يرتفع صوت الحوار بين الأديان ،أو مايسميه البعض حوار الحضارات ،ويروج الغرب المسيحي واليهودي والشرق المسلم لهذه الدعوة ،وبحماس وقوة ،والحوار موضوع مختلف عن الدعوة في«الاسلام» والتبشير في«المسيحية» ، أما اليهودية فلادعوة ولاتبشير فيها حسب الاعتقاد أنهم شعب الله المختار«أي اليهود» ويحرص اليهود على نقاء الجنس اليهودي بعدم ضم«متهودين» جدد.. وهي رؤية عنصرية جسدتها بالقول والعمل الصهيونية التلمودية.التي أدلجت اليهودية عقيدة ،وسيستها لتجعل منها دولة.. وذلك ضد الشرائع السماوية الثلاث كأديان للناس جميعاً.. الفكرة الصهيونية منذ زمن بعيد غزت الفكر المسيحي ، وصهينته.. وصار هناك مايعرف اليوم ب«اليمين المسيحي» ويتبنى أو يؤمن ب«المسيحية الصهيونية» والتي ظهرت من خلال «اليمين الحاكم» في البيت الأبيض.. الذي يتناقض في ممارساته وسلوكياته المتعصبة ،والمتطرفة ،والعنصرية مع المسيحية دين«السلام ،المحبة». وعلى أي حال.. من يملك خلفية جيدة في الأديان.. يعلم أن لاصراع ،ولاصدام بين ديانات السماء.. لأنها أتت من مشكاة واحدة ،أي من مصدر واحد كامل مطلق يستحيل مجرد التفكير بإمكانية تناقض هذا المصدر من ديانة إلى أخرى لاحقة.. لأن اللاحق يجدد السابق ويكمله.. وكلها تأمر بالدعوة والحكمة والموعظة الحسنة ،وكلنا يعلم أن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» حين ضاق الحال بأصحابه في مكة أمرهم بالهجرة إلى الحبشة مؤكداً لهم أنهم سيجدون ملكاً لن يظلموا عنده وهو النجاشي ملك الحبشة وفعلاً بعد أن سمع من جعفر ماتيسر من القرآن.. قال: أي«النجاشي» والله إن الذي قلته والذي جاء به «عيسى» كأنه من مشكاة واحدة. وهكذا هي اليهودية التوراتية.. وقد سمعنا الكثير من فقهاء اليهود الذين ينكرون على الصهاينة كل مايأتونه من عقائد عنصرية وإلحادية ،واحتلال ،واقامة دولة ،فاليهودية حسبهم عقيدة وليست أيديولوجية ،والتوراة ليست نظرية سياسية لاقامة دولة.. ويرفض هؤلاء الفقهاء التوراتيون وجود الدولة الصهيونية في فلسطين. وكل اليهود التوراتيين ،والمسيحيين الانجيليين يؤكدون أن ماتتصرفه وماتمارسه وتسلكه القوى اليمينية الحاكمة في الغرب باسم الديانات ليس له أساس من الصحة ،فالديانات تستخدم كمظلة لعدوانهم واستعمارهم الذي سببه مصالح واطماع عصابات من المجاميع اليهودية المسيحية الصهيونية التي تطمع في احتكار العالم واستغلاله ونهبه وابتزازه ،وهي عصابات متطرفة متعصبة عنصرية تمارس كل أنواع الارهاب وأبشعها ضد شعوب العالم متعللة زوراً وكذباً وبهتاناً بأنها تنشر الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وتحمل التطور والتقدم للشعوب على غرار ماهو في العراق ،وافغانستان والصومال وفلسطين ،ومايحاولونه في لبنان.. والسلوك الصهيوني المسيحي ضد العالم.. خلق التطرف في العالم ضدهم. ودعوتهم اليوم إلى الحوار بين الأديان والحضارات إنما يريدون فرض ارادتهم بأقل التكاليف.. فالمشكلة ليست صراعاً بين الاديان.. إنها صراع بين طامعين استعماريين في الغرب ،وبين رافضين مقاومين في الشرق العربي الاسلامي .. أما الاديان فكلها تدعو إلى التعايش بسلام.. وبناء علاقات عادلة ومتكافئة بين الشعوب.. وأبلغ دعوة للتعايش ماجاء في سورة الكافرون «لكم دينكم ولي دين» ولاعدوان إلا من اعتدى ،وبالمثل.. أما السلام فسيأتي بانكفاء الغرب في دياره ،وايقاف عدوانه على شعوب الشرق العربي المسلم.