنى هذا الشخص لو يتناول خطباء المساجد هذه الظاهرة ؛ لأنها تتصل بالعقوق وعدم الطاعة والجهل المطبق بمصلحتهم في المستقبل والجري وراء تقليد المظاهر والتصرفات الشاذة التي يعتقدون أنها سمة من سمات شباب اليوم ليس في اليمن وحدها وإنما في العالم ، غير أن شخصاً آخر كان بجواره أخذ السماعة ليصحح حسب قوله مفهوم ومعلومة صديقه قائلا، بأن انفلات بعض الشباب في اليمن يمكن السيطرة عليه لو تعاون الجميع مسؤولون وآباء ومجتمع عام مثلما يحدث في دول مجاورة خاصة السعودية وعمان حيث لاتسمع عن هكذا سلوكيات ؛ لأن الجميع ينبذون الخارجين على القانون والقيم والأخلاق خاصة الذين يعتدون على الآخرين بأي شكل وصورة ولايقبلون لهم عذراً. وإن تكرر من أحدهم شيء كهذا طرد من الحي أو الحارة بإجماع السكان مع أسرته ، واذا تبرأت منه أسرته وضع في السجن أو الإصلاحية إلى أن يقتنع المسؤولون عنها بأنه قد استقام وتعهد بألا يأتي بأية مخالفة أمنية أو أخلاقية أو غير ذلك وإلا فدمه مباح.. فمن أين مثل هكذا اتفاق جماعي لايستطيع معه أحد أن يتستر على ابنه أو يفاخر بشجاعته وفتوته.. ؟ فالذي يجري عندنا أنك ترى وتسمع الكثير من الآباء الذين يساندون أبناءهم وإن ارتكبوا الجرائم مايستحقون عليه السجن لسنوات طويلة والغرامة المادية الكبيرة .. وهذا هو سر مايحدث هذه الأيام.