في صنعاء، وخلال يومي 7-8/2 عقد مؤتمر دولي دعت إليه رابطة المسلمين في العالم «رابطة العالم الإسلامي» حول الإعلام المعاصر، واحترام الأديان، وعدم الإساءة إليها.. وقد ضم المؤتمر علماء ومفكرين وفقهاء من جميع أنحاء العالم. المعلوم أن الأديان السماوية لم تتعارض فيما بينها، ولم تكن ضد بعضها، فهي آتية من مصدر واحد «يهودية، ومسيحية، وإسلامية»، وأتباع الديانات الثلاث يعلمون ذلك.. ويكفينا أن نعود إلى صدر الإسلام أو إلى ما قبل، إلى يوم ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإعلان علماء اليهود التوراتيين أن نبي آخر الزمان قد وُلد، لما رأوا من علامات كونية في تللك الليلة سردتها توراتهم، مشيرة إلى أنها علامات تدل على ميلاد نبي آخر الزمان، فسعى اليهود الدنيويون يبحثون عن مواليد تلك الليلة ليكتشفوه ويرصدوه ويقتلوه. وتعالوا معي إلى الراهب «ورقة بن نوفل»، وهو فقيه مسيحي، ذهبت إليه السيدة خديجة تشكو له حالة «زوجها» محمد، وما يحدث له.. فحسب علمه طمأنها، وقال لها: إنه الناموس ينزل عليه.. وتمنى ورقة أن يمد الله في عمره لينصره.. وهكذا الراهب بحيرى الذي تعرف على «محمد»، وهو صبي مع عمه، فأوصى عمه به، وحذره من اليهود عليه.. أما نجاشي الحبشة فبعد أن سمع ما تُلي عليه من القرآن من قبل جعفر رضي الله عنه.. قال: إن ما أتى به نبيكم، وما جاء به المسيح كأنه من مشكاة واحدة. إن رسالات السماء الثلاث كلها رسالات سلام ومحبة وتسامح وعدل وحق وخير، وما عدا ذلك هو من صنع بعض الأتباع الذين ينطلقون في تفكيرهم من مصالحهم الشيطانية الشريرة اللاإنسانية، ويوظفون الدين على هواهم.. وهم في جميع الأديان، هم في اليهودية، وهم في المسيحية، وهم في الإسلام، لكنهم لا يمتون بتفكيرهم وتدينهم إلى الأديان الثلاثة.. فالأديان الثلاثة بُليت بالتطرف والضلال أو بأهل التطرف والضلال الذين ترتبط مصالحهم الدنيوية بجر الناس من العامة وراءهم إلى الفتن والإساءة لبعضهم، سواء بين المذاهب داخل الدين الواحد، أم بين الطوائف بين الثلاثة الأديان.. وقد وجدوا فرصة في القطيعة بين أهل الأديان، وبين أصحاب المذاهب فبثوا سمومهم لتتفجر اليوم في شكل فتن وصراعات، تحت شعارات دينية ومذهبية.. وكلا الأديان الثلاثة، ومذاهبها لا تسيء لبعضها ولاتدعو لعدوان. لهذا لابد من خطاب إعلامي جديد يخاطب الشعوب عموماً ويصحح ما عُبّئوا به من ضلال.. موضحاً لهم أن الأديان إنسانية تتسم بقيم العدل والتسامح والسلام والمحبة.. تحرم الظلم والقهر والعدوان ضد بعض تحت أي مبرر.. وهذا بحاجة إلى إعلام موجه وخطاب ديني واضح وسلس.