المواطن العربي عاش عبر التاريخ في وفاق ووئام وسلام بمختلف طوائفه ومذاهبه عملاً بالأديان السماوية التي نزلت في بلاد العرب تدعو الناس إلى المحبة والإخاء والسلام والتعايش ..فكل الأديان السماوية من مشكاة واحدة لا تناقض ولا تضاد فيها ونحن نعلم أن المسلمين قد تعايشوا مع أتباع الديانات الأخرى يهودية ومسيحية وما حدث مع يهود المدينة وخيبر ليس إجراءً دينياً وإنما إجراء مدني يمكن أن يحدث مع أي مواطن يخون وينقض العهد ويعرض مواطنيه من مختلف الديانات لمخاطر تهدد حياتهم وأمنهم واستقرارهم. علينا أن نعود إلى السيرة النبوية الشريفة كي نعرف موقف الراهب بحيرى الذي بشر أبا طالب بأن في قافلته نبي آخر الزمن وكذا موقف ورقة بن نوفل الذي بشر خديجة بأن الناموس ينزل على محمد صلى الله عليه وسلم وموقف النجاشي بعد المناظرة أمامه بين وفد قريش والمسلمين الذين لجأوا إليه وقولته المشهورة بعد أن سمع ما تيسر من القرآن، من جعفر رضي الله عنه فقد قال: “والله ان الذي جاءبه صاحبكم والذي جاء به عيسى بن مريم كأنه من مشكاة واحدة” وأعطى المسلمين الأمان ورفض تسليمهم لوفد قريش. إن على أبناء الشعب العربي وبالذات شعب مصر مسلمين ومسيحيين يهوداً أن يحترموا بعضهم وان يتعايشوا ويحبوا بعضاً ويتحدوا في مصر أو في أي قطر عربي ويكونوا صفاً واحداً في مواجهة كل من يريد بهم الفتنة مسلماً أو نصرانياً أو يهودياً كون من يسعى إلى الفتنة بين أبناء العروبة مستخدماً الاختلاف في الدين إنما هو عدو الشعب العربي ويعمل لصالح النظام الرأسمالي الصهيوني الطاغوتي الجديد.