- د. عمر عبد العزيز .. ينتعش الليكود بالتوازي مع اليمين الجمهوري في الولايات المتحدة ويتكثرون في إطلاق التهديدات وتحديد معالم المستقبل القريب كأنما تجري التصاريف والاقدار بإرادة مسبقة وبحسابات تتناسب مع ماوصلوا اليه من امكانات للتدمير والاكتساح . هذا النوع من الانتعاش المزيف هو نذير الشؤم الحقيقي بالنسبة لهم لانهم يتورطون اكثر واكثر في منازلة الاقدار والتصاريف لا الأعداء المحددين . الذي يتأمل الآن في الحرب الامريكية المعلنة ضد الإرهاب يستغرب من توسع دائرة هذه الحرب وتداخل الاعتبارات والعوامل فيها .. كما يتعجب من تلك المنازلة المعلنة ضد الجميع وفي كل مكان من اوروبا القديمة التي لا تريد استيعاب منطق العصر الامريكي .. الى روسيا التي مازالت تحلم بمكانتها كدولة عظمى .. وحتى تركيا الاسلامية بالرغم من تطمينات حزب العدالة والتنمية الحاكم واتساقه مع اللعبة اللبرالية في الحياتين السياسية والاقتصادية . وتتوسع الدائرة كيما تشمل الدول العربية مجتمعة وبدرجات متفاوتة .. وحتي في افريقيا واسيا لا تقبل الادارة الجمهورية الحاكمة بكثرة كاثرة من الانظمة والبلدان وتطالبها بالتغيير كأنها مكلفة بذلك أو كأنها تتقمص دور المرشد الأكبر للانظمة غير الديمقراطية . ذات الانتشاء المزيف نجده عند اليمين الصهيوني في إسرائيل والمستمر في استكمال جدار الفصل العنصري وعقلية الجيتو .. بالإضافة إلى التجاوزات اليومية لحقوق الإنسان الفلسطيني المعذب على أرضه وبلده . بالامس تابعت مناقشة في الكنيست الاسرائيلي .. ولقد تبين لي وكل المراقبين قمة التعصب الايديولوجي المشوه بعناصر الدين والعرق والأوهام .. كما تبين مدى الحضور المجنون لليمين المغامر الذي لايري التخلي عن منطق الازمة المستمرة والانتقام الدائم من كل الحضارات والأديان والشعوب . افلحت اليهودية السياسية في تدمير عناصر التوازن الشخصي والمجتمعي في العالم المسيحي الأوروبي والأمريكي .. وهي الان تسعى جاهدة لتقويض الاديان والحضارات والثقافات المختلفة بالتخريب المتعمد بوسائل عسكرية وأخرى معلوماتية وإعلامية .. وذلك هو بالضبط ماتم تسطيره في بروتوكولات حكماء صهيون برغم الانكار التام لهذه البروتوكولات من طرف اليهودية وتنسيبها للاستخبارات الروسية وأعداء السامية !! هل الشواهد تدل على ذلك أم العكس تماما ؟ إن لعبة المال العتيدة وما جرى ويجري في الثقافة الإنسانية وفي الفنون تدل دلالة قاطعة على مشروع التخريب الانتقامي الصهيوني العالمي الذي لا يكتفي بذلك بل يتوسل الحروب لحرق المراحل واختصار الزمن وصولا إلى انتقامهم الكبير. ولقد تمكنوا حقا وفعلا من السيطرة الفعلية على اكبر قوة مدمرة على وجه الارض ولعلهم بذلك يستعجلون تنفيذ وعودهم الخطيرة ونسج السيناريوهات التمهيدية لتبرير الجنون العظيم ؟ انها متاهة الغرور والاعتداد بالقوة والمال حتى ينقلب السحر على الساحر . [email protected]